وكيلة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان: دعم الاستقرار فى مصر مصلحة قومية لنا.. سارة سيوال: لدينا مخاوف تجاه بعض القوانين وتطبيقها.. وتؤكد: المجتمع المدنى "مركزى" ويعزز قوة الدولة

الثلاثاء، 09 فبراير 2016 07:26 م
وكيلة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان: دعم الاستقرار فى مصر مصلحة قومية لنا.. سارة سيوال: لدينا مخاوف تجاه بعض القوانين وتطبيقها.. وتؤكد: المجتمع المدنى "مركزى" ويعزز قوة الدولة سارة سيوال وكلية وزارة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت سارة سيوال، وكلية وزارة الخارجية الأمريكية للأمن المدنى والديمقراطية وحقوق الإنسان إنها التقت منظمات مجتمع المدنى، ورجال الدين، منهم القسيس أندريه زكى نائب رئيس الطائفة الإنجلية، والمفتى شوقى علام ومسئولين فى المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة، كما التقت مع قضاة محاكم الاستئناف، ونائب المدعى العام، مشيرة إلى أنها ستلتقى غدا الأربعاء، طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما ستلتقى مسئولين فى وزارة الداخلية.

وبسؤالها عما إذا كانت المناقشات تطرقت إلى موضوع مقتل الطالب الإيطالى فى مصر، قالت سيوال إنه تم تناول الموضوع كما توقعت أن يتم إثارته غدا عند زيارتها للجامعة الأمريكية لأنه كان أحد طلابها، وقدمت التعازى لأهله. قائلة:" ننتظر نتيجة التحقيقات، ونتمنى تحقيق العدالة".

جهود الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب


وبسؤالها عن تقييمها لجهود الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب، قالت إن وزير الخارجية الأمريكى، أعرب فى أغسطس الماضى، عن استمرار قلق الولايات المتحدة، تجاه بعض القوانين وتطبيقها فى مصر، وتجاه ملف التعذيب والاختفاء، ووضع المجتمع المدنى. واعتبرت أن حق الناس فى التجمع والحفاظ على الحريات، أمر هام فى محاربة التشدد، لأن المجتمع نفسه هو الذى يحاربه، مشددة على أهمية دور المجتمع المدنى فى هذا الصدد، وأكدت أنها تكرر نفس مخاوف كيرى.

منظمات المجتمع المدنى


وعن لقاءها منظمات المجتمع المدنى، أوضحت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية أنها التقت مع عدد من الشباب وعدد من المنظمات غير الحكومة، إذ استمعت لمخاوف تتعلق بمتطلبات إجرائية مفرطة تواجهها حتى المنظمات الموجودة منذ فترات طويلة، وتعمل فى مجالات مثل التعليم، مما يعكس المخاوف التى تحدث عنها كيرى، وأكدتها هى.

أما عن سجل حقوق الإنسان فى مصر، وما إذا كان شهد تقدما، فقالت سيوال إن الجانب الأمريكى لديه أمل أن يتم تبنى نهج شامل وبناء يحقق التوازن بين حقوق الإنسان العالمية وبين الأمن، معربة عن أمنيتها أن تعدل مصر هذا التوازن.

المعتقلين فى السجون


وعن وضع المعتقلين فى السجون، والتقارير التى تفيد بوجود تعذيب، قالت سيوال، إن ازدحام السجون، وتمديد فترات الحجز قبل المحاكمة وقضية التعذيب، جميعها أسباب قلق للولايات المتحدة، وتم إبلاغ المسئولين المصريين بها ، مشيرة إلى أن المناقشات مع المجلس القومى لحقوق الإنسان تطرقت لهذه المسألة، وكيف يقومون بتوثيق حالات التعذيب ويتابعونها، وأكدت أن واشنطن ستظل تناقشها وتتابعها عن كثب.

وضع المسيحيين


أما عن وضع المسيحيين ونسبة تمثيلهم فى البرلمان، أضافت المسئولة الأمريكية أن القسيس أندريه زكى تحدث عن مشاركة المسيحيين فى الحياة السياسة والمناخ العام الذى تم خلقه من خلال تواصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع المجتمع المسيحى.

وعن رأيها فى وضع المرأة فى مصر، خاصة بعد لقائها مع أعضاء المجلس القومى للمرأة، قالت إن الجميع أصبح يعى التحديات الضخمة التى تواجهها المرأة فى مصر فيما يتعلق بالعنف الجنسى، والزواج المبكر واستمراره رغما عن القوانين، وكذلك ختان الإناث، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تحمست لحديث الرئيس السيسى عن هذه المواضيع وسعيه لتعزيز أهمية المرأة فى الحوار الوطني، معربة عن تطلعها لأن يساهم هذا التوجه من الرئيس، والعدد القياسى للسيدات فى البرلمان، والتشكيل الجديد للمجلس القومى للمرأة فى تحسين وحماية الحقوق الأساسية للمرأة فى مصر.

وعن منظور المصريين تجاه منظمات المجتمع المدنى، وإنها يتم استغلالها من قبل الولايات المتحدة لتمرير سياسات معينة، وتطبيق أجندتها فى المنطقة، قالت سيوال إن المجتمع المدنى هام للغاية بالنسبة للإدارة الأمريكية، فهى ملتزمة بدعمه كجزء من سياستها، كما نجح فى تحقيق الكثير من التقدم للمجتمع الأمريكى معتبرة أنه "مركزى" وسبب لقوة الولايات المتحدة، لأنه يعمل على حل مشكلات لا تستطيع الحكومة نفسها حلها .

وأضافت أن واشنطن تؤمن أن المجتمع المدنى يساعد الدول أن تكون قوية فى مجالات مختلفة، تترواح بين التعليم والصحة وبين مكافحة التشدد، قائلة إنه "عمود من أعمدة سياستنا الخارجية"، مشيرة إلى أنه يمكن أن يلعب دورا مهما فى مكافحة التشدد، لأن ضحاياه غالبا هم من لا يجدون مساعدة سواء من الحكومة أو من أى جهة، موضحة أن بعض الحكومات لديها تعريف مختلف عن منظمات المجتمع المدنى وينظرون لها كأنها تهديد حتى وإن كانت سلمية. وأكدت إيمانها بأن وجود المجتمع المدنى فى مصر سيجعلها قوية.

داعش


وعما إذا كان داعش نتاج لغزو العراق، أضافت سيوال أن أمريكا ترى أن التنظيم وجد مكانه فى العراق نتيجة فشل الحكومة العراقية فى أن تكون أكثر شمولية، وتبنيها سياسة إقصاء لفصيل معين، وأساليب أمنية قاسية، مما دفع بعض العراقيين السنة ليكونوا أكثر عرضة للاستجابة للتنظيم، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل فى دعم المجتمع المدنى وحرية التعبير.

وأضافت إنها تحدثت مع المسؤولين المصريين الذين التقتهم بشأن السياسة الجديدة التى تنبتها الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، والتى أطلقها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى قمة البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب فى 2015، والتى تقوم فهم أعمق وأحدث لتهديد الإرهاب الذى لا يرتبط بدين معين أو منطقة، وتعزيز مرونة المجتمعات التى يستهدفوها للتأكد من أن الجهود التى تقوم بها الحكومة لمكافحة الإرهاب لا تخلق رد فعل عنيف وأجيال جديدة من الإرهابيين.

وعن رد المسؤولين المصريين على هذا المنهج الذى عرضته، قالت سيوال "كل دولة ترغب فى تحقيق الأمن، وهؤلاء الذى يشعرون بأنهم تحت الحصار قد لا يكون لديهم نظرة بعيدة الأمد التى قد تفيد سياساتهم"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعلمت بعض الدروس فى فترة ما بعد 11 سبتمبر ، والتى ساعدتها فى تغيير طريقتها فى مكافحة التمرد والإرهاب، وهى الدروس التى تحاول أن تشاركها مع مصر، وكل الدول التى تربطها بهم علاقة قوية، لتتعلم منها، لمنع الأجيال القادمة من الدخول فى التطرف.

وعن إمكانية مصر لنموذج مثل العراق فى حال عدم إيجاد التوازن بين حقوق الإنسان والأمن، قالت سيوال إن الولايات المتحدة ملتزمة بقوة فى دعم مصر لتحقيق الاستقرار، لأن هذا من مصلحتها القومية، موضحة أن نصيحتها لمصر تقوم على خبرتها فى العراق وأفغانستان، حيث بدأت تحارب التمردات الناشئة بمنهج عسكرى تقليدى للغاية، باستخدام تكتيكات وأدوات عسكرية غير مناسبة ولا تناسب السكان المدنيين، والتى لم تكن فعالة عند ظهور تمردات.

وتابعت "لقد وجدنا أنه فى أى حرب على الإرهاب قد توفر التكتيكات الأمنية احتواء قصير الأمد، لكنها لا تمنح الاستقرار طويل الأمد لذا أرى أننا رسمنا خبرتنا فى حوارنا مع شركائنا فى كيفية محاربة الإرهاب، والتاريخ أظهر أن المنهج الشامل والمتوازن هو الطريق لاستقرار وأمن طويل المدى".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة