وبدأ شريف أشرف مدير نيابة جنوب القاهرة الكلية، ممثل النيابة العامة بالقضية، مرافعته بتلاوة أية من القرآن الكريم "رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى"، قائلا جئنا اليوم إلى محرابكم ممثلين لمجتمع يعتدى عليه كثيرا باسم الحرية تارة وباسم الدين تارة أخرى، الوطن مكلوم بظلم عاق لأبناءه وفساد من سعى فيه طغياناً، وتسأل ممثل النيابة "ألا للوطن مخرج من ذلك الظلم؟"، واستكمل قائلاً: "نعم إنه القانون وما ستسطره أحكامكم العادلة".
وأضاف "نحن خصم شريف فى الدعوى، ولا نبغى سوى إرساء الحق وهى أمانة لا تعلوا عليها أمانة"، واليوم نقدمها لسيادتكم أنتم تعملون بمقتضاه ونحن بصدد محاكمة "حفنة فجرة" خضعوا لجماعة خربت فى الوطن.
وتابع: المتهمين ظنوا أن أفعالهم الشيطانية سوف تكسر هيبة الوطن، لكن أقسمنا يمينا أن نرفع راية بلادنا عالية ونسلمها لأحفادنا كما تسلمناها من أجدادنا، وسرنا حليفا للحق، وعدوا للباطل، لإرثاء العدل وإرضاء الرحمن، حملنا الأمانة ونقدمها لعدالة المحكمة التى لا يوجد عليها سلطان سوى العزيز الجبار.
وأكمل: الواقعة ثابتة والقضية واضحة تكشف عن مأساة الذين "طاشت" أحلامهم وعميت أبصارهم وانحدروا فى الجريمة، واستخدموا وسائل العنف والخيانة والغدر ضد رجال الشرطة الشجعان الذين يحمون المجتمع ويسهرون ليل نهار لحمايتهم.
ووجهت النيابة حديثها إلى المحكمة قائلة: المجتمع يريد الثأر من المتهمين وطغيانهم فى البلاد بعد أن أكثروا فيها الفساد.. يريدون هدم الدولة المصرية لإقامة دولتهم المزعومة، فالمتهمين مغيبين العقل حبهم للجماعة الإرهابية جعلهم يرتكبون الجرائم باسم الدين، والشرطة تحمى مصر فيغادرون مساكنهم صبيحة كل يوم ولا يعرفون عما إذا كانوا سيعودون لأسرهم مرة أخرى أم لا.
ووصفت النيابة العامة المتهمين بـ"حفنة من الفجرة" نسوا ما فعلوه بالأمس، واليوم يتنصلون من الاتهامات، فالمتهمين دخلوا إلى المسجد توضئوا بماء الغدر واغتسلوا بماء الخيانة وصعدوا إلى منبر المسجد واستعانوا بالشيطان ونادوا فى مكبرات الصوت "حى على القتال وسفك الدماء والخراب"، وحرضوا على قتل رجال الشرطة بقسم التبين، وحرق المبنى باسم الحرية والشرعية، وسرقوا الأسلحة، وهربوا المتهمين وحرقوا دفاتر القسم، ولابد من الثأر لأبناءها وعودة الشرطة إلى الشوارع لحماية الوطن من تلك المفسدين فى الأرض.
وكانت النيابة قد أسندت للمتهمين عدد من التهم، منها التجمهر والبلطجة والشروع فى قتل عدد من ضباط وأفراد أمن قسم التبين، وإضرام النيران بمبنى القسم وحرق محتوياته ومحاولة تهريب المسجونين، وحيازة وإحراز اسلحة نارية وبيضاء والانضمام إلى جماعة على خلاف القانون.
