- الجندى مصطفى حسن: "الإرهابيون جبناء.. ولو هما رجالة صحيح كانوا وقفوا قصادنا راجل لراجل"
- الجندى محمد قرنى يوصى رفقاء السلاح: "واجهوا العدو وماتخافوش.. والمكتوب مافيش منه هروب.. ويا بخت الشهداء ماتوا بشرف وفازوا بالجنة"
- الملازم محمد هاشم من وحدات الصاعقة فى "كرم القواديس" واجه الإرهابيين فى مزارع الزيتون رغم إصابته.. وقاتل ببسالة حتى وصلت عناصر الدعم
- الملازم كريم ثروت: معنوياتنا فى السماء.. وسنظل "ايد واحدة " حتى نطهر سيناء من الإرهاب.. وكل شهيد جديد صحوة لزملائه على استكمال المسيرة
- الجندى حمدى جمعة: إصابتى كانت يوم عيد ميلادى.. وبقول لكل جندى: "حافظ على سلاحك وفتح عينك وخليك أسد ودافع عن مكانك لآخر قطرة دم"
تضحيات وبطولات يقدمها أبناء القوات المسلحة فى كل يوم، ليسطروا بأيديهم أروع ملاحم التضحية والفداء، فى حب مصر وشعبها، ودفاعا عن أرضها وترابها ورملها، فى كل مكان، بداية من خط الحدود الشرقية فى سيناء مرورا بساحل المتوسط والحدود الشمالية، حتى نهايته على حافة المنطقة الغربية الممتدة الأطراف، التى يرابط جنودنا على أراضيها رغم وعورة التضاريس، وصعوبة التنقل والحركة، ويواصلون الليل بالنهار، ويفتشون عن العدو بين ثنايا الرمال وقطع الصخور.
ومن غرب مصر إلى جنوبها وبوابات العبور مع السودان، يصطف الرجال لحماية الحدود فى مناطق لم يخطوها البشر من قبل.. لا يهابون الموت، ويبذلون أرواحهم فداء لثرى مصر المقدس.
نضال أبناء مصر الأشداء لم يتوقف لحظة عن مكافحة قوى التطرف والشر والإرهاب، التى تحاول بين الحين والآخر العبث بأمن البلاد والعباد، ورغم الشهداء الذين سقطوا على مدار السنوات الماضية على أرض سيناء الطاهرة، إلا أن كفاح الأبطال وتصديهم لخفافيش الظلام سيظل شاهدا على التاريخ، يروى قصصا وبطولات نادرة قدمها الرجال لنعيش بكرامة، وسطروها بدمائهم ليبقى الوطن مرفوع الرأس.
بطولات نادرة
"اليوم السابع" كانت فى زيارة لعدد من مصابى العمليات خلال المواجهات مع الإرهاب فى سيناء بمستشفى المعادى العسكرى، والتقت بهم وتحاورت معهم حول ما قدموه من نماذج بطولية نادرة ستبقى شاهدا على عطائهم لمصر.
فى البداية يقول الملازم أول كريم ثروت – من وحدات الصاعقة المشاركة فى شمال سيناء – أن معنويات الرجال فى سيناء ستظل مرتفعة ما داموا يقدمون تضحيات ويبذلون أرواحهم ودماءهم فداء لمصر، وكل شهيد يسقط على أرض سيناء يكون صحوة لزملائه ومحبيه على استكمال مسيرته ومواصلة القتال والثأر له من الإرهابيين الخونة، الذين يحاولون بث الفزع والفوضى فى أرض مصر.
ويضيف كريم ثروت: " شاركت فى العديد من المداهمات والعمليات ضد البؤر الإرهابية فى شمال سيناء، ونعمل بروح واحدة لا فرق بين ضابط أو صف ضابط ومجند، فالكل سواء، عندما نحمل سلاحنا ونتحرك فى المهمة نتجاور فى الصفوف، ونقف فى مستويات متلازمة دون تفرقة.
ويستطرد كريم:" فى أحد المداهمات تعرضنا لإطلاق نار مكثف من قبل العناصر الإرهابية، وتلقيت خلالها 3 رصاصات فى أماكن متفرقة، منهم طلقة فى " رجلى " فحملنى على كتفيه أحد الجنود، الذين كانوا بجوارى فى المداهمة، وربط رجلى لوقف النزيف، ونجح فى إخلائى من موقع تبادل إطلاق النار."
ويقول كريم:" سنظل فى سيناء نتقاتل ونواجه " ايد واحدة " حتى ننجح فى تطهيرها تماما من الإرهاب، ومن كل المحاولات الخسيسة، التى تستهدف النيل من أرض مصر الغالية، التى أقسمنا على حمايتها والدفاع عنها مهما كانت التضحيات.
من جانبه يروى الجندى مصطفى حسن حسين – أحد المصابين فى الأحداث الإرهابية بسيناء – ويؤكد أن مافعله مع رفاقه جزء بسيط مما قدمه الابطال، الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، على أرض سيناء الطاهرة.
الشهادة أمنية الجنود
ويقول الجندى مصطفى حسن:" أتمنى أرجع تانى..ونفسى استشهد هناك وأنال هذا الشرف، وأنا مش أحسن من الرجالة اللى استشهدت على رمل سيناء وكانوا فى مقدمة الصفوف، ومش خايفين ولا بيفكروا فى حاجة فى تطهيرها من الإرهاب، وحماية ترابها."
ويضيف مصطفى: " الإرهابيون جبناء، ولا يوجد من بينهم رجل واحد قادر على المواجهة المباشرة معنا، وكل ما يستطيعون القيام به هو زرع العبوات الناسفة، أو الضرب من مسافات بعيدة واستخدام القناصة المرتزقة، ولو هما رجالة صحيح كانوا وقفوا قصادنا راجل لراجل لكن هما جبناء، وما يعرفوش حاجة عن الدين أو الإسلام."
الحالة الصحية للجندى محمود محمد مبارك لم تختلف كثيرا عن رفقائه فى السلاح، إلا أنه أكثرهم صبرا ورضا بقضاء الله وقدره، بعدما تعرضت مقلتا عيناه للانفجار، أثر عبوة ناسفة استهدفت تحرك مجموعته فى مدينة رفح الحدودية بشمال سيناء.
رجال سيناء المرابطون
الجندى محمود مبارك لم يتجاوز عمره 23 عام، وهو دائم التحدث عن رفاقه وإخوته فى السلاح، الذين كانوا على موعد دائم مع الشهادة فى سبيل الله، من أجل الدفاع عن الأرض والعرض، وتطهير أرض الفيروز من كل العناصر الضالة، التى تسعى لزعزعة استقرار الوطن والنيل من أمنه، وإثارة الفزع والخوف فى نفوس أبنائه.
الجندى محمود مبارك خلال حديثنا معه أوصى رجال سيناء المرابطين على حدود مصر الشرقية فى رفح والشيخ زويد والعريش ووسط سيناء، بالحفاظ على تماسكهم وقوتهم فى مواجهة أعداء الدين والانسانية، والثأر لكل الشهداء الذين خضبت دماؤهم الطاهرة أرض أغلى بقعة من تراب مصر، ويحرصوا دائما على أن يكونوا ضمن سجلات الأبطال والشهداء، اللذين يتوقف عند بطولاتهم التاريخ ويدونها بصفحات من نور، تتوارثها الأجيال.
وللصبر مع جنود سيناء الأبطال أسرار وحكايات، فقد كان لهم أنيسا فى ساعات الألم، وجليسا على أسرة المستشفيات التى طالت فيها رحلة العلاج، وأبرز هذه الأمثلة الجندى محمد حامد قرنى، الذى يتلقى العلاج فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة منذ 13 شهر، بعد إصابات كسور وحروق فى الرجلين وكسر فى الفك والجمجمة، عقب انفجار عبوة مفخخة فى المدرعة التى كان بها مع زملائه، فى شهر يناير 2015.
الجندى محمد قرنى من أبناء بنى سويف، ورغم أنه قليل الكلام، إلا أن وجهه البشوش، وهيئته القوية كأحد أبناء الجيش الثانى الميدانى، تعبر عن بسالة الجندى المصرى، الذى لا تكسر إرادته المحن، ولا يمكن لعدو أن يهزمه أو ينال من أرضه.
الجندى محمد قرنى كانت كلماته بسيطة ومقتضبة ولكنها مؤثرة وقوية، فعندما سألته عن توجيه كلمة لرفاقه على جبهة القتال أجاب:" واجهوا العدو وما تخافوش دا المكتوب مافيش منه هروب، ويا بخت الشهداء، ماتوا بشرف وهما بيدافعوا عن مصر، وفازوا بالجنة ونعيمها."
اليأس لا يتسرب إلى الأبطال
أما الجندى حمدى محمد جمعة – ابن محافظة الفيوم – لا تفارق الابتسامة وجهه، ولا يتسرب اليأس إلى نفسه أبدا، وعندما يبدأ حكايته مع الجندية والالتحاق بالخدمة فى أرض الفيروز تتعالى ضحكاته قائلا:" أنا عمرى ما هنسى أبدا يوم الإصابة بتاعتى، أصله كان يوم عيد ميلادى ".
الجندى حمدى جمعة – حاصل على بكالوريوس تجارة، وكان ضمن وحدات الجيش الثانى العاملة فى شمال سيناء، وقد وقع عليه اختيار قائده المباشر، لمهارته فى الرماية وتحديد الأهداف، وعقب تكليفه بالمهمة الصعبة، التى كانت فى منطقة الزوارعة فى قرية التومة بالشيخ زويد، وتستهدف عمل كمين لمجموعة من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة فى تلك المنطقة.
يقول حمدى جمعة:" كان يملؤنا الحماس ونحن فى طريقنا إلى موقع الاشتباك، وقد تم إعداد كافة التجهيزات الفنية والهندسية التى نحتاج إليها، بالإضافة إلى توفير الذخائر والأسلحة اللازمة للتعامل مع العناصر الإرهابية، وفى تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم 10 يناير 2016، وصلنا إلى منطقة الهدف، وقد كشف الإرهابيون عن مواقعهم بعد طلقات القناصة التى بدأت تصوب رصاصها ناحيتنا.
يضيف حمدى:" بدأنا فى التعامل الخفيف مع القناصة الإرهابيين، الذين كانوا يحتمون فى عدد من المنازل المهجورة بمنطقة الزوارعة، وفجأة بدأ التعامل الآلى بكثافة شديدة تجاه القوات، وبحجم ذخيرة كبير جدا، كانت أشبه بالأمطار فى السماء، فما كان من قائد المجموعة إلا أن أمر بفتح النار والرد بقوة على الإرهابيين فى معركة ضارية استمرت من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثانية ظهرا.
ويستطرد حمدى:" رغم عربات الدعم التى كانت تأتى محملة بالأسلحة للعناصر الإرهابية، إلا أننا أحدثنا فى صفوفهم خسائر فادحة، فقد كان المصابون بالعشرات، ويتوالى نقلهم إلى عربات الدفع الرباعى، والقتلى تم حصر أعدادهم بنحو 39 شخصا، وقد أمر قائد المجموعة بإخلاء الموقع بعد تحقيق الهدف المطلوب والعودة إلى المدرعات ناقلة الجند إلى موقع الكتيبة مرة أخرى، إلا أن العبوات الناسفة على الطريق كانت العقبة الرئيسية أمام القوات، خاصة وأنه يتم تفجيرها من خلال الريموت كنترول عن بعد.
ويضيف حمدى:" انفجرت أحد العبوات الناسفة بجوار ناقلة الجند التى كنت أستقلها، فانقلبت وتعرض من فيها لإصابات مابين خفيفة ومتوسطة، ولكنى فقدت الوعى بعد تعرضى لكسر فى الكاحل الأيمن، وكسر مفتوح بالساق الأيمن وكسور متفرقة فى عظام الوجه والفكين.
ويقول حمدى:" الحمد لله على كل شىء..روحى المعنوية مرتفعة، بعدما ثأرت لزملائى وأصدقائى وإخوتى، وأقول لكل جندى على أرض سيناء، حافظ على سلاحك، وفتح عينك، وخليك أسد ودافع عن مكانك لآخر قطرة دم، ومتخافش لان عدونا جبان، ومش بيقدر يواجه ولا يقاتل زى الرجال."
حكايات البطولة والفداء
حكايات البطولة والفداء من أرض سيناء إلى مستشفى المعادى العسكرى لم تفرق بين الجنود والصف والضباط، بل كانت قاسم مشترك بين الجميع، دعمتها عقيدة القوات المسلحة المصرية، التى، ترسم وجه الوطن على قلوب أبنائها، وتقاتل بشرف دفاعا عن الأرض والعرض، وهذا ما أكدته قصص البطولة للملازم أول احتياط محمد محمد هاشم – أحد أبناء وحدات الصاعقة – الرجال الأشداء، الذين كانوا فى مقدمة الصفوف فى المرحلة الأولى والثانية من عملية حق الشهيد.
الملازم أول محمد هاشم كان ضمن أحد الكتائب المسئولة عن تأمين منطقة كرم القواديس فى الشيخ زويد، والتحق مع رفاقه بالخدمة فى سيناء قبل خمسة أشهر، وفى يوم 21 فبراير الماضى خرج لتمشيط الطريق بعد صلاة الفجر أمام تحركات القوات، ثم فجأة أحس بعناصر إرهابية تختبىء وسط أشجار الزيتون الموجودة على جانبى الطريق، فجهز سلاحه استعدادا لإطلاق النار عليهم إلا أن العناصر الإرهابية كانت قد انتهت من زرع عبوة ناسفة، بالقرب من موقعه، وفجرتها من خلال " الريموت كنترول ".
يقول الملازم محمد هاشم:" انفجرت العبوة الناسفة بالقرب من موقعى، وتعرضت لإصابة بالغة فى عضلات الرقبة والانسجة نتيجة الموجة الإنفجارية، التى أحدثتها العبوة الناسفة، إلا أننى زحفت على الأرض لالتقط سلاحى، وأصوب ناحية العناصر الإرهابية التى بدأت فى الفرار بعد تفجير العبوة.
ويضيف محمد:" نجحت فى إصابة أحد العناصر الإرهابية أثناء فراره فى زراعات الزيتون، حتى جاء زملائى وحملونى إلى المستشفى، مؤكدا أنه على استعداد تام للعودة إلى سيناء مرة أخرى لمواصلة القتال ومواجهة الإرهابيين.
موضوعات متعلقة..
- القوات المسلحة تنظم معرضا فنيا لإبداعات المحاربين القدماء بمناسبة يوم الشهيد
- بالصور.. القوات المسلحة تحتفل بيوم الشهيد فى أسوان
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
الأسود لاتهاب القتال