على الكشوطى يكتب: "Carol" عندما تجد سيدة الدفء والأمان فى أحضان أخرى

الأربعاء، 03 فبراير 2016 03:17 ص
على الكشوطى يكتب: "Carol" عندما تجد سيدة الدفء والأمان فى أحضان أخرى على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لتستمتع جيدًا بمشاهدة فيلم "carol" للنجمتين "كيت بلانشيت" و"رونى مارا" يجب عليك أن تنحى كل أفكارك و"تابوهاتك" تجاه رفض الآخر بكل توجهاته وأن تتجرد من الأحكام الأخلاقية والأحكام المسبقة للفيلم ولفكرة أن تحب سيدة امرآة أخرى وأن تتأهب نفسك لمشاهدة فيلم مميز فى جميع النواحى.

تبدأ أحداث الفيلم فى الخمسينيات وبالتحديد فى مدينة نيويورك الأمريكية وسط طقس سيئ يشير لاقتراب موعد أعياد الكريسماس، وفى حياة رتيبة ومملة تقف "رونى مارا" فى محل لبيع ألعاب الأطفال لتقتحمها "كيت بلانشيت" السيدة الجميلة التى تمتلك ملامح حزينة وعيون واثقة وهو ما يجعلها أكثر جاذبية وجمال.

بلغة سينمائية بليغة استطاع المخرج "تود هاينز" أن يمنح المشاهد فرصة للعيش فى مدينة نيويورك طول مدة الفيلم فاختيار أماكن التصوير والديكورات وملابس البطلات وكل تفصيلة صغيرة تشعرك أنك داخل هذا العالم بكل وملامحه.

وقد استخدم "هاينز" الإيقاع البطىء فى بعض المشاهد وربما الجمل الحوارية القصيرة فى أحيان أخرى معتمدًا على ملامح بطلتى الفيلم التى عبرا من خلالها عن مشاعرهما بحرفية وتلقائية شديدة خاصة فى مشاهد الحب التى جمعتهما فكلاهما يبحث عن الدفء والأمان وليس الجنس فالدافع لعلاقتهما هو ليست الغريزة بقدر الشعور بالراحة فى أحضان بعضهما هربًا من قسوة الحياة وتمردا على الرجال الأنانيين المتسلطين ممن يجعلون أنفسهم محور حياة زوجاتهن دون مراعاة مشاعرهم أو التفكير فى احتياجاتهم، وهى المشاهد التى قدمت بعيدًا عن الابتذال وإثارة الغرائز.

المشاهد لفيلم "كارول" لن يستطيع تحديد "ماستر سين" واحد بالفيلم فكل المشاهد تستطيع أن توصفها بأنها "ماستر سين"، ولكن ربما أبلغ المشاهد المميزة لـ"كيت بلانيشت" فى الفيلم ذلك المشهد الذى أعلنت فيه عن ميولها المثلية أمام زوجها ومحاميه بعد رصد زوجها لقاء حميمى لها مع "رونى مارا" بالصوت والصورة ليتخذه سلاحًا ضدها أمام المحكمة لضم ابنتهما لحضانته خوفًا على تأثرها بأخلاق والدتها "كيت بلانشيت"، ذلك المشهد الذى استطاعت "كيت" من خلاله أن تنقله للمشاهد برقى وإتقان من المشاعر المختلطة ما بين الحزن والفقد والحب والاشتياق لطفلتها الوحيدة والانصياع لرغباتها الجنسية والنفسية وحياتها التى تضيع أمامها، لتعلن فى النهاية ميولها الجنسى متمردة على كل الأعراف والقوانين وقتها.

أما النجمة "رونى مارا" فيكفيها مشهد عودتها لـ"كيت بلانشيت" بعد أن هجرتها الأخيرة خوفًا على تأثير علاقتهما على سير قضية حضانة ابنتها.

ومن المجحف أن تترشح "رونى مارا" لجوائز الأوسكار فى قائمة أفضل ممثلة مساعدة فكل من "كيت" و"روني" لعبا أهم أدوارهما وكان لابد أن تترشح لأفضل ممثلة فى دور رئيسى مثلها مثل "بلانشيت"، وإذا كانت إدارة جوائز الأوسكار منصفة بحق فسيحصد "كارول" على الأقل جائزة أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة وأفضل تصوير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة