ليس هذا فحسب لكن الحياة أدارت له ظهرها من جديد بعد إصابته فى حادث طريق أثناء عودته من إحدى الوزارات التى يطرق بابها بحثاً عن أمل جديد فى الحياة يساعده وأسرته، بعد أن فقد كل ما يملك حتى ما كسبه من ثقافة أصبح ناقما عليه.
بدر جمال مهدى محمد، 44 سنة، يعمل بائع بطاطا ويقيم بمنزل شقيقه فى سمالوط بالمنيا، بعد أن أجبرته الحياة القاسية على بيع منزله للإنفاق على علاج أسرته، يبدو عليه من ثيابه الرثة ووجهه المعفر بالتراب وحذائه البسيط الممزق أنه فقد الأمل فى حياة كريمة بعد أن أغلقت كل الأبواب فى وجهه.
بائع البطاطا يحكى مأساته
يقول "بدر"، بعد أن حصلت على الدبلوم، لم أجد أمامى وسيلة إلا العمل والاعتماد على نفسى نظرا لفقر أسرتى، خاصة بعد أننى تزوجت وأصبحت أعول زوجة فاضطررت للعمل بائع بطاطا، رغم شلل الأطفال الذى أعانى منه، ورغم أن سحب العربية يتطلب مجهودا عضليا كبيرا وشخصا سليما، ولكن لم أجد حلولا أخرى، وفى أحد الأيام طلب منى أحد الأطباء شهادة تأهيل اجتماعى لكى أستطيع إيجاد فرصة عمل.
وأضاف "بدر"، فى تلك الأثناء فوجئت بمرض زوجتى، وإصابة ابنى بضمور فى المخ، فأصبحت فى حيرة من أمرى، أعالج زوجتى أم ابنى، حتى اضطررت لبيع منزلى ولولا عطف شقيقى الذى استضافنى فى منزله لكنت مشردا وأسرتى فى الشارع.
زوجته تحتاج لإجراء عملية فى صمام القلب
وعندما قررت علاج زوجتى وتوجهت إلى الأطباء إذا بهم يخبروننى أنها فى حاجة لإجراء عملية صمام بالقلب، وأصبحت عاجزا فبعت منزلى لإجراء العملية، ولكن المفاجأة أنها تحتاج إلى عملية أخرى.
أما ابنى فأكد الأطباء أنه يحتاج لإجراء عملية فى المخ، لأنه يعانى من ضمر بالمخ ورحلة علاجه طويلة، ولكنى قطعتها فى منتصف الطريق، بعد أن بعت كل شىء ولم أجد سوى عربة البطاطا التى بعتها أيضا وأصبحت عاجزا عن العمل، كما توقفت عن علاج زوجتى لعدم امتلاك شىء أنفقه عليها.
وأضاف "بدر"، قررت أبحث عن شهادة التأهيل حتى أجد وظيفة تساعدنى على الحياة، وبعد مرور أيام طوال ومعاناة حصلت على شهادة التأهيل وإلى يومنا هذا لا يسمعنى أحد ولا يستجيب لى مسئول، ولم أجد وظيفة تساعدنى، كل الأبواب أغلقت فى وجهى ولم يبق سوى باب واحد وهو ربى سبحانه وتعالى.
حادث سيارة يصيب بائع البطاطا بعجز كامل عن العمل
وتابع "بدر"، اصطحبت ابنى وطرقت جميع أبواب الوزارات والمحافظ بالمنيا، ولم يستجب أحد، وفى النهاية وأثناء عودتنا من القاهرة من رحلة البحث عن لقمة العيش أصبنا فى حادث سيارة، وقامت المستشفى بتركيب مسامير وشرائح بقدمى، أصبحت بعدها لا أستطيع العمل مطلقا وأعيش على صدقات أهل الخير ، واختتم "بدر" حديثه مناشدا رئيس الوزراء، "إحنا أسرة بتموت من المرض بص علينا بنظرة العطف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة