قالت صحيفة "20 مينيت" الفرنسية، اليوم الثلاثاء، وبعد دقائق من تولى وزير الداخلية الفرنسى الحالى، برنار كازنوف، منصب رئيس الوزراء خلفا لـ"مانويل فالس"، الذى قرر الاستقالة والتفرغ لحملته الانتخابية، إن "كازنوف" لديه براعة كبيرة وخبرات واسعة مر بها خلال عمله فى المجال السياسى، وباختياره بصبح الرئيس الثالث للحكومة الفرنسية خلال ولاية "هولاند"، بعد جون مارك إيرولت وزير الخارجية الحالى، ومالنويل فالس الذى أعلن رسميًّا ترشحه للانتخابات الرئاسية.
ويبلغ برنار كازنوف من العمر 53 عاما، وكان عضوًا فى الحكومة الفرنسية منذ بدء ولاية فرنسوا هولاند، بدأ رحلته السياسية عمدة لبلدية "شيربورج" من عام 2001 إلى 2012، وكان نائبًا عن مدينة "المانش" فى الفترة من 2007 حتى 2012، ثم أصبح وزيرًا للعلاقات الأوروبية من 2012 حتى 2013، ثم حل محل وزير الميزانية المستقيل جيروم كاهوزاك، الذى قصر فى مجاله فى الفترة بين (2013 و2014)، ثم توجه فى 2014 إلى وزارة الداخلية خلفًا لمانويل فالس، الذى انتقل لرئاسة الوزراء، ومن هنا فقد خلفه "كازنوف" للمرة الثانية فى منصبه.
توقعات سابقة باختيار "كازنوف" لخبراته السياسية والاقتصادية والأمنية
من ناحية أخرى، قالت الصحيفة الفرنسية ذاتها، إن برنار كازنوف كان أحد الأشخاص المحتمل توليهم منصب رئاسة الحكومة بعد استقالة "فالس"، وتوقع هذا كثيرون من الخبراء والمحللين السياسيين، خاصة أن لديه خبرات واسعة فى المجال الأمنى والعلاقات الأوروبية، والمحلية أيضًا، لما شغله من مناصب تتعلق بهذه المجالات، إضافة إلى خبراته فى المجال الاقتصادى أيضًا، كونه كان وزيرًا للميزانية، والصعوبة فى أنه يتعين عليه تشكيل حكومة جديدة غدًا الأربعاء، بحد أقصى، وفى النهاية فإنه لن يستمر فى منصبه أكثر من خمسة شهور، إذ تشهد فرنسا اختيار رئيس جديد فى مايو المقبل.
أما عن الحالة التى تشهدها فرنسا حاليًا، فقد تكون هى السبب فى اختيار "كازنوف" لرئاسة الوزراء خلفًا لمانويل فالس، إذ تشهد البلاد موجة عارمة من التهديدات الإرهابية التى تروع المدنيين وتريق الدماء، وكان برنار كازنوف المسؤول عن الملف الأمنى، وترشحه فى منصب أكبر قد يعزز تصريحاته وقراراته فى هذا الصدد، كما أنه من المستبعد اعتراض الفرنسيين على هذا القرار، على خلفية ما يحتاجونه من شعور بالأمن.
اليسار يرحب بـ"كازنوف".. واليمين: غير جدير بالثقة
وبحسب وكالة أنباء "رويترز"، قال مصدر من الدائرة المقربة من الرئيس فرانسوا هولاند، معلقًا على اختيار برنار كازنوف: "يتمتع بشخصية قوية وخبرة فى شؤون الدولة المختلفة، وحسمه للمواقف سيجعل منه رئيس وزراء ناجحًا، رغم قلة الوقت المتاح أمامه".
من جانبه، قال فرنسوا بايرو، السياسى الفرنسى وعمدة إقليم "بو بيرينيز"، فى تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إن تعيين برنار كازنوف مطمئن للغاية، وهو رجل من نوعية قوية، تحتاجه البلاد فى تلك الأوقات العصيبة.
أما فلوريان فيليبو، نائب زعيمة اليمين المتطرف الفرنسى، فقد انتقد قرار تولى "كازنوف" رئاسة الوزراء، قائلاً: "أستنكر تعيين كازنوف على رأس الحكومة، فهو غير جدير بالثقة، فخلال توليه وزارة الداخلية وقعت أسوأ أعمال القتل وإراقة الدماء بشكل غير مسبوق، وتسلل الإرهاب إلى بلادنا"، وتساء نائب زعيمة اليمين المتطرف عبر صفحته على "تويتر": "هل يكافئ هولاند كازنوف على تقصيره فى حفظ الأمن؟"
وفى السياق ذاته، قالت صحيفة "هافينجتون بوست" الناطقة بالفرنسية منذ قليل، إن فرنسا تعيِّن وزير الداخلية الحالى برنار كازنوف خلفًا لرئيس الوزراء المستقيل مانويل فالس، وذلك بعد اجتماع شهده قصر الإليزيه، مقر الرئاسة الفرنسية، وكان "فالس" قد اتخذ الخطوة الثانية فى طريقه للترشح فى الانتخابات الفرنسية المقبلة، المقررة فى أبريل ومايو 2017، إذ تقدم فالس باستقالته استعدادا لإطلاق حملته الانتخابية والتركيز على البرنامج الانتخابى الخاص به، وكانت هذه الخطوة الثانية بعدما أعلن رئيس الحكومة الفرنسى ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، معلنًا رغبته فى توحيد اليسار فى هذا السباق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة