وأمر ببناء معابد أبو سمبل الملك رمسيس الثانى أثناء حكمه خلال الأسرة التاسعة عشر، وتتكون من معبدين واحد له وواحد لزوجته الملكة نفرتارى، واستغرق بناؤها حوالى 21 عامًا.
وكانت حالة المعابد جيدة حتى عام 1959، عندما بدأ ارتفاع منسوب نهر النيل الذى كان سينتج عن بناء السد العالى وبحيرة ناصر ما كان يهددها بالغرق، ما جعل من الضرورى نقلها حفاظًا عليها من الغرق، فتوجهت الحكومة المصرية إلى طلب لمنظمة اليونسكو المهتمة بإنقاذ الأماكن الأثرية والتراثية المهددة بالخطر، وبالفعل استجابت المنظمة وأقامت مؤتمر يتعلق بإنقاذ آثار منطقة النوبة ووجهت المنظمة طلبًا لبلاد العالم أن تساعد فى ذلك المشروع الضخم.
وكانت عملية نقل معابد أبو سمبل من أصعب عمليات نقل المبانى على مر التاريخ حيث كان التحدى كبيرًا أمام المهندسين المعماريين والأثريين فى نجاحهم بذلك المشروع والذى كان أهم شىء هو الحفاظ على الزوايا الهندسية والحفاظ على ظاهرة تعامد الشمس، وقد تكلف المشروع حينها أكثر من 50 مليون دولار.
خطوات إنقاذ المعابد
تمت عملية نقل المعابد خلال عدة مراحل، فكانت المرحلة الأولى بإقامة سد عازل بين مياه النيل وبين المعبدين، وذلك لحماية المعبد من الغمر فى المياه التى ترتفع بسرعة.
أما المرحلة الثانية فكانت بتغطية واجهة المعابد بالرمال أثناء قطع الصخور، ثم انتقل المهندسون إلى المرحلة الثالثة بتقطيع كتل المعابد الحجرية ثم ترقيمها حتى يسهل تركيبها بعد النقل، ثم تم نقلها على مكان المعبد الجديد والذى يبعد عن المكان القديم بحوالى 120 مترًا وعلى ارتفاع 60 مترًا عما كان عليه سابقًا.
وبعد نقل جميع الأحجار من موقعها القديم، تم البدء فى المرحلة الرابعة بتركيبها مرة أخرى بداية من قدس الأقداس أى آخر جزء بالمعابد من الداخل وحتى البوابة الخارجية، كما تم بناء قباب خرسانية تحت صخور الجبل الصناعى وفوق المعبدين لتخفيف حمل صخور الجبل على المعبدين.
وبذلك تم نقل معابد أبو سمبل بنجاح ليصبح أحد أكبر مشاريع القرن الماضى لضخامته والدقة التى تطلب تنفيذها للحفاظ على تعامد الشمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة