نظراً للاتفاق النووى الأخير بين إيران والغرب، ورفع العقوبات الاقتصادية والمناورة السياسية قبل الانتخابات البرلمانية، صدر كتاب "أطفال الجنة": الكفاح من أجل روح إيران للكاتبة "لورا سيكورد".
وتتحدث الكاتبة "سيكورد" عن دولة إيران وقيام الثورة الإسلامية عام 1979، حيث إن الكاتبة تستعرض الكوابيس الدرامية التى عانى منها الشعب الإيرانى الذى كانت تطارده التهم دون أسانيد وبأى شىء يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن، أو أسوأ من ذلك، فالعقوبة من الممكن تصل إلى الإعدام بتهم مثل شرب الخمر أو ادعاء بارتكاب جرائم ضد العفة، أو عقوبة الردة وهى مصطلح إسلامى يشير إلى ترك الإسلام بعد الدخول فيه أى الرجوع عن دين الإسلام، أو مؤازرة نظام الشاه محمد رضا بهلوى الذى قامت الثورة ضده.
كما تتناول الكاتبة مجموعة من الحكايات الوحشية، عن السجون السرية بإيران، التى تستخدم أبشع وسائل التعذيب، التى تتمثل فى الضرب المبرح والإذلال الجنسى، والحرمان من النوم وعمليات الإعدام الوهمية.
ويشار إلى أن الكاتبة "سيكور"، استطاعت أن تخلق المونتاج الانطباعى عن الحياة الإيرانية خلال الـ37 سنة الماضية.
ويعرض كتاب "أطفال الجنة" القصة الخلفية المعقدة بـ إيران، بعد مضى كثير من الوقت حيث أصبحت طهران اليوم تخوض صراعا بين المتشددين المحافظين وبين تيار الإصلاح المعتدل، كذلك وجود صراع تاريخى بين المبادئ السياسية والدينية، فضلا عن التوترات بين التطلعات القومية من حيث الأفكار والمثل الغربية.
كما أوضحت الكاتبة سيكور أوجه التشابه بين الثورة الإيرانية والقالب الكلاسيكى للثورة، مشيرة إلى أن أول القادة السياسيين للثورة الايرانية كان "مهدى بازركان" و"أبو الحسن بن صدر" وعرف عنهم بأنها من الحكام المعتدلين.
كما تطرقت الكاتبة إلى قصة إعدام فى صيف عام 1988 فلمدة خمسة أشهر تم إعدام آلاف السجناء السياسيين فى جميع أنحاء إيران وكان أغلب السجناء من اليساريين ومعهم أقلية شيوعية، وحدث ذلك بعد الفتوى التى أصدرها آية الله الخمينى، وكتب "أن الجلادين اشتكوا من الإرهاق وطلب باستخدام فرق الإعدام".
وأشارت الكاتبة "سيكور" إلى أن إيران تعتبر أول دولة دينية ثورية فى العصر الحديث، ومنذ ذلك الحين، أصبحت البلد تمثل الصندوق الأسود بالنسبة للعالم الغربى، وكشفت الكاتبة عن محاولات المفكرين الدينيين، وعن محاولة النشطاء السياسيين والشعراء والصحفيين بإعادة تخطيط دولة إيران لتكن بالصورة التى ينبغى أن تكون بها.
ويشار إلى أن الكاتبة استغرقت فى كتابة هذا الكتاب أكثر من عشر سنوات من الخبرة فى البحث والاستنتاجات عن دولة إيران، لذلك تروى قصة تاريخية واقعية،لم يسبق له مثيل.
كما أنها تناولت قصص عن الأفراد المحاصرين يحملون أفكارا قوية بما فيه الكفاية لتحويل مسار دولتهم، ومشكلة تصارعهم مع جهاز بلادهم المليء بأساليب القمع العنيفة، فتاريخ دولة إيران غنى لكنه كثيرا ما يكون مأساويا.
الجدير بالذكر، أن الكتاب يعد قراءة أساسية فى تاريخ دولة إيران، بالإضافة على تواجد تقارير كلاسيكية سياسية، وصورة لأمة تسعى جاهدة من أجل التغيير.