أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

سموم «نيوتن» وتأييد «عكاشة»

الثلاثاء، 01 مارس 2016 07:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وفشلت كل المحاولات التى تشجع التطبيع

بين الاستناد إلى الالتزام بالقانون وعدمه مسافة هائلة فى مسألة توفيق عكاشة وإسرائيل، وفى مسألة التطبيع بشكل عام، فهناك من يرصد لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلى فى القاهرة على أنه طبيعى ولم يخترق القانون، لأن هناك علاقة دبلوماسية، لكن غالبية المصريين لا يعنيهم هذا، فالقضية عندهم لها حسابات أعمق من حسابات الحاكم ومن حسابات المصالح الاقتصادية، وهذا هو قانونهم الذى لا يحتاج إلى تفلسف من قبيل أنهم لا يعرفون مصالحهم.

وفى هذا السياق هناك من يريد أن يطوع القانون والسياسة دفاعا عن «خطوة عكاشة»، ومقال «نيوتن» فى الزميلة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس الأول الأحد نموذج لهذا النوع من الدفاع، الذى لا يفوت فرصة إلا ويتحدث فيها عن مزايا العلاقات مع إسرائيل، ومنحه صك البراءة للدولة العربية من أى جريمة ترتكبها، ويبدو فى منطقه أنه يعيد اكتشاف إسرائيل من زاوية أن روايات التاريخ التى يقولها بيجن وموشى ديان وشارون وكل السفاحين من مؤسسى هذا الكيان اللقيط هى الصحيحة، هو يرى فى التذكير بالتاريخ الصحيح «لغة خشبية»، ويرى فى الانتباه إلى جرائم الحاضر التى ترتكبها إسرائيل تضخيما.

تكرار «نيوتن» الدائم لهذا الأمر يدل على أنه لا يخوض معركة من أجل مستقبل مصر كما يدعى، وإنما من أجل مصالحه الخاصة، ولأن هذا النهج الفاسد أسسه السادات وحاربه عبد الناصر، فإن نصيب عبدالناصر عند نيوتن هو تقطيع دائم فى فروته، وهذا ما فعله «عكاشة» فى الهلفطة التى تحدث بها على شاشة «الفراعين» التى يمتلكها.

فعل «عكاشة» ودفاع «نيوتن» مصيرهما فى زبالة التاريخ كما حدث مع كل الأفعال المماثلة السابقة، فبعد إلغاء المقاطعة مع إسرائيل واستئناف العلاقات الدبلوماسية، ظلت المقاطعة الشعبية، وفشلت كل محاولات إسرائيل فى اختراقها، ولم يجد السادات ورجاله وقتها من تبرير لهذا الحال سوى الترويج لمقولة «الحاجز النفسى بين المصريين والإسرائيليين»، وكان الطبيب النفسى محمد شعلان هو الذى روج هذا المفهوم، وبالرغم من الحملات الصحفية التى روجت لهذا التشخيص، فإن السنوات مضت، لكن بقيت المقاطعة على حالها.

استمر الحال على هذا الوضع طوال حكم مبارك، ولم يستطع النظام اختراق هذه المقاطعة، وظلت العلاقات محصورة على الصعيد الرسمى، وفى هذا السياق سنجد تجارب مماثلة لتلك التى فعلها «عكاشة» كان مصيرها إلى مزبلة التاريخ، تذكروا مثلا كل الضجة التى أثيرت وقت قيام الكاتب على سالم بالسفر إلى إسرائيل بسيارته الخاصة، وسبقها ضجة هائلة حول خطوته، وظل حتى مماته يدافع عما فعل ويسوق مئات الحجج والبراهين كى يقنع الآخرين بها دون جدوى، وبالرغم من ذلك عاش معزولا شعبيا وثقافيا بالرغم من موهبته المتفجرة ككاتب مسرح، وليس صحيحًا أن هذه العزلة كانت نتيجة قرار جهات ومؤسسات سياسية، والحقيقة أنها كانت قرارا شعبيا فى المقام الأول.

ولو عدنا أيضا إلى احتفالات السفارة الإسرائيلية فى القاهرة التى أقامتها فى ذكرى تأسيس إسرائيل باغتصاب فلسطين، فسنجد المشاركين هم نفر من مسؤولين مصريين تتطلب العلاقات الرسمية وجود البعض منهم، ورجال أعمال تربطهم علاقات «بيزنس» مع إسرائيل، وكان الجميع يحرص على ألا تفضحه وسائل الإعلام.

يقود كل ذلك إلى اليقين بأن أى فعل مثل الذى أقدم عليه «عكاشة» سيكون مصيره فى مزبلة التاريخ، والأمر هنا لا يتعلق بـ«تخلفنا» كما يوحى بذلك «نيوتن» فى مقاله أمس الأول، وإنما هو خيار شعبى أصيل ينتبه إلى أن إسرائيل بمثابة كيان سرطانى فى المنطقة، يستمد قوته بعمل كل الوسائل التى تضعفنا وتضرنا، ومن هذه الوسائل نماذج أراجوزات مثل «عكاشة»، وسند إعلامى مثل الذى يكتبه «نيوتن».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده

الله ينور عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

وماذا تسمي؟؟

وماذا تسمي حماس الأرهابية؟؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة