وبالتوازى مع دعواتها لـ "أوبك"، تسعى لمخاطبة السعودية بشكل منفرد، باعتبارها أكبر منتج للنفط، وأهم عضو فى المنظمة والمهيمنة على قراراتها، حيث تجرى اتصالات ومشاورات معها بشأن الوصول لاتفاق فى سقف الإنتاج، وفى نفس الوقت تتواصل مع الأعضاء المتضررين من خارج أوبك، مثل "فنزويلا وأزربيجان" للضغط من ناحيتهم على الدول المنتجة للنفط للتحرك.
لماذا تحولت روسيا من دور المساند للقائد فى عودة ارتفاع أسعار النفط ؟
روسيا أكبر منتج للزيت الخام وأكبر مصدر للمنتجات البترولية (البنزين والسولار والمازوت والبوتجاز وغيرها) فى العالم، واقتصادها قائم على البترول بشكل كامل، وبالتالى انخفاض الأسعار خلال الفترة الماضية وتوقعات استمرار انخفاضه، أحدث خلل فى موازنة الدولة وجعلها تلجأ للاحتياطى والقروض والاستدانة، وبالتالى رأت روسيا أنها لابد من التحرك الفورى لإنقاذ اقتصادها، بعد أصبحت دعوات الدول الأخرى غير مؤثرة.
موسكو كدولة كبرى وقوية تستطيع قيادة الدفة، والدخول فى أى صراع من أجل عودة الاستقرار لأسواق النفط، حيث أصبح عليها التزامات مالية كبيرة جدا، وبالتالى لابد وأن تعمل على التوافق مع القوى المماثلة لها فى الإنتاج وصاحبه القرار، وهى السعودية من خلال إقناعها بخفض الإنتاج.
لماذا لابد من تحقيق التراضى والاتفاق بين كل الدول لعودة استقرار النفط؟
روسيا عدوانية جدا فى تعاملها مع أسواق النفط ولديها الاستعداد لخفض سقف الإنتاج لأقصى مستوى لعودة الاستقرار، وهو ما تخشاه السعودية وأعضاء "أوبك"، بأن يتم خفض الانتاج من جانب واحد، ويرفع المنتجون المستقلون إمداداتهم، ولا يحدث الاستقرار المطلوب فى أسواق النفط.