عندما كتب الفراعنة قصيدة "يا أما القمر على الباب"

الأحد، 14 فبراير 2016 06:07 م
عندما كتب الفراعنة قصيدة  "يا أما القمر على الباب" بردية شستر بيتى
كتبت ابتسام أبو دهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد أتيت هنا من أجل حبى لك
فلتحرر جسدى من حبك


هكذا عبرت إيزيس عن "حبها وشوقها" إلى حبيبها الدائم أوزوريس، فالحب والعشق والجمال ثلاثة أيقونات صنعت "الحضارة المصرية القديمة" وإن كان الفراعنة قد عرفوا العديد من أشكال الأدب مثل أدب السير الذاتية والتراجم الشخصية وأدب التربية والتعليم والأدب الإصلاحى والتهذيبى الذى ظهر على يد من أطلق عليهم اسم "الأنبياء الاجتماعيين"، مثل الحكيم بتاح حوتب والحكيم آنى، ورغم الجدية التى اتسم بها المصريون القدماء إلا أنهم كانوا أوائل من كتب أشعار الغزل والغرام فى التاريخ، فظهر فى الدولة الحديثة نمط جديد من الأدب هو شعر الغزل من قصائد عاطفية ووجدانية .

يأتى ذلك فى مجموعة من البرديات تضمنت عددا من القصائد، أهمها برديات "هاريس 500، وشستر بيتى" وهما موجودتان بالمتحف البريطانى بإنجلترا وبردية تورين والمحفوظة فى متحف تورين بإيطاليا، كما يوجد إناء فخارى تم تجميعه من 31 قطعة مسجل عليها قصائد شعرية غزلية ويوجد فى المتحف المصرى.

لقد أثار حبيبى قلبى بصوته/
وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى/
إنه يسكن قريبا من بيت والدتى/
ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه


وتعتبر بردية شستر بيتى هى الأمثل لتعبر عن الحب والغرام والمشاعر الحميمة مما ينفى صفة الجمود والجنائزية ومظاهر الميلودراما فى مجمل الحياة المصرية القديمة (حياة القصور والترف فى أحياء العواصم الكبرى فى طيبة وتل العمارنة) ، فجاء بها قصيدة "العاشقة العذراء" والتى تشبه أغنية " يا اما القمر على الباب" والتى تقول " لقد أثار حبيبى قلبى بصوته، وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى، إنه يسكن قريبا من بيت والدتى، ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه، ربما تستطيع أمى أن تتصرف حيال ذلك، ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها، إنه لا يعلم برغبتى فى أن آخذه بين أحضانى، ولا يعرف بما دفعنى للإفصاح بسرى لأمى، إن قلبى يسرع فى دقاته عندما أفكر فى حبى، أنه ينتفض فى مكانه، لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدى ملابسى، ولا أضع المساحيق حول عينى ولا أتعطر أبدا بالروائح الذكية".

أحضر توا يا سيدى يا من ذهبت بعيدا/
أحضر لكى تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار/
لقد أخذت قلبى بعيداً عنى آلاف الأميال


أما فى ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس "أحضر توا يا سيدى يا من ذهبت بعيدا، أحضر لكى تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار، لقد أخذت قلبى بعيداً عنى آلاف الأميال، معك أنت فقط أرغب فى فعل ما أحب، إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود فسوف أصحبك، فأنا أخشى أن يقتلنى طيفون (الشيطان ست) ، لقد أتيت هنا من أجل حبى لك ، فلتحرر جسدى من حبك".

لو أنه يأتى إلىّ سيكون أبى وأمى أسعد الناس


واحتفظت لنا البرديات بحديث الحب بين العاشق ومعشوقته الجميلة فيكلم المحبوب محبوبته قائلا "حبيبتى ليس لها ثانى ، هى أجمل الجميع إنها تشبه نجمة الصباح عند شروقها مع مطلع عام سعيد، إنها وضاءة ومنيرة وطلعتها مشرقة ساحرة هي نظرات عينيها، رقيقة هى كلمات شفتيها، نبيلة هى فى مظهرها عندما تسير على الأرض إنها تؤثر قلبى بجمالها. يا لسعادة من تحبه فيصبح أول الرجال.

وترد المحبوبة على حبيبها قائلة "حبيبى صوته يثير قلبى، ليتنى أكون موعودة له من قبل الآلهة الذهبية (حتحور ربة الحب) لو أنه يأتى إليا سيكون أبى وأمى أسعد الناس .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة