أمهات وضعت الجنة تحت أقدامهن بحق، فعلى مدار 17 سنة هى عمر أطفالهم المصابين بالتأخر الذهنى، وما بين سلالم وزارتى الصحة والتعليم، تستمر المعاناة للوصول بأبنائهم إلى أفضل الدرجات.
تقول سماح عبد الرازق والدة رحمة حمدى، أنا ابنتى لديها تأخر من وقت ولادتها، ومنذ دخولها الصف الثالث الابتدائى، تم البدء فى عمل لجان دمج خاصة بها، تتمثل فى الحصول على نفس المناهج ولكن الأسئلة تأتى خالية من اذكر السبب وعلل، لعدم قدرتهم على الكتابة الكثيرة.
وتضيف سماح: بعد الإعدادية قدمنا ورق البنات لدخول الثانوية العامة أدبى، والتى تحتوى على مناهج خاصة بالدمج، تعتمد على الدروس المنزلية، ومن ثم الامتحان بلجنة خاصة، بأسئلة صح أم خطأ، أو صل، أو اختار، ولكن بعد مرور 3 أشهر من تقديم الأوراق فوجئنا أنها "مركونة" فى وكالة وزارة التربية والتعليم، ولم تسافر إلى القاهرة، وتم اجبارنا على دخول المدارس الفنى التجارى.
وتكمل سماح: البنات لا يستطيعون فهم الزخرفة، أو الرسم، ولا يقدرون على الإمساك بالبرجل، والأدوات التى يستخدمونها فى مدارس الفنى التجارى، وعندما طلبنا منهم امتحانات بلجان خاصة مناسبة لحالتهم الصحية، أخبرونا بالرفض، وأن الامتحانات ستكون موحدة بين الجميع.
وتقول سماح:" عندما أخبرت أحد المدرسين لها بأن البنت سترسب فى الامتحانات بهذه الطريقة قال:" وايه يعنى خليها تعيد السنة وراها ايه".
أما ميرفت أمين والدة الطالبة أمنية أحمد، فتقول: أنا بس عايزاهم يساوو البنات فى الحقوق الاجتماعية، ويراعوا حقهم فى التعليم بقدرات خاصة طبقًا لحالتهم، وأن ينظروا لهم نظرات العطف، والتقدير لرغبة الفتيات فى استكمال تعليمهم، بالقدر الذى تدربوا عليه طوال سنوات الدراسة فى الابتدائية والإعدادية.
وتقول ميرفت: البنات يذهبن الى المدرسة الآن، ويعودون لا يفهمون شيئًا، لان أيديهم لا تمكنهم من الإمساك بالمواد التى يستخدمونها فى المدرسة الفنية، بالإضافة الى نسيانهم ما تعلموه من مواد نظرية، والتى كانوا يتحصلون عليها فى الإعدادية.
وتضيف ميرفت: تفاجئنا بأن الامتحانات ستكون مشابهة للطلبة الأصحاء، وعندما استنكرنا الأمر أخبرونا بضرورة ارسال فاكس لوزير التربية والتعليم، لإرسال نشرة تؤكد وضع الطالبات فى اختبارات بلجان خاصة تسمى لجان الدمج، ولكن لم يأتى الرد حتى الان.
ومع كل هذا العذاب والمعاناة فى وزارة التربية والتعليم، تعانى والدة رحمة الأمر مع وزارة الصحة، للحصول على علاجها على نفقة الدولة قائلة: رحمة ولدت بعيب خلقى عبارة عن نقص لوصلة شريانية، وكانت اول طفلة عمرها 4 أشهر تجرى جراحة بهذا الشكل منذ 17 سنة، وأثناء العملية، توقف قلبها ل3 دقائق، وأخبرونا بوفاتها، إلى أن اكتشفت ممرضة، عودة نبضات القلب مرة أخرى، واجريت العملية لمدة ساعات.
وتكمل سماح: بسبب العملية وما حدث فيها، عانينا لسنوات طويلة مع رحمة ، التى أصيبت بجلطة فى الشريان الأورطى،واستمرينا لسنوات نعرضها على دكتور تخاطب، ثم حدثت لها مشكلات فى عظام المخ، وبسبب انقطاع الأكسجين عنها لدقائق، أصيبت باختلال فى الذاكرة.
وتضيف سماح: وفى الثانية عشر من عمر رحمة، أصيبت بالمرض الخبيث، وانتشرت بطانة مهاجرة فى الحوض، واكياس دموية انتشرت فى المبيضين، وانتقلت الى الجهاز الهضمى والمعدة.
وتقول سماح: استئصلنا جزء من المبيضين لرحمة، وأجرينا جراحة نسائية لها، ومع ذلك لم يستطيع الطب التحكم فى البطانة المهاجرة، لأنها عبارة عن شجر لبلاب تتكاثر وتنمو بسرعة .
وتكمل سماح: رحمة منذ سنوات تعيش على العلاج الكيميائى، والهيرومونى، وهو مستورد ومكلف وأحيانًا لا استطيع الحصول عليه، وعندما حاربت للحصول عليه على نفقة الدولة، رفضت كل الجهات ذلك، و سعر الشريط منه 312 جنيه، ولابد من أن تسير عليه لمدة لا تقل عن 5 سنوات لتقليل نشاط البطانة، حتى لا تهاجر الى المخ والعينين.
وتضيف الأمهتين: كل ما فى الفتيات من أمراض وعيوب خلقية، لا تتفاهم المدرسة مع حالتهما وتعاملهما كأصحاء، دون مراعاة لمرض أو تأخر عقلى.
عدد الردود 0
بواسطة:
Mahmoud
لاتعليق
مش عارف بجد أقول إيه في القلوب الميتة اللي بقينا عايشين في وسطيهم ولا حد بيرحم ولا حد بيقدر ولا حد بيراعي شعور الآخرين وإحتياجتهم كأننا عايشين فيها للأبد . إتقوا الله إتقوا الله إتقوا الله
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللم
الي السيد الاستاذ/وزير التعليم
اضم صوتي واشكر اليوم السابع علي نشر هذه الماساة وارسل صوتي الي السيد الاستاذ / وزير التعليم.
عدد الردود 0
بواسطة:
حاتم المرغني
إلى الله المشتكي
أرحموا من الأرض يرحمكم من في السماء فإلى الله المشتكي