رسالة إلى النخبة الليبية.. قبل أن تترحموا على أيام "القذافى".. بلادكم على خطى العراق.. الغرب يستعد لحملة عسكرية لحماية تدفق النفط.. وتحولات جيوسياسية تنتظر المنطقة.. والكرة الآن فى ملعب السياسيين

الخميس، 11 فبراير 2016 07:43 م
رسالة إلى النخبة الليبية.. قبل أن تترحموا على أيام "القذافى".. بلادكم على خطى العراق.. الغرب يستعد لحملة عسكرية لحماية تدفق النفط.. وتحولات جيوسياسية تنتظر المنطقة.. والكرة الآن فى ملعب السياسيين الحرب فى ليبيا - أرشيفية
تحليل يكتبه سمير حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ما يقارب الـ13 عاما، من سقوط بغداد، ونهاية حكم صدام حسين، ذهب بعض السياسيين العراقيين البارزين الذين قدموا إلى العراق على متن الدبابات الأمريكية ليترحموا على عهد الرئيس الراحل، تحولت العراق خلالها من دولة مركزية قوية مستقرة مزدهرة اقتصاديا، وكان رزقها يأتيها رغدًا من كل مكان، إلى دولة فاشلة تمزقها الطائفية لا فيها أمن ولا أمان، يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر، تبددت خلالها الآمال بتحول العراق إلى دولة ديمقراطية، بل وأصبح نصف مساحتها تقريبًا يخضع لسيطرة تنظيم "داعش" الذى يقدر عدده بالمئات.

قوات وآليات الجيش العراقى المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية فرت قواته أمام بضع مئات من عناصر هذا التنظيم، فى الوقت الذى كانت فيه الدول العظمى تخشى قوة الجيش العراقى أثناء عهد "صدام"، "إسرائيل نموذجا"، لست هنا بصدد الدفاع عن الرئيس العراقى الراحل، فلقد تعرض شعبه لانتهاكات واسعة على يد نظامه، وزج بالآف من العراقيين فى السجون بل وقام بقصف منطقة "حلبجة" بالكيماوى، وقتل نحو 5 آلاف من أهلها.

من يتابع المشهد العراقى الآن يجد أن بلاد الرافدين أصبحت "دمية" فى يد إيران، تحركها يمينا ويسارًا، ولم يدرك العرب أن سقوط بغداد سيكون بداية التحول الدراماتيكى الذى تشهده المنطقة حاليًا، لكن الملفت هنا استدعاء أطراف عربية للمشهد العراقى فى ليبيا، حيث دعت بعض الدول إلى تدخل دولى فى ليبيا على غرار ما حدث العراق، لدحر تنظيم "داعش" الذى بدا واضحًا للجميع مدى تغلغله وسيطرته على أجزاء كبيرة فى ليبيا.

سقوط القذافى حول ليبيا إلى مستنقع يغرق فيه أحفاد عمر المختار، فلا أمن ولا أمان ولا استقرار، وتحولت الدولة إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية لا سيما "داعش"، بعد الضربات الموجعة التى تلقتها مؤخرًا فى سوريا والعراق، فأصبحت "ليبيا" وجهته المفضلة، ولست هنا أيضًا بصدد الدفاع عن ديكتاتور، فلم تشهد ليبيا أى تنمية تذكر فى عهده، بالرغم من مئات المليارات التى حصل عليها من عائدات النفط، فلا مدارس ولا جامعات ولا مراكز أبحاث ولا بنية تحتية ولا خدمات، فالرجل اكتفى ببناء خيمته التى كانت تحميها النساء.

بطبيعة الحال فإن المشهد الليبى يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومى المصرى، بدا ذلك واضحا عندما شدد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى على عدم الإقدام على أى تدخل عسكرى غربى فى ليبيا دون تنسيق مع الأطراف الليبية على الأرض، وحذر من أن تلك الخطوة قد تعمل على تعقيد الأمور وقد تؤدى إلى نتائج عسكية.

يبدو جليا أن المشهد العراقى سيتكرر فى ليبيا، وسيكون لهذا المشهد عواقب كارثية على مصر والمنطقة، فالغرب يريد حماية تدفق النفط من الهلال الليبيى وليس القضاء على "داعش"، فهو يعلم جيدا أماكن وتجمعات التنظيم الإرهابى داخل الدولة الليبية، فالغرب لا يعنيه أمن مصر ولا استقرارها، كما أن أى تدخل عسكرى فى ليبيا سيخلق وضعا جيوسياسيا جديدا فى المنطقة يؤدى لإغراق المنطقة فى مستنقع الحروب الطائفية والقبائلية أكثر مما هو عليه الآن.

الكرة الآن فى ملعب السياسيين الليبيين الشرفاء، إما أن يتفقوا على تشكيل حكومة وطنية تنقذ البلاد والعباد، من تكرار السيناريو العراقى، وإما أنهم سيتباكون على بلادهم بعد أن تصبح عراقًا آخر، يضربه الانقسام والتشرذم وتصبح دمية فى يد الغرب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة