مرصد الأزهر: أكثر المنضمين لـ"داعش" من تونس والسعودية وروسيا.. تركيا معبر للقادمين من أوروبا.. وتزايد أعداد المنشقين عن التنظيم.. ويوصى بتشكيل لجنة دينية لمحاورة الشباب العائد..و31 ألفا انضموا فى 2015

الإثنين، 01 فبراير 2016 03:00 ص
مرصد الأزهر: أكثر المنضمين لـ"داعش" من تونس والسعودية وروسيا.. تركيا معبر للقادمين من أوروبا.. وتزايد أعداد المنشقين عن التنظيم.. ويوصى بتشكيل لجنة دينية لمحاورة الشباب العائد..و31 ألفا انضموا فى 2015 تنظيم داعش
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال مرصد الأزهر الشريف، فى أحدث تقاريره، إن هناك تزايدا مضطردا فى أعداد المنشقين عن داعش والعائدين لأوطانهم، نتيجة خيبة أملهم فى التنظيم الإرهابى، بعد أن عاينوا سلوكه على أرض الواقع، لافتا إلى أنه ما زالت المعالجة الأمنية والقانونية القضائية هى المسيطرة على الدول الأوروبية فى تعاطيها مع قضية العائدين إلى أوطانهم، ذاكرًا أنه لا يوجد تقريبا أى مراجعات فكرية وفقهية للعائدين بهدف تصحيح مسارهم الفكرى وإقناعهم بحرمة الغلو فى الدين وتكفير المسلمين.

وأشار التقرير إلى أنه فى الوقت الذى تحاول فيه السلطات الأمنية فى الدول الأوروبية أن تتعقب أمنيا كل من يشتبه فى انتمائه إلى داعش ولو فكريا، تخشى تلك السلطات من تحول المسجونين والمعتقلين إلى نقاط استقطاب فكرى للمسجونين الآخرين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد تناول كافٍ للأسباب الأسرية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والدينية المترتب عليها انضمام الكثيرين إلى داعش.

ولفت التقرير إلى بدء الدول الأوروبية مؤخرا فى النظر إلى العائدين من داعش على أنهم ليسوا بالضرورة إرهابيين وقتلة، فقد يكونون مجرد ضحايا غرّر بهم التنظيم بدعوى مساعدة المحتاجين أو حتى تحقيق حلم الخلافة المزعومة، خاصة أن أغلب هؤلاء من القُصّر والمراهقين، ومن ثم هناك ضرورة لإعادة تأهيلهم نفسيا من أجل إعادة دمجهم مرة أخرى فى المجتمع، وذلك من خلال توجيه الاهتمام نحو مراكز التأهيل النفسى والطبى للعائدين، وهو ما بدأت بعض الدول فى تنفيذه فعليا.


المرصد يوصى بتشكيل لجنة دينية تكون مسئولة عن محاورة الشباب


وأوصى المرصد فى تقريره إلى العمل على نشر شهادات العائدين من داعش إعلاميا بهدف تحذير الشباب من الوقوع فى نفس مصيرهم، وتشكيل لجنة دينية من علماء الأزهر والمؤسسات الإسلامية الأخرى للمراجعات الفكرية والفقهية تكون مسئولة عن محاورة هؤلاء الشباب، وإثبات خطأ معتقداتهم وتصحيح مسارهم الفكرى والدينى والمفاهيم المغلوطة لديهم، بالإضافة إلى تحقيق تعاون دولى على مستوى المؤسسات الدينية المعتدلة، لتحصين الشباب الغربى حديثى العهد بالإسلام ووقايتهم من استقطاب المنظمات الإرهابية المسلحة لهم، وإنشاء مركز دولى للوقاية من الانحرافات الدينية، وتخصيص مراكز نفسية وطبية لمعالجة الآثار النفسية والأسرية والاجتماعية التى يعانى منها العائدون من داعش.

أعداد كبيرة من شباب أوروبا وأمريكا يلتحقون بالتنظيم للقتال بين صفوفه


وأوضح المرصد فى تقريره، أنه لا يقتصر الانضمام لتنظيم داعش على الشباب المسلم فى دول المشرق العربى الإسلامى فحسب، بل إن هناك أعداد كبيرة من شباب أوروبا وأمريكا يلتحقون بهذا التنظيم الإرهابى للقتال بين صفوفه أو تقديم الدعم الفنى والإعلامى واللوجيستى، وقد تابع مرصد الأزهر باللغات الأجنبية ظاهرة انضمام هؤلاء الشباب خاصة الغربى منهم إلى داعش وأعدادهم وأسباب هجرتهم لهذا التنظيم، وكذلك عودة بعض منهم ومثولهم للمحاكمات فى بلدانهم.

وفيما يخص أعداد المقاتلين المنضمين لداعش تفيد أحدث التقارير الصادرة فى شهر ديسمبر 2015 عن مركز "صوفان جروب" الأمريكى، أن إجمالى عدد من سافروا إلى سوريا والعراق بنية الانضمام إلى داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة فى نفس المنطقة يتراوح بين 27000 إلى 31000 مقاتل، وأن هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى 86 دولة عبر العالم.

وتكمن أهمية هذه الدراسة وخطورتها فى أنها تبرز أنه بالرغم من الجهود الدولية المستمرة لاحتواء تنظيم داعش ووقف تدفق سفر المسلحين إلى سوريا، إلا أن عدد المقاتلين المنضمين إلى داعش قد تضاعف نحو ثلاث مرات خلال عام ونصف فقط، حيث كان عددهم فى شهر يونيو من عام 2014 قد وصل إلى 12000 مقاتل من 81 دولة، ويبدو فى ذلك دلالة واضحة على أن الجهود المبذولة لاحتواء تدفق المجندين الأجانب فى صفوف الجماعات المتطرفة فى سوريا والعراق تأثيرها محدود.

هذا وتحتل أوروبا الغربية المرتبة الثالثة بين أكثر المناطق الجغرافية طردا للمتطرفين المنضمين إلى داعش بتعداد وصل إلى 5000 مقاتل نهاية عام 2015، بينما تأتى منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربى فى المرتبتين الأولى والثانية، أما على مستوى الدول فتأتى تونس كأعلى دولة من حيث عدد المقاتلين المنضمين إلى داعش منها بتعداد وصل إلى 6000 مقاتل، ثم المملكة العربية السعودية (2500)، فروسيا (2400)، فتركيا (2100)، فالأردن (2000)، وعلى مستوى أوروبا الغربية، تأتى فرنسا فى المقدمة بتعداد 1700 مقاتل، ثم بريطانيا وألمانيا بتعداد 760 مقاتلا لكل منهما.

هذا وتظل تركيا بمثابة معبر لمعظم المهاجرين إلى داعش من أوروبا، عدا الشباب الإسبانى الذى يمر فى كثير من الأحيان عبر مضيق جبل طارق ومنه إلى شمال إفريقيا، ثم إلى مناطق النزاع، وفى مقابل هذه الهجرة، نجد هجرة عكسية للعائدين من داعش إلى بلدانهم لأسباب مختلفة، فكما احتلت تونس المركز الأول فى عدد المنضمين، نجدها تحتل كذلك المركز الأول فى عدد العائدين، بنحو 600 شخص تقريبا، أى 10% من المنضمين، تليها أربع دول أوروبية، هى على التوالى تركيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ومن الملاحظ بصفة عامة أن الدول الأوروبية تحتل مراكز متقدمة فى أعداد العائدين من داعش، حيث يبلغ متوسط عدد العائدين إلى الدول الغربية الآن حوالى 20-30٪ من مجموع المنضمين، مما يدل على أن المهاجرين من أوروبا يصعب عليهم التكيف مع الأوضاع المعيشية القاسية داخل الأراضى التى يسيطر عليها داعش، غير أنه على الجانب الآخر فإن هذا الأمر يمثل تحديا كبيرا لأجهزة الأمن التى يتعين عليها تعقب هؤلاء واتخاذ قرار بشأنهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة