سعيد الشحات

«سوريا المفيدة» و«داعشستان»

الخميس، 08 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يذكر مسؤول دولى بحجم وزير خارجية فرنسا كلامًا لمجرد الكلام، ولهذا فإنه حين يتحدث عن «احتمالات تقسيم سوريا»، فلابد أن نتوقف أمامه.
 
قبل يومين استخدمت الصين وروسيا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار تقدمت به مصر ونيوزيلندا وأسبانيا لوقف القتال فى حلب، وبعد ذلك تحدث وزير الخارجية الفرنسى «جان مارك أيرولت» فى مقابلة مع إذاعة «إر إف أى»، حذر فيها من أن تقسيم سوريا يلوح فى الأفق، وحدد هذا التقسيم على نحو «سوريا المفيدة»، الذى سيكون تحت سيطرة نظام بشار الأسد وحلفائه، و«داعشستان» تحت سيطرة تنظيم داعش.
 
أهمية هذا الكلام أنه يعبر عن جانب من «سيناريوهات الغرف المغلقة» حول المنطقة وشكلها فى المستقبل، خاصة مع قرب عودة حلب كاملة إلى سيطرة الدولة السورية، بعد الانتصارات المتتالية، التى حققها الجيش العربى السورى ضد الجماعات الإرهابية فى شرق حلب.
 
والراجح أن قرب حسم معركة حلب يدفع الدوائر الغربية والصهيونية والتركية وحلفائهم فى المنطقة إلى البحث عن بدائل للسيناريوهات التقليدية القديمة، بديل يحتفظ بجوهر فكرة إنهاء سوريا الموحدة، التى تغنينا بعروبتها لسنوات، ولم تكن الغارات الإسرائيلية، التى شنتها إسرائيل على المطار العسكرى بدمشق أمس بعيدة عن ذلك، خاصة أنها تتم دون أن يكون هناك غارات من سوريا ضد إسرائيل، ولم تتوافر أى معلومات عن أن سوريا مثلا تصوب صواريخها نحو تل أبيب، مما يضع هذه الغارات أمام علامات استفهام كبيرة، أبرزها أنه إذا كانت دعاوى الغرب وحلفائه صادقة فى الحرب على الإرهاب، فلماذا يتم السماح لإسرائيل أن تفعل جريمتها بالدرجة، التى قد تؤدى إلى تقوية الإرهاب وليس إضعافه؟
 
حاصل هذه المتناقضات يتمثل فى أننا أمام حالة جديدة يتم تشكيلها على الأرض، وتروج لأفكار التقسيم كفكرة « سوريا المفيدة» وداعشستان، وهى بمثابة تطويق وتفريغ مضمون لنجاحات الجيش العربى السورى، ووضع حلفائه الإقليميين أمام حلول قد تغريهم.
 
إفساد هذه الطبخة الشريرة أمر وارد وبيد أطراف منها مصر، ومقدمات الأزمة السورية دليل على ذلك، فبعد أن كان الحديث عن أن رحيل نظام بشار الأسد أمامه أسابيع فقط، هاهو الحديث الآن عن قرب هزيمة قوى الإرهاب، التى دنست الأرض السورية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة