وائل السمرى

التوقيت الحجرى المصرى

الإثنين، 15 فبراير 2016 03:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسمها شما المزروعى، وعمرها 22 عاما، وموقعها الوظيفى هو وزيرة للشباب فى حكومة "كوكب الإمارات الشقيق"، واسمه قاسم فرج وعمره سبعين عاما، ويشغل منصب رئيس لجنة الشباب فى مجلس النواب بجمهورية مصر العبثية، ولا تتعجب إنها إرادة الله.

سيادة النائب الموقر الذى يشغل هذا المنصب لم يستطع مواجهة الهجوم عليه من كل جانب سوى بالقول إنه من العبث أن يتولى لجنة الشباب "شاب" لأن هذا "فكر قديم وأحنا بنحاربه" قائلا إنه يجب أن يتولى أمور الشباب "قائد" له خبرة بالحياة، وأن عمره سبعين عاما "وهقضى زيهم إنشاء الله" بما يعنى أن الرجل يطمح فى أن يظل هكذا حتى يصل عمره إلى 140 عاما!

أطال الله فى عمر سيادة النائب ومتعه بالصحة والعافية، وبارك له فى أولاده الذين استشهد بهم فى مداخلته مع الإعلامى وائل الإبراشى وقت إثارة الأزمة، وقال له: تحب أجيبلك شباب يقولولك إنهم موافقين عليا؟ لكن عمر سيادة النائب وتاريخه ومحبة أبنائه له ليس ما يجب أن نشغل الرأى العام به، لكن الأزمة الحقيقية بالنسبة لى هى أنى استشعرت أن هذا النائب يقول هذه الكلمات وهو مصدق تماما لها ومخلصا تمام الإخلاص فى الاعتقاد بصحتها، بنفس درجة تصديق الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء الإمارات وحاكم الشارقة فى تعيينه لشما المزروعى وزيرة للشباب فى حكومة قفزت إلى صدر صفحات جرائد العالم باعتبارها الأكثر شباب.

الأزمة أننا لا نرى أزمة فى أننا أصبحنا نسير بلا طريق ونرى بلا بصر، ونأكل بلا طعام، ونعيش بلا حياة، الأزمة أننا قعدنا على الحركة ولم ندرك بعد أن التيبس تمكن من مفاصلنا، وأننا أصبنا بروماتويد فى العقل فازدادت أوجاعنا وتضاعفت، صرنا رهنا لحكم الشيخوخة، فارتفع ضغط الوطن وسرى الخدر فى أوصاله، ندرس فى كتب التاريخ أن أهم حاكمين لمصر فى العصر الحديث هما عبد الناصر ومحمد على وننسى أنهما حينما أمسكا بزمام أمر مصر كانا ابنا الثلاثين، وننسى أن الزعيم مصطفى كامل بنى تاريخه كله وتوفى ولم يبلغ الخامسة والثلاثين وأن أحمد عرابى كان (ناظر الجهادية) أى وزير الدفاع وهو ابن الأربعين، وننسى أن وأن وأن، لكننا نكره "أن" مستعذبين العيش فى "كان".

"الشباب دول أبناؤنا" هكذا يقول "الكبار" فى مصر، والأب الحقيقى هو الذى يحرم نفسه من "اللقمة" من أجل أبناؤه، لا الذى يحرم أبناءه من أجل أهواؤه، هذا ما يعرفه العالم وما يؤمن به، وهذا ما نراه فى كل دول العالم ونقعد ملومين محرومين مستمتعين بتخلفنا وعيشنا فى التوقيت الحجرى المصرى، وعلى السادة المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة