أكد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس مؤتمر قادة الشرطة والأمن فى الدول العربية فى دورته الاربعون على أنه لا بديل عن التعاون المشترك بين البلدان العربية والتنسيق فيما بينها لمواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات الامنية التى تشهدها المنطقة .
وقال خليفة بن أحمد، فى كلمته فى افتتاح أعمال الدورة الـ40 لقادة الشرطة والأمن العرب التى تستضيفها تونس وتستمر لمدة يومين أن الأمن بمفهومه الشامل يشكل المظلة الواسعة التى تستمد منها المجتمعات الطمأنينة والاستقرار وتسود فيها البيئة المناسبة للتطور والارتقاء، مشيرا إلى أن التحديات والتهديدات على الساحة الاقليمية والعربية كبيرة .
وأضاف أن هذا المؤتمر يهدف إلى الخروج بقرارات من شأنها تعزيز الامن والاستقرار فى المنطقة العربية خاصة أن جدول اعماله يزخر بالموضوعات الهامة على رأسها بحث قضية الدعم الاقليمى للتنظيمات الإرهابية المتطرفة فى المنطقة العربية.
من جهته رحب الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) يورجن شتوك، بمقترح انشاء مكتب إقليمى للمنظمة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، داعيا الدول الأعضاء إلى التوافق حول هذا المقترح واختيار البلد المضيف للمقر الإقليمى.
وقال شتوك- فى كلمته أمام المؤتمر، الذى تستضيفه تونس ويستمر لمدة يومين- أن إنشاء مكتب إقليمى للإنتربول بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتطلب موافقة من الدول الأعضاء على هذه الرغبة وعلى اختيار البلد المضيف للمكتب، خاصة بعد أن كان مجلس وزراء الداخلية العرب الذى عقد فى بيروت فى دورته ال 26 عام 2009 قد رأى وقتها عدم الحاجة إلى انشاء هذا المكتب.
وأوضح أن مذكرة التفاهم الموقعة بين منظمة الانتربول ومجلس وزراء الداخلية العرب تبقى أساسا للتعاون المشترك بينهما، مرحبا فى الوقت نفسه بتجديد هذه المذكرة لمواصلة التعاون من أجل عالم أكثر أمانا.
وأشار شتوك إلى أن مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب فى دورته الحالية يأتى فى وقت تتشعب فيه التهديدات على الصعيد العالمى، ما يتطلب ضرورة تفعيل التعاون بين الإنتربول والدول العربية، حيث لن يتمكن الإنتربول من وضع حلول بمفرده لإنفاذ القانون إلا من خلال التعاون والاستفادة من الأجهزة الشرطية فى البلدان العربية، لافتا إلى أن علاقات التعاون تعززت بقدر كبير بين الانتربول ومجلس وزراء الداخلية العرب.
ولفت الأمين العام إلى أن الانتربول نظم، فى أكتوبر الماضى، اجتماعا تشاوريا كان الأول من نوعه لاستعراض احتياجات البلدان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخرج بتوصيات مهمة. كما سينظم الانتربول لقاء تشاوريا آخر العام المقبل مع الأجهزة الشرطية فى الدول الاعضاء بالشرق الأوسط بهدف زيادة التواصل وتعزيز التعاون بين المنظمة والبلدان العربية فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة بكافة أنواعها.
من جهته قال وزير الداخلية التونسى الهادى المجدوب أن المنطقة العربية تشهد حالة من التوتر وعدم الاستقرار نتيجة تزايد وتيرة التهديدات واستفحال الأزمة فى عدد من الدول العربية.
وأضاف المجدوب- فى كلمته بالمؤتمر الأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب بتونس اليوم- أن المنطقة تشهد تشكيل جيل جديد من الإرهابيين نجحت زعامات الإهارب فى تجنيدهم وتعبئتهم معتمدين على تقنيات حديثة ومتطورة وتطبيقات أكثر تعقيدا ما أسهم فى زيادة انتشار الخطاب المتطرف واستفحال مظاهر للجريمة والتخريب فى منطقتنا العربية.
وأوضح أن الأوضاع المتأزمة والصراعات فى عدد من البلدان العربية مكنت من خلق بيئة ملائمة لتنامى أنشطة الجريمة المنظمة من تهريب بأنواعه واتجار غير مشروع فى الأسلحة وتوثيق التحالف مع الإرهاب لتضاف إلى مجمل التحديات التى تواجهها الأجهزة الأمنية فى المنطقة.
وأشار المجدوب إلى أن الخلايا الإرهابية النائمة المنتشرة فى عدد من دول العالم تظل أبرز خطر يهدد أمن واستقرار أوطاننا العربية لا سيما بعد أن تم تطعيمها بعناصر مقاتلة عائدة من بؤر التوتر وتتمتع بجاهزية كبيرة للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية عديدة.
وأكد وزير الداخلية التونسى على ضرورة والاستفادة المتبادلة من التجارب فى الرقابة والتفتيش على الأجهزة الأمنية وكشف النقائض ومعالجتها وتدارس مختلف أشكال الدعم الإقليمى للتنظيمات الإرهابية وإيجاد السبل الكفيلة بمكافحتها وتسريع تبادل المعلومات بين الأجهزة الأعضاء.
وأوضح أن تعدد الرهانات والتحديات العالمية وانعكاسها على منطقتنا تقتضى مواصلة التعاون والتضامن واحكام التنسيق من أجل تطوير القدرات العملياتية وتعزيز الامكانات البشرية تمهيدا لتحقيق الأمن العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة