تقطع المذيعة أو المذيع فقرة البرنامج، لتصيح بصوت به فرح وسعادة، ومعانا دلوقتى صديق البرنامج.. أيوة أهلا بيك".. كانت هذه هى الصيغة المتبعة فى أغلب فقرات البرامج بمجرد حلول "صديق البرنامج"، وإن كان تقديمه للجمهور يختلف من مذيع لآخر، بحسب الطبيعة التى يقوم عليها البرنامج سواء اجتماعى أو منوعات.
وقتها كان يتولد شعور لدى المشاهد أو المستمع بحالة من التناغم بين المذيع والجمهور، ما يضفى على البرنامج روحا خاصة تمنحه مزيدا من الإقبال عند الناس، وإذا كنت من الجيل القديم الذى اعتاد على سماع الإذاعة المصرية ومتابعيها، فإنك لن تندهش من تلك الكلمة، والتى ربما كنا نسمعها يوميا، أما إذا كنت من متابعى الإذاعات الجديدة والخاصة والشبابية، فبكل تأكيد لم يمر عليك هذا المصطلح من أصله.
والسؤال الآن أين اختفى صديق البرنامج؟.. فمع مرور الزمن وتطور الأدوات الإذاعية اختفى تماما، ولم نعد نسمع له حسّا، رغم تعدد البرامج الإذاعية والمحطات التى زادت عن الماضى أضعافا، ولكنك ستستمع إلى مصطلحات بديلة مثل "صباح العسل" أو "فى الكنافة" التى اشتهر بها خالد عليش، أو "أيوة بقى" وغيرها من المصطلحات الشبابية.
ولأن الراديو وسيلة إعلامية قائمة على التفاعل مع المستمعين، سواء بإبداء الرأى فى الموضوع المثار، أو للتحدث فى شكوى معينة، كان يحرص دائما أساتذتنا الإذاعيون الكبار على إيجاد وسيلة لخلق حالة ترابط بينهم وبين المستمعين، ورغم أن القائمة مليئة بالعديد والعديد من المصطلحات التى كان يستخدمها هؤلاء والتى ما زالت محفورة فى أذهاننا، لكن تظل كلمة "صديق البرنامج" واحدة من أشهر المصطلحات الإذاعية، التى تأتى فى إطار المشاركة والتفاعل مع المستمع، عندما كان ينطق المذيع "معنا صديق البرنامج فلان" أو من جانب المستمع "ممكن أكون صديق للبرنامج"، وكانت إجابة المذيع لا بد أن تكون "أكيد أنت من أصدقاء البرنامج".. الآن "الكنافة" أصبحت بديلة لـ"صديق البرنامج".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة