منذ أن كان الائتلاف محض فكرة تبنتها قائمة" فى حب مصر" تحت قيادة اللواء سامح سيف اليزل،لم يغب النائب مصطفى بكرى عن الصورة الدعائية لهم سواء من خلال المؤتمرات الجماهرية، أو من خلال اللقاءات الإعلامية، مما يؤكد أن بكرى أحد أوراق اليزل التى ساعدته على الفوز بالقوائم الأربع، وكذلك حشد عدد من النواب المستقلين، إلا أن أزمة بين بكرى والائتلاف دفعته للاستقالة مما ينعكس على الائتلاف بخسارة أحد أهم أوراقه.
وبالرغم من استقالة النائب مصطفى بكرى، والمعلنة فى الإعلام فأن سيف اليزل تجاهل هذه الاستقالة ولم يجر اتصالاً هاتفياً ببكرى يتفهم أسبابه وهو ما أكده بكرى نفسه حيث قال لـ"اليوم السابع" إن عدد كبير من نواب دعم مصر تواصلوا معه عقب الاستقالة من الائتلاف، لكن لم يتواصل معه أى من قادة الائتلاف معه منذ بوادر الأزمة وحتى بعد استقالته، معرباً عن شكره للنواب الذين تواصلوا معه، مؤكداً على أن عدم تواصل قادة الائتلاف معه يكشف طبيعة الموقف.
وأضاف بكرى أنه حريص على البقاء فى التواصل مع الزملاء السابقين فى ائتلاف دعم مصر، لكن لا إمكانية للتراجع عن الاستقالة فى ضوء استمرار الطريقة نفسها فى إدارة الائتلاف، مشدداً على أنه استقالته تعود لاسباب موضوعية، وأن هذه الأسباب، وضعت الائتلاف أمام خيارين الأول هو أن يقيله وهو ما كان سيتبعه أزمات بالائتلاف، لكنه فضل الخيار الثانى والممثل فى الاستقالة معرباً عن أمله بأن لا ينعكس على الائتلاف بالسلب، وأن يلجأ النواب بالائتلاف ترشيد السياسات من الداخل حال اعتراضهم على شىء.
وأوضح بكرى أنه يمثل حالة خاصة بالائتلاف، مشيراً إلى أن الخلاف فى وجهات النظر بينه وبين قادة الائتلاف استمر لـ20 يوماً، ولم يكلف أحد من قادة الائتلاف نفسه بالاتصال به لفهم طبيعة الأمر مشدداً على أنه انتظر كثيراً ولذلك كان قراره بالاستقالة.
استقالة بكرى تواجه بمطالب لقادة الائتلاف وعلى رأسهم اللواء سامح سيف اليزل برفض هذه الاستقالة والعودة إلى طاولة الحوار بين جميع الأطراف لتفهم وجهات النظر، وهو ما بدأه النائب فرج عامر بتمنيه أن يظل الائتلاف متماسك، وأن يعود بكرى والائتلاف إلى الحوار قائلا، إنه حريص على لم الشمل داخل الائتلاف حتى يستمر دعم مصر قوياً، مشيراً إلى أن الجميع بذل مجهوداً ضخماً فى بناء هذا الائتلاف، مشيراً إلى أن حتى وأن كان هناك خلاف فى وجهات النظر بين الأطراف الداخلية بالائتلاف فيجب أن ينتهى فى النهاية إلى تقارب المسافات بين الجميع.
وأضاف عامر لـ"اليوم السابع" أن مصلحة الجميع بالائتلاف ان يظل قائماً وان يكون الجميع يداً واحدة لأن قوة الناس فى تقاربهم، معرباً عن امله ان يتقل النائب مصطفى بكرى وقادة ائتلاف دعم مصر دعوته للم الشمل من جديد والحوار من أجل التقارب فى وجهات النظر، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد بالائتلاف إنكار قيمة بكرى.
وكذلك ما قاله النائب جمال عقبى النائب عن قائمة "حب مصر " الصعيد" وعضو ائتلاف دعم مصر، إنه لو عرض عليه الاستقالة الخاصة بالنائب مصطفى بكرى والذى تقدم بها للائتلاف لن يقبلها مشيراً إلى أن مصطفى بكرى كان له دور فعال خلال مرحلة الانتخابات وأنه القيادى الوحيد بالقائمة الذى جاب جميع المحافظات خلال مرحلة الدعاية" .
وأشار عقبى لـ "اليوم السابع" إلى أن بكرى فى استقالته أكد على استمرار تعاونه مع الائتلاف وهو ما يجعل الكورة فى ملعب الائتلاف بحسب وصفه، مشيراً إلى أن الأغلبية بالائتلاف لن توافق على استقالة مصطفى بكرى مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف بين جميع أعضاء ائتلاف دعم مصر .
الأزمة التى يوجها سيف اليزل بالائتلاف تعود بنا إلى خبراء السياسة حيث أكدوا على أن قادة الائتلاف وعلى رأسهم سيف اليزل سيفقدون السيطرة عليه نظراً لغياب عدد من المعاير التى تضمن لأى ائتلاف التماسك، حيث قال الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه يرى أن ائتلاف دعم مصر ائتلاف هش لأنه ليس على اساس فكرى ولا سياسى ولا يمكن اعتباره ظهير متماسكاً بالمجلس، مشيراً إلى أن قادته يديرون الخلافات الداخلية بطريقة عبثية ستزيد من مشكلات الائتلاف.
من ناحيته قال يسرى العزباوى رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، إنه يرى أنه من الصعب سيطرة قيادة ائتلاف دعم مصر على أعضائه لعدد من الأسباب على رأسها غياب الأيدولوجى وغياب آلية الثواب والعقاب لأعضاء الائتلاف مشدداً على أن عدم دعوة المخالفين للاجتماعات ليس آلية للعقاب مشيراً إلى أن هذا الائتلاف سيظل غير متماسك طوال الوقت ومرن ويخضع للانسحابات ومحالات ضم أعضاء جدد، لحين ظهور قيادة قوية قادرة على إدارة الائتلاف.
عقد "دعم مصر" يفرط من يد "اليزل".. اللواء يخسر أحد أوراقه الرابحة خلال الانتخابات فور وصلوهم للمجلس.. ونواب يتمسكون بوجود "بكرى" والعودة للحوار.. والجنرال يتجاهل الدعوات..وخبراء: يفقدون السيطرة
الخميس، 04 فبراير 2016 08:21 م.jpg)