فتنة كاهن نيوجيرسى.. هاجم استقبال البابا تواضروس لرئيسة الأساقفة "اللوثرية" بالكاتدرائية.. والكنيسة توقفه عن العمل وتستدعيه إلى القاهرة.. والقس يتراجع ويعتذر.. والبابا: القلوب المتحجرة ترفض الحوار

الخميس، 08 ديسمبر 2016 05:46 ص
فتنة كاهن نيوجيرسى.. هاجم استقبال البابا تواضروس لرئيسة الأساقفة "اللوثرية" بالكاتدرائية.. والكنيسة توقفه عن العمل وتستدعيه إلى القاهرة.. والقس يتراجع ويعتذر.. والبابا: القلوب المتحجرة ترفض الحوار البابا تواضروس
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للمرة الثانية تتسبب لقاءات البابا تواضروس الثانى بـ"أنجيه جاكلين" رئيس الكنيسة اللوثرية بالسويد، فى جدل داخل أروقة الكاتدرائية بسبب الخلافات العقائدية بين الكنيستين، وذلك رغم تأكيد البابا أكثر من مرة أن الزيارات لا تعنى الاتفاق بين الأقباط واللوثريين فى العقيدة إنما هى زيارات بروتوكولية بهدف المحبة.

 

الأزمة تفجرت هذه المرة بعدما استقبل البابا رئيسة الكنيسة فى مقره الباباوى على خلفية زيارته للسويد ولقائه بها العام الماضى، الأمر الذى لاقى هجومًا شديدًا من أنصار التيار التقليدى المتشدد فى الكنيسة الذين دأبوا على مهاجمة لقاءات البابا برؤساء الكنائس المختلفة معهم فى الإيمان، ومن ذلك ما فعله القس بيشوى ملاك صادق كاهن كنيسة السيدة العذراء المصرية بنيو جيرسى وهى واحدة من كنائس المهجر، حيث نشر مقالًا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعنوان "قداسة الماما المعظم"، وهاجم فيه البابا تواضروس شخصيًا ونال من المجمع المقدس، وهو السلطة العليا فى الكنيسة وهى من الأمور الممنوعة كنسيًا، حيث تحرم القوانين الكنسية التطاول اللفظى على البطريرك أو الأساقفة أو أى من أصحاب الرتب الكهنوتية وتسمح بالنقاش اللاهوتى العقلانى.

 

المصادر أكدت لـ"اليوم السابع"، أن الكنيسة أصدرت قرارًا باباويًا يحمل رقم (20/2016) بإيقاف القس عن الخدمة الكهنوتية واستدعائه للقاهرة للتحقيق الإكليريكى فيما نسب إليه من مخالفات، وهو نفس ما أكده القس على صفحته الشخصية على "فيس بوك".

 

القس بيشوى ملاك قال فى بيان له، إنه حضر إلى القاهرة التزامًا بالقرار الباباوى ببدء التحقيق ولكن سفر البابا تواضروس لليونان أجل التحقيق معه، ثم أصدر القس بيشوى ملاك بيانًا جديدًا أعلن فيه اعتذاره عن مقاله الذى خالف فيه التقاليد الكنسية السائدة التى تقضى باحترام البابا والمجمع المقدس، واعترف أن مقالته كانت شديدة اللهجة وعنيفة.

 

وواصل القس بيشوى فى رسالة اعتذاره للبابا تواضروس، قائلاً: أحمل وحدى مسئولية كل كلمة كتبتها ومستعد قلبى بكل خضوع لرئاستكم لما تراه قداستكم من عقوبة أو تأديب على كل كلمة صدرت ووجدتموها قداستكم تستحق العقوبة وسأنفذ ما تأمرون به بكل حب لقداستكم بلا حدود".

 

وتابع: أطلب من كل من يحبنى وبخاصة شعب الكنيسة التى أخدمها والذين لهم فى قلبى محبة خاصة، أن يسامحونى ويغفروا لى ما تسببت فيه لهم من ألم، وأطلب منهم بدالة المحبة التى بيننا الخضوع التام والكامل للأب البطريرك وللأب الأسقف والتزام الصمت الكامل خلال الفترة القادمة من أجل سلام الكنيسة عامة.

 

اعتذار القس بيشوى
اعتذار القس بيشوى

البابا تواضروس كان قد فسر فى مقالة سابقة له بمجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة، موقفه من زيارات الكنائس الأخرى بعدما هاجمه المتشددون عقب زيارته للكنيسة اللوثرية بالسويد العام الماضى، وقال إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعرف بأنها كنيسة رسولية محافظة تقليدية عاشت الإيمان الأرثوذكسى منذ أن دخل مار مرقس مصر، معتبرًا أن التواصل مع كنائس العالم رغم الخلافات العقائدية محبة للمسيح، لأن الكنائس أعضاء فى جسد المسيح الواحد.

 

وتابع البابا: الأصوات المزعجة والقلوب المتحجرة لا ترى سوى ذاتها، ومن ثمَّ ترفض الحوار بين الكنائس، مضيفًا: هناك أصوات عاقلة بدأت تنادى بالقيم المتبادلة بين الكنائس وضرورة الحوار والتواصل والتقارب على مستويات عديدة.

 

وأوضح البابا، أن التقارب بين الكنائس بدأ منذ سنوات حين دخلت الكنيسة القبطية فى عضوية مجلس الكنائس العالمى، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وانضمت للحوارات اللاهوتية.

 

واختتم بطريرك الكرازة المرقسية حديثه: "يجب أن تضطلع كنيستنا صاحبة التاريخ القديم بدور مميز فى هذا الصدد، ويجب أن تمد أيديها نحو الجميع بلا تفرقة ولا تمييز وعلى أرضية المحبة للمسيحية، دون الدخول فى تفاصيل خلافات دينية وعقائدية والممارسات الطقسية، بالإضافة إلى افتقاد الكنائس القبطية فى المهجر".

 

يشار إلى أن الكنيسة اللوثرية هى كنيسة إنجيلية انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية، أثر الحركة الإصلاحية لمارتن لوثر فى القرن السادس عشر التى احتج فيها على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية وانشق عنها، وأسس الكنائس المصلحة التى انشقت فيما بعد إلى عدة كنائس بينها اللوثرية.

ويعود سر هجوم المتشددين على البابا إلى أن الكنيسة اللوثرية تحلل زواج المثليين وترسم المرأة قسيسة وتضعها على قمة المناصب الكنيسة، مثل الكنيسة السويدية التى ترأس أساقفتها سيدة.

 

جدير بالذكر أن للكنيسة القبطية أكثر من 60 إيبراشية تابعة لها فى المهجر، بينها إيبراشية نيوجيرسى التى يعمل بها الكاهن بيشوى ملاك صادق وتخضع لسلطة الأنبا كاراس النائب الباباوى لإيبراشيات أمريكا الشمالية.

كذلك فإن القوانين الكنسية تحرم وتمنع التعدى اللفظى على البابا البطريرك وأصحاب المناصب الكنسية العليا، ويحق للبابا أن يوقف الكهنة عن العمل فى تلك الحالة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة