العام والخاص والنقابى فى إدارة الأزمة
الجمعية العمومية للأطباء حدث مهم، وخطوة مؤثرة فى سياق العمل المدنى والنقابى، و بقدر ما شهدت حضورا من الاطباء والمتضامنين حرص المجلس على ادارة الامور بعيدا عن التشنج والمزايدات . مع العلم أن الجمعية تضم اتجاهات ومصالح متعارضة ومتقاطعة. كان هناك من يدفع لصدام ومن يهدف للتصعيد، لكن المجلس ادار الامر بشكل متوازن. وإن كانت القرارات جاءت فى بعضها متأثرة بهذا الجو، ولا علاقة لها بالنقابة ومنها قرار تقديم الدواء بالمجان وهو امر عاطفى أكثر منه عملى..ويصطدم مع تفاصيل كثيرة، و الحديث عن المجانية ربما يكون أكثر تأثيرا فيما يتعلق بالعيادات والمستشفيات الخاصة، مع العلم ان العام من العلاج بلا إمكانات.
و من بين الأطباء من يدرك هذا، ومنهم الصديق الدكتور هانى الذهبى الاستاذ بطب عين شمس، الذى شارك فى الجمعية العمومية للأطباء وسجل رأيه فى البيان النهائي على صفحته ب"فيس بوك"، ويرى من الإيجابيات: "اول نقابة تمارس حقها الدستوري في دفاعها عن اعضائها دون الخروج علي القانون، و لم تخرج قراراتها خارج سياق الحفاظ علي الدولة ، ويرى أن الشرطة حرصت علي تأمين المقر والحضور . ويشير الدكتور هانى إلى أن الكاميرات والمطالبة بقانون تجريم الاعتداء وعدم دخول من يحمل السلاح والمطالبة بتسريع اجراءات التحقيق، كلها في الاتجاه الصحيح، و يرى أن إبداء الغضب تجاه تجاهل وزير الصحة للحادثة واجب..
وبعد ان يعدد الإيجابيات يرصد الدكتور هانى الذهبى مايرى أنه سلبيات، منها أن بعض القرارات غير قابلة للتطبيق ، وتخرج عن اختصاصات النقابة كصرف الدواء مجاناً للعلاج الاقتصادي وأن الحديث عن رفض التخصيص برغم تأثيرة علي الاطباء لايناقش كل المعطيات وخارج عن ظروف الجمعية ، والمجالس الطبية واجبة للارتقاء بالمهنة بضوابط ومناقشتها ليس مكانها الجمعية.و يرى أن غياب وزير الصحة يكمل منظومة غياب الدولة وفى نفس الوقت أن السماح بحضور شخصيات من خارج المهنة خطأ كان يجب الاحتياط له" .
تنتهى شهادة الدكتور هانى التى تمثل قطاعا من الأطباء، وتدعم وجهة النظر ترى اهمية التمسك بالأهداف وتحديدها بوضوح، وعدم الدخول فى معارك فرعية أو صدامات غير محسوبة. والحرص على كسب كل طرف يفيد. وعدم الخلط بين اهداف نقابية و اخرى عامة تحتاج المجتمع والدولة. بحيث تكون ادارة الخطوات ضمن جدل عام فى المحتمع والدولة . والاهم انها ليست حربا تنتهى بهزيمة طرف وانتصار آخر، لكنها اتجاه لفرض القانون وتحقيق صالح المرضى والأطباء. وبالتالى لا داعى لفتح جبهات متعددة، بل كسب أطراف داخل الدولة والمجتمع. وعدم استهلاك الاوراق. ومن المهم إدارة الأمر خطوة وراء أخرى باعتبار المشوار طويل ويحتاج الى تفهم وحوار، وخلفنا تجارب خمس سنوات تمثل خبرة مهمة، و طريق يمكن ان يكسب منه الجميع .
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الريس ستامونى
وماذا عن المستوى المزرى للخريجيين و ماذا عن جرائم الأطباء فى حق المرضى و المجتمع