السفير الكورى بالقاهرة فى مقال بمناسبة زيارة السيسى لسيول: التوقيع على اتفاقيات فى مجالات التجارة والصناعة والتعليم وتطوير الموانئ.. كوانج كيون: مصر تمهد طريقها لتحقيق معجزة اقتصادية شبيه بمعجزتنا

الخميس، 25 فبراير 2016 01:11 م
السفير الكورى بالقاهرة فى مقال بمناسبة زيارة السيسى لسيول: التوقيع على اتفاقيات فى مجالات التجارة والصناعة والتعليم وتطوير الموانئ.. كوانج كيون: مصر تمهد طريقها لتحقيق معجزة اقتصادية شبيه بمعجزتنا سفير كوريا الجنوبية فى مصر
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب سفير جمهورية كوريا جونج كوانج كيون فى القاهرة مقالا بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لسيول فى 2-4 مارس المقبل، لتكون بذلك أول زيارة لرئيس مصرى لكوريا الجنوبية منذ 17 عاما.

وتناول السفير الكورى العلاقات الثنائية بين مصر وكوريا الجنوبية، مشيدا بثروة مصر الشبابية، خاصة وأن 60% من تعداد سكانها تحت عمر الـ30 عاما، وتحدث عن سعى بلاده لمرافقة مصر فى رحلتها نحو تحقيق التقدم الاقتصادى.

فإلى نص المقال:



تتمتع كوريا ومصر بعلاقات قوية ومزدهرة والتى من شأنها تساعد على تطوير علاقات الصداقة والتعاون، حيث شهد عام 2015، احتفال البلدين بالذكرى الـ 20 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبذلك تكون العلاقات الثنائية قد وصلت إلى مرحلة النضوج، وأعتقد أننا سوف نصل بهذه العلاقات إلى مرحلة أكثر نضجا وحيوية.

لمصر دور رئيسى فى المنطقة وخارجها، وُتثمن كوريا مصر كشريك رئيسى لها وتؤكد على تعزيز العلاقات بين البلدين. كما تتطلع إلى تعزيز أواصر هذه العلاقاتنا لتصل الى مرحلة بلوغ المصداقية الفعلية على نطاق واسع.

مع اكتمال خارطة الطريق السياسية بمراحلها الثلاث فى ديسمبر الماضى، و كذا تشكيل مجلس النواب الجديد في يناير هذا العام، تكون مصر على أهبة الاستعداد للانطلاق نحو بناء "مصر جديدة".
وتقف كوريا، التي مرت بنفس تجربة التنمية، على استعداد تام للتعاون مع رؤية مصر العظيمة، وفتح آفاق جديدة في جميع المجالات.

يطيب لى أن أعبر عن مدى ثقتى، أن هذا العام سيشهد مرحلة جديدة من التعاون بين كوريا ومصر. فعقب لقاء القمة بين الرئيسة بارك جيون هاي، والرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك في عام 2014، زار رئيس وزراء كوريا مصر في عام 2014 لمناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية.

وقد زار وزير الخارجية المصرى، سامح شكري، جمهورية كوريا في نوفمبر الماضي، فى إطار الاستعدادات لزيارة الرئيس إلى سيول. كما عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعاً ثنائياً في ميونيخ في فبراير عام 2016، حيث ركزا جهودهما والتزاماتهما على الزيارة الرئاسية المصرية القادمة إلى كوريا.

في خضم هذه الأجواء الواعدة، سيقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، بزيارة سيول من 2-4 مارس، وأنا أتطلع إلى الزيارة الرئاسية، وهي الأولى منذ عام 1999 – أى الأولى منذ 17 عاما. وبناء على ذلك، فإن الزيارة ستولد زخما كبيرا لدفع علاقات الصداقة والتعاون إلى مستوى جديد.

وأنا على يقين أيضا أن شراكتنا ستنمو أكثر قوة. وأعتقد أننا سنشهد علاقات تعاون أقوى وعلى نطاق أشمل، مما سيؤدى إلى ازدهار واستقرار مشترك. وتحديدا، ستكون حجر الزاوية لتعميق علاقاتنا وذلك بعد التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات التجارة والصناعة والتعليم وتنمية الموارد البشرية، والنقل، وتطوير الموانئ ، وغيرها من المجالات.

كما تعمل زيارة الرئيس السيسي لسيول على جذب انتباه المستثمرين الكوريين المهتمين بفرص الاستثمار المحتمله في مصر، بحيث سيكون بمثابة نقطة تحول تفتح فصلا جديدا من التعاون بين كوريا ومصر في السنوات المقبلة.

التعاون الإقتصادى فى عام 2016 و ما بعده



مصر لديها ثروة بشرية هائلة، حيث يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، يشكل الشباب من هم أقل من 30 عاماً ما يقرب 60? من إجمالى عدد السكان، و هو ما يمثل المحرك الرئيسي للنمو والازدهار في السنوات القادمة. و في الوقت نفسه، تتمتع مصر بموقع جغرافي استراتيجي متميز يربط بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا.

وقد أظهرت الاستثمارات الكورية في مصر اتجاها تصاعديا منذ عام 2013، حيث ارتفعت بنسبة 64? في عام 2015 ، و ترتكز معظمها في مجالات الصناعات الإلكترونية، والمنسوجات، والصناعات البتروكيماوية.

و يعد ما تحقق فى مصنع سامسونج للإلكترونيات في بني سويف أحد قصص النجاح البارزة على الرغم من ما واجهته من تحديات، حيث تقوم الشركة بتصنيع ما يزيد على 4 ملايين جهاز تليفزيوني و في عام 2014 تم اختيار الشركة كأفضل شركة تصدير في مصر.

و تساهم شركة سامسونج في الاقتصاد الوطني من خلال توفير ما يقرب من 2700 فرصة عمل، بالإضافة إلي تصنيع أجهزة التلفاز والشاشات لتلبية احتياجات السوق المحلي فى مصر فضلاً عن تصدير منتجات تحمل شعار "صنع في مصر" للأسواق الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا، وأوروبا.

وأود أن أشير كذلك إلى قصة نجاح أخرى عادت بالنفع لكلا الطرفين وهي استثمارات شركة إل جي للإلكترونيات و التي بدأت نشاطها في مصر منذ ما يقرب من 20 عاما، وقد افتتحت الشركة مؤخراً مصنع أكبر في مدينة العاشر من رمضان و لديها ما يقرب من 2000 عامل مصري. و تقوم الشركة في الوقت الراهن بإنتاج أجهزة للتلفزيون فقط، و تنتوي تنويع خطوط الانتاج مع تحسن أوضاع السوق. و يمكن كذلك الإشارة إلى الشراكة الاستراتيجية مع شركة هيونداي للسيارات التي تقوم بإنتاج ما يزيد عن 27000 سيارة سنوياً ، فضلاً عن قصص نجاح أخرى فى قطاعات الغزل والنسيج، وصناعة البتروكيماويات وصناعة البناء والتشييد.

وفي مارس 2015، نجح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشيخ في جذب المستثمرين العالميين، بما في ذلك المستثمرين الكوريين، خاصة بعد الكشف عن رؤية مصر للتنمية المستدامة و خطة الإصلاح الإقتصادي و إطلاق عدداً من المشروعات الكبرى من بينها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وتطوير البنية التحتية و اللوجستية و إعلان مشروع تنمية منطقة قناة السويس الطموح بعد الإفتتاح الرسمي لقناة السويس الجديدة في أغسطس من العام الماضي.

و قد جعلت تلك المقومات العظيمة من مصر مركزاً لاهتمام العالم أجمع، بما في ذلك العديد من الشركات الكورية. و مع تنفيذ مبادرات الحكومة المصرية لتحسين بيئة الاستثمار، فإنني على يقين من أن يشكل ذلك دفعه كبيرة للاستثمارات و يدفع لمزيد من الشراكة المثمره مع الشركات الكورية.

التعاون من أجل التنمية بين البلدين



نهضت كوريا من أنقاض و ويلات الحرب و محنة تقسيم البلاد إلى مرحلة التصنيع و الديمقراطية فى خلال نصف قرن فقط. و كونها بلد عانى من ويلات الحرب، فالمرور بتلك التجربة الفريدة من نوعها و التى من شأنها أن الهمت هذا الشعب روحا ديناميكية تدفع دائماً إلى الأمام. و فى هذا الصدد فإن كوريا حريصة كل الحرص على أن تشارك العالم تلك الدروس المستفادة من تجربة النمو السريع.

وكشريك، فان مصر تمهد طريقها لتحقيق معجزة اقتصادية شبيه بتلك المعجزة الكورية. وفى هذه الرحلة فأن كوريا على أهبة الاستعداد لتكون "رفيقا" صدوقا لمصر. و بناءاً علية فينبغى تعزيز التبادلات الشخصية حتى يتثنى تسهيل التعاون الثنائى فى كافة المجالات بين البلدين.

و لهذا السبب تستضيف السفارة الكورية بالقاهرة مكتبا لوكالة كوريا للتعاون الدولي (KOICA) منذ عام 1998 . والتى تهدف إلى دعم التنمية فى مصر من خلال مختلف برامج الزمالة ومن خلال إيفاد خبراء كوريين إلى مصر . فمنذ عام 1998 و حتى عام 2015 قامت الوكالة بتقديم دعم بقيمة 60 مليون دولار أمريكى إلى مصر فى شكل منح، وتركزت تلك المنح فى مجالات التعليم و تطوير الموارد البشرية.

ففى مجال التعليم، أنشأت كوريا أربع مراكز للتدريب المهنى للسيارات فى مناطق (أمبابة – شبرا – الأسكندرية – كفر الزيات) حيث قامت بتدريب وتأهيل 6400 مهندس. و فى هذا العام قامت كوريا بإنشاء مشاريع لتأسيس مجمع التعليم الفنى المتكامل ( 2014-2016 بملبغ واحد مليون دولار أمريكى) فى منطقة الأميرية بالقاهرة. علاوة على ذلك فإن مصر و كوريا تبحثان سُبل أنشاء الجامعة الفنية المصرية الكورية و التى تهدف إلى تخريج فنيين مهرة. و على صعيد برامج التدريب ، فإن التدريب العدد التراكمى للمتدربين المصرىين بلغ حوالى ألف شخص. وسوف نستمر في إستكشاف ُسبل دعم التعليم وتنمية الموارد البشرية في مصر بالتنسيق الوثيق مع مصر.

من منظور التبادل الثقافى و العلاقات على مستوى الشعبين



مثلها مثل الاقتصاد ، تزدهر الثقافة عندما يتم مشاركتها ، حيث قامت السفارة بالإتجاه الى الدبلوماسية الثقافية والتى تعتمد على اعطاء الأولوية لسياسة "للنهضة الثقافية" رعاية معالى رئيسة جمهورية كوريا / بارك جيون هاى .

و كانعكاس للمقولة الشهيرة التى تقول " مصر أم الدنيا" و التى تعنى "أن مصر هى أم للعالم" نجد أن مصر هى صاحبة الحضارة القديمة الرائعة والتى تقاسمتها مع العالم. و لهذا السبب فقد أنشأت كوريا المركز الثقافى الكورى بالقاهرة فى أكتوبر 2014 كأول مركز ثقافى من نوعه فى الشرق الاوسط و شمال افريقيا. و هذا يشكل اعترافا واضحاً من قبل الحكومة الكورية أن مصر بلد رئيسى فى المنطقة من المنظور الثقافي. الكثير من الكوريين لديهم انطباع إيجابى عن مصر ، حيت حققت شبة الجزيرة الكورية استقلالها فى عام 1945 بناءا على اتفاق عام 1943 و فى هذا الشأن قامت السفارة الكورية بمصر بإنشاء النصب التذكارى لإعلان القاهرة بفندق مينا هاوس فى أكتوبر الماضى.
حيث يقوم المركز الثقافى بمجهودات مضنية من أجل السير قدوماً نحو تعزيز علاقات الصداقة مع الشعب المصرى تحت شعار " نافذة التبادل الثقافى" و قد قام المركز والسفارة بتنظيم أكثر من 70 حدثا ثقافيا مثل العروض الثقافية فى إحياء الذكرى ال 20 على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين و أيضا حفلات "اليوم الكورى" و "الاسبوع الكورى" بالتنسيق والمشاركة مع مكتبات مصر العامة فى كل أرجاء مصر .
و بالنسبة "للتايكوندو" فيتم تشجيعه ليس فقط كفن من فنون الدفاع عن النفس و لكن ايضا كنوع من تدريب العقل.
و سوف تستمر السفارة و المركز الثقافى فى تعزيز التواصل والروابط بين الشعبين، وبالتالى سوف يتم تحديث برامج تبادل بين الأجيال الشابه ، اللذين يمثلون أملنا نحو غد أفضل من أجل تطوير علاقاتنا فى المستقبل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة