"مزلقانات الموت بالجيزة" تحصد أرواح الأبرياء لغياب الرقابة.. عمال مزلقان منشية دهشور بالبدرشين: سيارات نقل بدون أرقام حطمت الحاجز الإلكترونى.. وأهالى "البليدة" يطالبون بسور لعزل منازلهم عن شريط القطار

"خطأ بشرى" كلمة مكررة فى معظم حوادث الطرق المتكررة، حيث يخرج المسئولون بتلك الجملة الشهيرة، لسرعة تبرئة أخطائهم أو تقصيرهم فى تقديم خدمات متكاملة للمواطنين، ثم تهدأ الأزمة وتموت التصريحات بدون اتخاذ أى إجراءات حاسمة تجاه الأسباب الحقيقة لتلك الأحداث.



حادث مزلقان قرية البليدة بالعياط بمحافظة الجيزة لم يكن الأول ولن يكون الأخير، بالرغم من الإعلان بعد كل حادث خطة محكمة لتطوير المزلقانات، إلا أننا لا نجد تنفيذا لها على أرض الواقع.

الحوامدية.. رصيف متهالك والضريبية المواطن

محطة متهالكة تماما وأبواب خشبية موضوعة بين رصيف المحطة وباب القطار لتوصيل المواطنين للقطار، هذا حال محطة قطار الحوامدية التى يتم تطويرها وتحصد أرواح المواطنين من الأرصفة.

وأفاد الأهالى بأن المحطة لم تشهد تطويرا منذ زمن، وعند تسليمها لشركة لتطويرها تتماطل، ولا يوجد أرصفة، والمحصلة ضحايا أبرياء تحت عجلات القطار.



وقال أمين الشرطة المتواجد على مزلقان الحوامدية، إن المزلقانات مازالت فى بعض القرى يتم وضع السلسلة بها فقط، لحجب السيارات عن المرور أثناء قدوم القطارات، مشيرا إلى مواجهتهم أزمة انتشار التوك توك غير المرخص والذى أصبح يمثل كارثة كونه بدون أرقام مرخصة، ولا يمكن تحرير محاضر لصاحبه، مضيفا أنه فى حالة أيضا كون المركبة مرخصة أقصى ما نقوم به هو تحرير محضر.



فيما أكد عدد كبير من الأهالى، أن حوادث كثيرة تقع نتيجة أعمال تطوير محطة الحوامدية، بالإضافة إلى حوادث المزلقان التى يروح ضحيتها فى الغالب الأطفال وكبار السن.

قرية البليدة بالعياط .. حياة برائحة الدم

"أمتار قليلة تفصلهم عن الموت، بيوت متلاصقة بمحاذاة شريط السكة الحديد لا يوجد سور فاصل بينهم سوى حديد لا يتعدى طوله متر، الذى يشكل عائقا وليس درع الحماية لهم"، هذا هو حال المنازل الواقعة على مزلقانات السكة الحديد بعدد من قرى محافظة الجيزة، وبشكل خاص قرية البليدة بالعياط، والتى حصدت أرواح 7 أشخاص نتيجة الإهمال.



وأعاد الحادث ذكريات أليمة للأهالى بمجرد وقوعه، حيث أكدت الأهالى أنهم يعيشون ليل نهار وسط رائحة الدماء التى تفوح من تحت عجلات القطارات، وخاصة الواقعة منازلهم على شريط السكة الحديد والتى لا نفصلهم عن شريط السكة الحديد أى حواجز.



وأشارت الحاجة سعد إبراهيم، إلى أن شغلهم الشاغل يوميا مراقبة الأطفال وترك أشغالهم بمنازلهم خشية دهسه تحت عجلات القطارات، لعدم وجود أى حواجز تحمى أرواح أطفالهم الأبرياء، موضحة أن المعاناة الكبرى تكون فى أوقات الدراسة لوجود المدرسة الإعدادية فى الاتجاه الآخر للقرية والتى نكون مضطرين لعبور شريط السكة الحديد، لتوصيل أبنائنا لمدراسهم.



وأوضح عم مصيلحى، أنهم طالبوا هيئة السكة الحديد ببناء سور لهم لفصلهم عن شريط القطارات، إلا أنهم اشترطوا ترك مسافة 5 أمتار بين المنازل وشريط القطار، مؤكدا أن المسافة لا تتعدى 3 أمتار فقط، قائلا "أحنا طلعنا لقينا البيوت ديه كده جدودنا إلى عملنها هنهدها"، مضيفا أنهم عرضوا أن يجمعوا بأنفسهم ثمن السور وتقوم الهيئة بتشييده، إلا أن المسئولين رفضوا، على حد قوله.

كوبرى البدرشين أهدر الملايين واستمرار العمل بالمزلقان القديم

لم يشفع الكوبرى الجديد الذى تكلف ملايين من استخدامه كبديل للمزلقان، ولكن من الوهلة الأولى لمزلقان البدرشين يمكن اطلاق عليه اسم "مزلقان التكاتك" لكون أغلبه تكاتك غير مرخصة تمر بدون رقيب.



وهجرت السيارات والمواطنون الكوبرى الجديد بخلاف التوك توك الذى يسير بحرية عكس الاتجاه، دون وجود نقطة متخصصة لردعه، وتحول أسفل الكوبرى لباكيات للسيارات "الترامكو" غير المرخصة وأكشاك، الحكومة أهدرت الملايين للحصول فقط على تلك المكاسب.



وأفاد عامل المزلقان بأنهم يتعرضون للضرب يوميا عند محاولة منعهم من العبور ووضع الحواجز أمام القطارات، حيث إنها حواجز يدوية وغير مؤمنة يقوم سائق التوك توك بنزعها والمرور وترك الطريق مفتوح أمام السيارات على الرغم من إطلاق صافرات القطار القادم.



وأوضح العامل لـ"اليوم السابع"، أن هناك فتحة فى سور السكة الحديد بالمحطة تحول لمرور ضيق ومع مرور الوقت سيكبر ويتم فرضه لمزلقان صغير، دون أى رقابة من مجلس المدينة أو المرور.



وعن مزلقان منشية دهشور بمركز البدرشين أيضا، توجد كارثة أكبر وهو سيارات النقل التى تعبر بدون رقيب كون أغلبها بدون ألواح معدنية والبعض الآخر يغطى اللوحات، وفقا لأقوال عمال المزلقان، الذين أكدوا أنهم يتعرضون للتعدى باستمرار عند محاولة منع السيارات النقل أو سيارات الكسح من العبور، التى قامت بكسر الحاجز الإلكترونى بالمزلقان نتيجة السرعة الجنونية.



وأشار عامل المزلقان "الذى رفض ذكر اسمه"، إلى أن فرد الأمن لا يتواجد باستمرار معه بالمزلقان لمعرفتهم بقيام سائقى السيارات النقل بالتعدى عليهم، قائلا "أحنا متحملين الشتيمة والعراك والتهجم ومفيش فايدة، بنبلغ ومبيحصلش حاجة"، مشيرا إلى أن هناك سيارات نقل كثيرة تحمل أرقام من الأمام فقط.