هل ستصبح سوريا أرض مواجهة مباشرة محتملة بين روسيا وتركيا وإيران والسعودية؟

السبت، 13 فبراير 2016 11:09 م
هل ستصبح سوريا أرض مواجهة مباشرة محتملة بين روسيا وتركيا وإيران والسعودية؟ الدمار فى سوريا
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوشكت الحرب الدائرة فى سوريا منذ 5 سنوات على أن تخرج من دائرة "الحرب بالوكالة" إلى "مواجهة مباشرة" بين جبهات تمويل المعارضة من ناحية وجبهات دعم النظام السورى، فالحديث هذه الأيام يتجه نحو ضربة سعودية - تركية محتملة فى سوريا، رغم تحذيرات بشار الأسد من عواقب هذه الضربة وذلك بعد أن تحولت التوازنات الميدانية لصالحه بفضل العمليات العسكرية الروسية فى 30 سبتمبر العام الماضى 2015 وحتى الآن.

بعد إعلان أنقرة والرياض أنه من الممكن أن تطلقا عملية برية فى سوريا ضد تنظيم داعش الإرهابى، وإرسال السعودية طائرات إلى قاعدة انجرليك بتركيا وبدء التجهيز ربما لضربة جوية، بات واضحا أن الخصوم سيتلاقون على أرض سوريا لأول مرة فى مواجهة مباشرة، وعلى جانب آخر تواصل روسيا دعمها لبشار الأسد وضرباتها الجوية وإنزال خبرائها العسكريين على الأرض، إلى جانب إيران التى لديها عدد كبير من قوات الحرس الثورى والقوات الأمنية والتى تقاتل فى صفوف الجيش السورى. بالإضافة إلى اختلاف الرؤى السياسية بين إيران السعودية من جهة وروسيا تركية من ناحية أخرى وهو ما سيضفى على التدخل فى سوريا صبغة "حربا عالمية" بين كبار الجبهات الإقليمية.

القوة العسكرية للأطراف المتنازعة


لا شك أن القوة العسكرية لكل دولة ستكون دافعا للخوض فى هذه المواجهة، روسيا تمتلك القوات فى صفوفها أكثر من 760 ألف جندى مع ما يزيد على 15 ألف دبابة وقرابة عشرة آلاف مدفع من أنواع مختلفة، علاوة على قاذفات صواريخ متعددة الأشكال يزيد عددها عن 3700 آلية، وتدير القوات الروسية بأفرعها المختلفة آلاف الطائرات من نوعيات متعددة، بينها المقاتلات والقاذفات والطائرات الاعتراضية، إلى جانب المروحيات ومئات القطع البحرية. وتصل ميزانية القوات المسلحة الروسية إلى أكثر من 60 مليار دولار.

إيران تملك عرضا لعناصر القوة العسكرية وأعلنت أن بحوزتها عددا من الأسلحة التكتيكية والإستراتيجية القادرة على تدمير أهداف حيوية، وصواريخ أرض أرض بعيدة المدى القادرة على إصابة أى هدف فى مدى يبلغ 1800 كم، وهو ما يعنى القدرة على الوصول إلى أى هدف تحدده خارج إيران.

والسعودية وفق آخر تقييم نشرته جلوبال فاير باور يعتبر الجيش السعودى الأقوى بمنطقة الخليج العربى، والثالث عربيا ويحل بالمرتبة الـ28 ضمن قائمة تضم 126 دولة. ويبلغ تعداد الجيش السعودى 233 ألفا وخمسمائة جندى، منهم 75 ألفا بالقوات البرية و13 ألفا و500 بالقوات البحرية، وعشرون ألفا بسلاح الجو، وتملك السعودية 1210 دبابات، و5472 عربة مدرعة مقاتلة، و524 مدفعا ذاتى الحركة، و432 مدفعا مجرورا، و322 راجمة صواريخ متعددة القذائف. ويضم سلاح الجو 155 مقاتلة اعتراضية، و236 طائرة هجومية ثابتة الجناح، و187 طائرة نقل و168 طائرة تدريب، و200 مروحية، ويتضمن أسطول سلاح الجو طائرات من نوع إف 15 وتورنيدو ويوروفايتر تايفون.

أما القوات التركية، فلديها ما يزيد عن 400 ألف جندى بالإضافة إلى أكثر من 3700 دبابة وأكثر من عشرة آلاف قطعة حربية أخرى بين آليات مدرعة ومدافع متعددة الأنواع. وتمتلك أكثر من ألف طائرة من الأنواع القتالية والقاذفة والاعتراضية. والقوة البحرية تضم أكثر من 100 سفينة حربية، ويعانى الجيش التركى من نقص فى التكنولوجيا المتقدمة مقارنة بشركائه فى الناتو أو الولايات المتحدة الأمريكية، كما يعانى من قصور شديد فى منظومة الدفاع الصاروخى، وأهمها افتقاده لنظام دفاع صاروخى (أرض- جو) مستقل.

مناطق السيطرة الميدانية


أدت الضربة الروسية إلى تغير موازين القوى ميدانيا فى سوريا فقد تمكن الجيش السورى من السيطرة على مزيد من الأراضى فى شمال حلب ومع بدابة عام 2016 استطاع من إبعاد الخطر من شمال العاصمة دمشق، كما أنه قام بتطهير بلدة مرج السلطان، وفى الجنوب، قام الجيش السورى بتطهير مناطق واسعة فى محور مدينة داريا بالقرب من العاصمة، وقطع خطوط إمداد المعارضة والإرهابيين من جهة المعضمية، وتمكن من تحرير بلدة "سلمى" أكبر معقل الجماعات المدعومة من تركيا لتأمين ريف اللاذقية تماماً، وأوشك دخول مدينة إدلب أول حصن لجبهة النصرة الإرهابية فى سوريا.

وتقدم فى الريف الشرقى أيضاً، واستطاع استعادة السيطرة على مطار کويرس العسكرى بشکل کامل، ليوسّع منطقة نفوذه إلى مدينة الرقة فى الشرق، وفى جنوب سوريا، استطاع الجيش السورى تحرير بلدة الشيخ مسکين فى الريف الشمالى من مدينة درعا، وحقق الجيش السورى إنجازا كبيرا بفك الحصار عن بلدتى نبل والزهراء بريف حلب الشمالى، وتمكن من فك الحصار الذى فرضته جبهة النصرة وأحرار الشام عن المدينتين.

تغيير موازين القوى على الأرض وفقدان المعارضة المسلحة لمساحات كبيرة دفع داعمى المعارضة بالتفكير فى تدخل عسكرى.

خطة ومسار الضربة "السعودية-التركية"


حتى الآن لم يكشفا عن خطة الضربة بشكل دقيق، لكن ووفقا لمسئولين أتراك أن الضربة ستكون جوية ستشارك فيها السعودية بطائرات حربية ستنطلق من قاعدة انجرليك التركية على مسافة 8 كيلومترات من مدينة أضنة التركية قريبا من الحدود السورية. كما أرسلت السعودية قوات ومقاتلات إلى القاعدة نفسها ما قد يوحى باحتمال تنفيذ تدخل برى فى سوريا قريبا.

كما تعهدت المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر بإرسال قوات إلى جانب القوات السعودية.

توقعات


بالنظر إلى موازين القوى ميدانيا التى أصبحت فى يد الجيش السورى إلى جانب داعميه من قوات الحرس الثورى الإيرانية والخبراء الروس الموجودين على الأرض، سنجد أن التحالف التركى السعودى يفتقر لقوات على الأرض تتفهم الطبيعة الجغرافية والميدانية وتقدم له المعلومات اللازمة بعد أن فقدت قوات المعارضة مساحات كبيرة من الأراضى السورية، وهو ما سيؤدى إلى عدم تحقيق الضربة الجوية المحتملة هدفها بشكل كامل.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Hassan El-Greatly

التريث من الجانب السعودى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة