أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

الحزب الناصرى من جديد 7..قصة التخلص من فريد عبدالكريم

الأربعاء، 10 فبراير 2016 07:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقيت عدة اتصالات تعليقا على ما كتبته فى الأيام الماضية فى هذه المساحة بعنوان «الحزب الناصرى من جديد»، ولأنها تتعلق بسرد قصة تأسيس الحزب الناصرى والطموح الهائل الذى ارتبط به، ثم تراجعه وضعفه، رأيت ذكرها ربما تكتمل الصورة.

من التعليقات: «أن سامح عاشور كان النائب البرلمانى الوحيد للحزب بعد نجاحه فى انتخابات 1995».
أما أكثر ما حدثنى فيه البعض هو عدم الكلام عن حالة التعبئة التى تمت فى بدء التأسيس ضد «فريد عبدالكريم» ومجموعته، وكان فريد ضمن اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى وعددها خمسة، أما مجموعته فهى التى هيمنت أو سيطرت على القرار فى الحزب الاشتراكى العربى الناصرى «تحت التأسيس» ومقره فى «عابدين»، وتجربة تأسيس هذا الحزب رغم استمرارها لسنوات إلا أنها دخلت هى الأخرى فى نفق مظلم بالرغم من قوتها فى البداية، ولما أصدرت المحكمة حكمها بحق الحزب الناصرى بقيادة ضياء الدين داود فى الوجود السياسى، كان هناك اتفاق بين غالبية الرموز الناصرية من الشباب وممن عملوا بجوار جمال عبدالناصر على التخلص من هذه المجموعة التى حولت تجربة التأسيس إلى شللية، والتخلص من قيادة فريد عبدالكريم، بالرغم من نقائه السياسى والثورى وقدرته الخطابية الفائقة والتى أعدته من خطباء العصر.

وحتى تتضح الصورة، فإنه فور رفض لجنة شؤون الأحزاب تأسيس الحزب الذى يقوده «فريد عبدالكريم» تم التقدم بأوراق تأسيس الحزب الذى يقوده «ضياء الدين داود» كبديل قائم على رؤية أن «ضياء» يمثل نهجا إصلاحيا مما قد يسهل الموافقة عليه، عكس فريد «الثورى» والمحرض جماهيريا.

قاوم فريد عبدالكريم ومعه مجموعته بكل ضراوة، وحاولت بكل الطريق أن تجتاز الانتخابات القاعدية فى الحزب بكل المحافظات، لكن كان هناك اتفاق عام بين الفصائل الناصرية الأخرى على مواجهتها مما سهل عملية عدم تصعيدهم إلى المستويات القيادية الأعلى، وكان المشهد الفاصل فى هذه الحالة هو المؤتمر الحاشد الذى عقد فى الدراسة عام 1992 احتفالا بذكرى ثورة 23 يوليو وحضره الآلاف، ففى المؤتمرات الجماهيرية السابقة جرت العادة أن يكون فريد عبدالكريم هو آخر المتحدثين، وبدأ هذا التقليد فى مؤتمر نقابة المحامين عام 1985 فى ذكرى ميلاد جمال عبدالناصر وبحضور ما يقرب من 20 ألفا، وهو المؤتمر الذى خطب فيه الدكتور خالد جمال عبدالناصر لأول مرة، وكان ذلك بمثابة تمهيد لدخوله الحياة السياسية، والتى بلغت ذروتها بتأسيس منظمة «ثورة مصر»، والتى نفذت محاولتى اغتيال لمسؤولين فى السفارة الإسرائيلية يعملون لحساب الموساد، ومحاولة ضد مسؤول فى السفارة الأمريكية، وبعد نحو عامين من إعلان المنظمة عن نفسها منذ عمليتها الأولى وفشل الأمن فى التوصل إليها، قام «أحمد عصام» أحد عناصرها وشقيق قائدها العسكرى محمود نور الدين بالإبلاغ عنها، وتم القبض على أعضائها عام 1988، وقبل عملية القبض سافر خالد عبدالناصر إلى يوغسلافيا كمنفى اختيارى لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد ليواجه المحاكمة وحصل على البراءة استنادا إلى نفى محمود نور الدين لأى دور له فى التنظيم، وتأكيده على أنه من قام بتأسيس التنظيم وتجنيد عناصره، وأن علاقته مع خالد تعود إلى قيامه بتأمينه وقت دراسته للدكتوراة فى لندن، وذلك طبقا لوظيفته فى المخابرات.

فى مؤتمر«الدراسة»شغل محمد فريد حسنين النائب البرلمانى السابق والمحسوب على مجموعة فريد عبدالكريم جزءا من الجانب الأيمن للسرادق وعدد قليل معه، وصعد على الكرسى يهتف لـ«فريد عبدالكريم»، لكن تم حمله وطرده، وهكذا مضت الأمور نحو بناء الحزب بقيادة ضياء الدين داود، والتخلص من فريد عبدالكريم.
يتبع








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة