تحسبه إذ رأيته بجلبابه الرث وملامحه الملطخة بغبار الفحم الأسود، أنه تجاوز العقد السادس بأعوام، رغم أنه مازال فى منتصف الأربعينات.. ليس هو وحده فحسب وإنما ما يقرب من 2000 عامل أجير يطالعونك بذات الملامح البسيطة المتأزمة، وهى تعمل بنشاط ودأب فى مكمورة قرية الزوامل بالشرقية.
لم يذهب الحج أحمد إلى مكمورة قرية الزوامل هذا الصباح، فقد شعر بنهش مروع داخل قفصه الصدرى وعلى أثره قرر أن يتخلى مجبرًا عن أجرته اليومية التى تقدر بخمسين جنيها، ويذهب إلى الطبيب ليستشيره فى أمره، وما أن حرك الطبيب سماعته على قفصه الصدرى، حتى بادره سائلاً عن عدد السجائر التى يدخنها يوميًا، الأمر الذى نفاه بإشارة من رأسه، فقال الطبيب بثقة: رئتيك متعبة تمامًا من التدخين، فبادره الحج أحمد ببراءة غير مصطنعة وهل العمل فى مكمورة الفحم يضر بالصدر يادكتور؟! فهز الطبيب رأسة وطلبه بترك مهنته والبحث عن عمل آخر.
عمال الفحم أثناء قيامهم بتصنيع الفحم النباتى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة