كتاب "تنشئة الأطفال".. الانتماء للأسرة والمرونة يحمى الأطفال من الضياع

الإثنين، 29 فبراير 2016 06:00 ص
كتاب "تنشئة الأطفال".. الانتماء للأسرة والمرونة يحمى الأطفال من الضياع غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إن إرساء مبادئ الأخذ والعطاء فى العلاقات الأسُرية يُعد مؤشرًا للمسئولية الشخصية والعلاقات الإيجابية فى الحياة لاحقًا، فالأطفال الذين يشاركون فى نجاح الأسرة من خلال القيام بالمهام المنزلية أو من خلال المساعدة فى التخطيط لنشاط ترفيهى يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من الأسرة" هذا ما يؤكده كتاب "تنشئة الأطفال فى القرن الحادى والعشرين" للكاتب شارون كيه هيل، علم الصحة النفسية للأطفال ترجمة أحمد الشيهى مراجعة مروة عبد الفتاح شحاتة وصدر عن مؤسسة هنداوى.
 
ويرى الكتاب أن ومن الوسائل البسيطة الأخرى التى تسهم فى تعزيز شعور الطفل بالانتماء للأسرة التواصل بشكل فعَّال مع الأطفال، وتحديد التوقعات والمسئوليات المنتظرة منهم بشكل واضح، واستغلال دفء العلاقات فى نقل هذه التوقعات إليهم،
 
ويضيف الكتاب أن الأطفال الذين يشعرون أنهم ينتمون إلى أسرة ناجحة يتكون بداخلهم شعور بالذات، من شأنه مساعدتهم فى البيئات المهمة الأخرى كالبيئة المدرسية، ومن ثَمَّ فإن الأساس الأسُرى المتين الذى يتضمن الدفء الأسرى.
 
ويتوقف المؤلف أمام مفهوم "الانتماء" حيث يشرحه علماء النفس بأنه عند وصول الأطفال إلى مرحلة البلوغ أو سنوات المراهقة، يكون لديهم حسٌّ أسُرى يمكن أن يحصِّنهم من اتخاذ بعض القرارات السيئة التى تتعلق على سبيل المثال بالتدخين وتعاطى المخدرات والممارسات الجنسية، تُعد السلوكيات المحفوفة بالمخاطر هذه أمرًا من الأمور التى على المراهقين التغلبُ عليها، ربما بصفة يومية، فالترابط الأسرى يشبه التحصين الذى يؤدى إلى تعزيز الإيجابيات وتفادى السلوكيات التى قد تُعرِّض الأطفال لتداعيات سيئة؛ والهدف من كل هذا أن يتمتع الأطفال بصحة نفسية جيدة.
 
 
ويستشهد الكاتب بنصيحة أحد الباحثين بأن يتبع الوالدان أسلوب التربية الذى يقوم على معاملة الأبناء كأشخاص ذوى قيمة يستحقون الاحترام والحب، وفى الوقت نفسه يفرض معايير سلوكية تتميز بقدر من المرونة، علاوةً على إيضاح أسباب توافق هذه التوقعات مع قِيَم الأسرة للطفل، من شأنها أن تضع الطفل على الطريق الصحيح للتمتُّع بصحة نفسية جيدة، كما أن العبارات الإيجابية، التى ترجِّح قدرة الطفل على الوصول إلى معيارٍ سلوكى ما بمساعدة مقدِّمى الرعاية البالغين، تقدِّم رسائل عن الانتماء والكفاءة ستنفع الأطفال فى كافة سياقات التطور؛ ولذلك، فالمزج الدقيق بين المسئولية الشخصية والعلاقات يمكن إكسابه للأطفال مبكرًا، علاوةً على أهميته الشديدة للأسُر الناجحة.
 
وتشير البيانات الخاصة بتطور الأطفال إلى تأثُّر الأطفال سلبًا بالعقاب البدنى، فالأطفال يقلِّدون مقدِّمى الرعاية، إذ إنهم يلاحظون سلوكيات الكبار، ومن المُرجح كثيرًا أن يحذوا حذوهم فى هذه السلوكيات
 
ويؤكد كثير من الباحثين أن الأطفال الذين يمارِس آباؤهم أسلوب العقاب البدنى معهم يصبحون الأكثر عدوانية مع أقرانهم كما تؤكد أبحاثُ علمِ النفسِ أن الأساليبَ غيرَ البدنية تلقى تأييدًا واسعًا نظرًا لفاعليتها، ومن بين الأساليب البديلة إظهار الثناء على السلوكيات الحميدة بصورة مسبقة حتى قبل إتيان الطفل بسلوك يستحق العقاب عليه، كما أن التحدث مع الطفل بصورة عقلانية عن تأثير السلوكيات الطيبة عليه وعلى الآخرين على نحو إيجابى يوضح له الارتباط بين السلوكيات الشخصية والعلاقات مع الآخرين. ومن بين البدائل الأخرى للعقاب البدنى التحدثُ مع الطفل بعقلانية عن آثار السلوكيات السيئة عند عدم امتثاله للأوامر.
 
كتاب تنشئة الأطفال فى القرن الحادى والعشرين، شارون كيه هيل، علم الصحة النفسية، ترجمة أحمد الشيهى، مروة عبد الفتاح شحاتة، مؤسسة هنداوى، اخبار الثقافة
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة