نظم معهد العالم العربى بباريس أمسية ثقافية لتكريم الروائى والأديب المصرى الراحل جمال الغيطانى الذى يعد من أكثر الكتاب العرب شهرة لإسهاماته فى إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربى القديم بنظرة معاصرة جادة.
وحضر الأمسية السفير إيهاب بدوى، سفير مصر بفرنسا، ورئيس معهد العالم العربى جاك لانج، ونخبة من المثقفين العرب والفرنسيين.
ووصف معهد العالم العربى - فى بيان له - جمال الغيطانى بأنه رمز للثقافة المصرية والأدب العربى، مؤكدا أن الغيطانى قدم من خلال أعماله الأدبية نموذجا غير مسبوق وعالميا احتل فيه الهروب من الزمن والنسيان حيزا واسعا.
وأشار المعهد إلى المخزون الثقافى للأديب المصرى والممزوج بالأدب العربى والغربى والشعر الصوفى، ووصفه بأنه كان مستكشفا لروح الإنسان والحضارات المختلفة التى ينتمى لها.
وخلال الأمسية الثقافية، تحدث عن الروائى جمال الغيطانى الصحفى والكاتب الفرنسى روبير سوليه، ذو الجذور المصرية، بالإضافة إلى الكاتب محمد شعير نائب رئيس تحرير جريدة "أخبار الأدب" والإذاعية الفرنسية بولا جاك.
وفى مداخلته، أشار روبير سوليه إلى وجود سمات مشتركة بين جمال الغيطانى والأديب نجيب محفوظ، لافتا إلى النضال السياسى للغيطانى خلال فترة شبابه فى ستينيات القرن الماضي.
وتحدث عن امتنان الغيطانى للسياسة الاجتماعية التى انتهجها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتى بفضلها استطاع أن يحصل على التعليم.. وقال إن "الغيطانى استلهم فى بعض كتاباته من مصر القديمة وخاصة العصر الفرعوني"، لافتا إلى تمتعه بثقافة تاريخية لم تكن عند معظم المصريين، ووصفه بأنه كان كاتبا عظيما يتمتع بخيال أكثر واقعية من الحقيقة.
ومن جانبه، أشار الكاتب محمد شعير إلى إشراف جمال الغيطانى على جريدة "أخبار الأدب"، والتى كانت فى بدايتها صفحة أسبوعية تصدر فى جريدة الأخبار، وكان شرط جمال الغيطانى لتولى هذه المسئولية أن يسمح لمختلف الأدباء نشر كتابتهم فى هذه الصفحة.
وأضاف أن الغيطانى كان يؤمن بأن ضمان استمرار أية مجلة أدبية مرهون بانفتاحها على الثقافات الأخرى والاهتمام بالشأن الثقافى العربي، وأكد أن جزءا من سياسة "أخبار الأدب" وجمال الغيطانى هو أن حرية الرأى والتعبير شيء مقدس لا يمكن المساس بهما وكان أيضا يحاول دائما توسيع هوامش الحرية.
وأضاف أن الغيطانى درس تاريخ الصحافة المصرية وتمتع بثقافة رفيعة فى الموسيقى والفن التشكيلى وكلها عوامل ساعدت على استمرارية جريدة "أخبار الأدب".
وشهدت أمسية تكريم الغيطانى قراءة أجزاء من أشهر أعماله الأدبية وعزف بعض المقطوعات للموسيقى الصوفية بآلة الناى والتى قدمها الفنان التركى قدسى ارجونر.
يذكر أن الروائى والأديب المصرى الراحل جمال الغيطانى قد وافته المنية فى 18 أكتوبر الماضى عن عمر يناهز السبعين عاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة