خالد أبوبكر يكتب: مهرجان الجنادرية الثقافى فى عامه الثلاثين.. الله يرحمك يا أبا متعب.. لن ينسى المصريون لهذا الرجل مواقفه فله رصيد كبير فى قلوبنا

الأربعاء، 03 فبراير 2016 01:25 م
خالد أبوبكر يكتب: مهرجان الجنادرية الثقافى فى عامه الثلاثين.. الله يرحمك يا أبا متعب.. لن ينسى المصريون لهذا الرجل مواقفه فله رصيد كبير فى قلوبنا خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينطلق غدا الأربعاء المهرجان الوطنى للتراث والثقافة مهرجان الجنادرية، وهو مهرجان تراثى وثقافى يقام فى المملكة العربية السعودية منذ عام 1985 أى أنه تقريبا الآن واحد من أقدم المهرجانات العربية والعالمية، ويجذب العديد من الزوار داخل وخارج المملكة، ويقام تحت إشراف وزارة الحرس الوطنى السعودى.

ومن أهداف هذا المهرجان التأكيد على الهوية العربية الإسلامية، وتأصيل الموروث العربى والسعودى الأصيل بشتى جوانبه، ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال المقبلة. فهو بكل المعانى تظاهرة ثقافية عربية سعودية مائة بالمائة، تعتمد على أن قمة العالمية هى المحلية المتفردة، فتستطيع أن تكون متفردا بكل المعانى، لأنه لا يوجد شبهك فى العالم، فأنت لا تقلد ولا تأخذ أفكارا من مجتمعات أخرى، وإنما بشرحك لتاريخك وتراثك استفدت كدولة واستفادت الأجيال المقبلة من أبناء وطنك، واستطعت أن تحافظ على تراثك الإنسانى وهو أسمى ما تمتلكه الدول الكبرى.

ومن أولويات الجانب التراثى بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبى المختلفة، متمثلة فى الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، بهدف ربطها بواقع حاضر المملكة المعاصر، والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية، وإبرازها لما تمثله من إبداع إنسانى تراثى عريق لأبناء المملكة على مدار أجيال كثيرة.

كان للملك عبدالله، رحمة الله عليه، الفضل فى هذا المهرجان الذى حرص هو وأبناؤه على أن يبقى بهذه الصبغة السعودية الخالصة، ونجحوا فى أن يجعلوا من استمراره لثلاثين عاما مكسبا ثقافيا عربيا تتباهى به كعربى فى شتى المحافل الدولية.

ومن أحد الجوانب الرائعة فى هذا المهرجان هو الجانب الثقافى، فإذا أردت أن ترى وتسمع كل الأفكار والتيارات الفكرية المتفقة والمختلفة القديم منها والحديث، من هو مع ومن ضد، فعليك أن تأتى إلى ندوات الجنادرية الثقافية التى يتم اختيار المتحدثين فيها، وفقا لعلمهم وليس وفقا لانتماءاتهم، وستدهش من كم التنوع الثقافى الذى ستراه وتسمعه فى هذه الندوات.

غاب المهرجان العام الماضى نظرا لوفاة الملك والإنسان خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه.

وفى الجنادرية هذا العام ستكون هناك كلمات عن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الملك السعودى الذى عشقه المصريون، والذى لن ينسوا أبدا دوره التاريخى معهم فى ثورتهم الأخيرة، كان رحمة الله عليه خير سند لمصر وشعبها فى توقيت صعب وحرج، تتحسس فيه كل الدول مواقفها وتدرس مصالحها، إلا أننا وجدنا الملك عبدالله سباقا ومنحازا لإرادة الشعب المصرى، لم ينتظر ردود أفعال، ولم يحسب الحسابات، بل إنه عندما وجد أن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن مفهوما لدى عدد من الدول الأوروبية أرسل وزير خارجيته وقتها، المغفور له الأمير سعود الفيصل أسطورة الدبلوماسية العربية، إلى باريس وبشكل سريع جدا لمساندة مصر على الصعيد الدولى، وكانت لمساندته دوليا أثر كبير على تفهم ما جرى فى مصر.

وكان للملك عبدالله كلمة تاريخية للمصريين بعد ثورتهم أثرت فينا جميعا، لمعناها وتوقيتها، حيث قال رحمة الله عليه «إن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين فى محاولة فاشلة لضرب وحدته، داعيًا جميع الشرفاء إلى الوقوف بجانب مصر ضد أى عابث أو مضلل. وشدد على أن مصر الإسلام العروبة والتاريخ المجيد لن يغيرها قول أو موقف، وستظل قادرة على العبور لبر الأمان.

هذه الكلمات التى جاءت فى توقيت حرج فى تاريخ الشعب المصرى أظهرت للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية دائما إلى جانب مصر فى كل الأوقات.

لن ينسى الشعب المصرى الدعم الذى قدمته السعودية والملك عبدالله فى هذا الوقت، ولعل قبلة الرئيس السيسى على جبين الملك عبدالله كانت رسالة من أبناء مصر جميعا وفاء وتقديرا لهذا الرجل. نتمنى أن نرى فى مجتمعاتنا مهرجانات ثقافية دولية مثل الجنادرية الذى يحسب له نجاحه فى الاستمرار طوال ثلاثين عاما.

ورحمك الله أبا متعب، وسنظل نحكى لأبنائنا وأحفادنا ما نكنه لهذا الرجل فى قلوبنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة