مصر تربك تركيا وتقابل تصريحات التودد بالتجاهل.. تضارب تصريحات الأتراك حول العلاقات مع القاهرة يعكس حالة التخبط والإحباط داخل حكومة أردوغان..أنقرة تريد عودة العلاقات دون دفع فاتورة أخطائها

الإثنين، 29 فبراير 2016 07:31 م
مصر تربك تركيا وتقابل تصريحات التودد بالتجاهل.. تضارب تصريحات الأتراك حول العلاقات مع القاهرة يعكس حالة التخبط والإحباط داخل حكومة أردوغان..أنقرة تريد عودة العلاقات دون دفع فاتورة أخطائها رجب طيب أرزغان رئيس تركيا
تحليل آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقت القاهرة تصريحات المسئولين الأتراك مؤخرا حول التودد لها، ومحاولة إصلاح ما أتلفه موقف أنقرة المنحرف بدعم جماعة الإخوان الإرهابية والإصرار على التدخل فى الشأن المصرى، بجمود وتجاهل، أدى إلى إصابة تركيا بحالة ارتباك واضحة.

تلك الحالة انعكست بشكل ملحوظ على تصريحات المسئولين الأتراك على مدار الأسبوع الماضى، فمع كل صباح يظهر مسئول من حكومة أردوغان ليطلق تصريح حول العلاقات مع مصر، ليأتى صباح اليوم التالى بتصريح مخالف من مسئول آخر، حتى أن المتابع للموقف التركى من مصر لا يعلم ما إذا كانت أنقرة تريد المصالحة، أم الاستمرار فى انتهاك السيادة والأعراف الدولية.

كل هذا يؤكد وجود حالة من التخبط بين المسئولين الأتراك حول العلاقات من مصر، السبب الأساسى فيها هو ثبات موقف الحكومة المصرية وتمسكها بشروطها لأى تقدم فى العلاقات المقطوعة منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وحبس محمد مرسى فى عام 2013، وهو عكس ما كان يتوقعه المسئولون الأتراك أنه بمجرد التلميح بالرغبة فى عودة العلاقات سوف تهرول القاهرة للصلح.

ويزيد من هذا الارتباك والتخبط رفض القاهرة الإفصاح عن موقفها من القمة الإسلامية التى ستعقد فى تركيا فى غضون شهر ونصف من الآن، وعن مستوى تمثيلها، حيث ستسلم مصر الرئاسة الدورية للقمة باعتبارها الرئيس الحالى لها إلى تركيا الرئيس الجديد للقمة.

وحاول وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، تلطيف الأجواء منذ أيام بتصريحات عن أهمية حضور مصر للقمة قائلا: "إن حضور مصر اجتماع منظمة التعاون الإسلامى بإسطنبول يجب فهمه على أنه مشاركة فى اجتماع دولى، ونحن نلتقى المسئولين المصريين فى الكثير من المنتديات الدولية، ولا مانع لدينا من إجراء مباحثات ثنائية"، وتابع وزير الخارجية التركى: "نريد مصر قوية، والدور المصرى مهم للمنطقة بأسرها".

ولم تمض 24 ساعة حتى أفقد مشروع قانون الكونجرس الأمريكى حول ارتباط الإخوان بالإرهاب المسئولين الأتراك صوابهم، فخرجت الرئاسة التركية للتحذير من السعى الأمريكى لتصنيف الإخوان "منظمة إرهابية"، ودافع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن الإخوان قائلا: "الجماعة لم تتورط فى أى أعمال عنف، خلال الأربعين سنة الماضية"، ليمحو بذلك التصريحات الإيجابية لوزير الخارجية التركى.

وتناقض التصريحات تكشف وجود انقسام داخل المؤسسات التركية حول سياسة أردوغان تجاه مصر، فهناك من يرفضها بشده، ويحاول تلطيف الأجواء بين الحين والآخر، وهناك من يدافع عن سياسة الرئيس التركى، ولكن يتخوف من نتائجها على مستقبل علاقات تركيا فى المنطقة والتى بدأت تعانى من عزلة بعد تدهور العلاقات بينها وبين جيرانها.

العزلة التى تعانيها تركيا منذ شهور هى التى ترجح كفة الصوت الذى ينادى بتسوية الخلافات مع القاهرة فى أسرع وقت ممكن، فتركيا الآن تقع تحت الحصار، حيث يطبق عليها الدب الروسى من ناحية، ويعاقبها اقتصاديا ودبلوماسيا على إسقاطها طائرة روسية عسكرية العام الماضى، فى حين تعانى من سوء العلاقات من جانب آخر مع إيران وسوريا بسبب موقفها من الرئيس السورى بشار الأسد، والمواجهة الثالثة من جانب الأكراد الذين يمثلون كابوسا فى رأس الدولة التركية.

ولكن أنقرة ترغب فى إنهاء عزلتها وعودة علاقاتها بالقاهرة، دون دفع فاتورة أخطائها السابقة، سواء بتدخلاتها فى الشأن المصرى، أو إهانتها للقضاء وأحكامه، أو عدم اعترافها بالنظام المصرى، فلن يجدى مع مصر ترحيب أنقرة بمشاركة القاهرة فى مجموعة عمل دولية لحل الأزمة فى ليبيا، مثلما حدث مؤخرا، أو إعلانها الاستعداد لإجراء محادثات ثنائية مع المسئولين المصريين، فالأزمة بين مصر وتركيا أكبر من يتم تجاوزها بمجرد تصريحات لتلطيف الأجواء.


موضوعات متعلقة..


- وزير خارجية تركيا: دور مصر مهم للمنطقة ولا نمانع من إجراء مباحثات ثنائية


- صوت أمريكا: السيسي وأردوغان أمامهما فرصة للقاء وجها لوجه بـ"القمة الإسلامية"


مصدر دبلوماسى: سفارة أنقرة سلمت مصر دعوة لحضور القمة الإسلامية.. ولا وساطة للصلح



- نتائج مشروع تصنيف الإخوان منظمة إرهابية حال تمريره بالكونجرس الأمريكى.. تجميد أموال يوسف ندا..غلق مراكز أبحاث الجماعة..القبض على قيادات إخوانية.. خبراء: لم يعد لديهم دول بديلة..وستتوقف أنشطتهم بالخارج








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة