سعدية ست بـ100 راجل.. أبناؤها تعلموا من بيع الخضار by youm7
"ست بـ100 راجل".. هذه الكلمات تنطبق تماما على الحاجة "سعدية" التى تعمل بائعة خضار منذ 20 عاما بسوق شبرا الخيمة كانت تكد خلال تلك السنوات من أجل تربية أبنائها الخمسة، وبعد مرض زوجها وعجزه عن العمل لم تيأس واستمرت فى النزول للعمل والاعتماد على نفسها فبدأت بشراء بعض الخضروات لبيعها وممارسة عملها الذى لا تعرف سواه لتحصل فى آخر يومها الذى تبدأه منذ الفجر على بعض الجنيهات، ورغم ذلك لا تفارق شفتيها الابتسامة رغم ضيق حالها ولا تتوقف يديها المليئة بالتجاعيد من كثرة تنظيف الخضار ثانية واحدة راضية تمام الرضا برزقها لإدراكها أن الرزق من صنع الخالق.
التقى "اليوم السابع" بالحاجة سعدية وفى اللحظة الأولى لن تدرك حين تراها أنها امرأة فى الأربعين من عمرها بل تظنها قد قاربت على الستين فتلك التجاعيد التى كست وجهها وبشرتها المصبوغة بسمار داكن وهى تعمل تحت شمس الظهيرة المحرقة فى الصيف وبرودة الجو فى الشتاء التى تضطر لتحملها حتى تحصل على لقمة العيش بعد أن أصبحت العائل الوحيد لأسرتها.
فى البداية قالت "كل همى هو الرجوع بلقمة العيش لأبنائى، فأنا أعمل بائعة خضار منذ 20 عاما واضطررت للجلوس فى السوق حتى أستطيع الحصول على ما أعيش به وأصرف على ولادى الخمسة ومعاش زوجى لا يكفى وحده على تحمل أعباء الحياة، فقد أصيب بمرض أقعده عن الحركة وأجرى عمليات جراحية، وتم تركيب مسامير فى رجله".
وأضافت الحاجة "سعدية" وجدت نفسى العائل الوحيد لأسرتى فبدأت أبيع بعض الخضروات فى السوق ويبدأ يومى من بعد صلاة الفجر وكل ما أبيعه هو "شوية فجل وجرجير وفول نابت" لأحصل فى نهاية يومى على 20 جنيها بالحلال قائلة "من يومين كنت رايحة أصلى العشاء بعد ما خلصت شغلى فى السوق، وعثرت على كيس به 12 ألف جنيه ولقيت رقم تليفون واتصلت به طلع صاحب المبلغ كان واخد قرض عشان يجوز بنته وشكرنى وسلمته المبلغ عشان مفيش أحسن من الحلال".
وأكملت الحاجة سعدية حديثها "أعيش أنا وزوجى فى حجرة واحدة بها طرقة واحدة عبارة عن مطبخ وحمام وولادى خلصوا تعليمهم وجهزت بنتى الوحيدة وجوزتها من شغلى وولاد الحلال ساعدونى لكن ابنى لديه بنت معاقة وبساعده فى علاجها، وكل ما أتمناه إن ألاقى حد يقف جانبى ويأجر لى محل أقعد أبيع فيه الخضار عشان تعبت من القعدة فى الشارع والجو فى الشتاء بيكون برد وجسدى لم يعد يتحمل بردوته، خاصة أنا بقعد أبيع من الفجر لغاية آخر الليل عشان ربنا يكرمنى برزق عيالى".
واختتمت الحاجة سعدية كلامها قائلة "الرجالة زى الستات دلوقتى مفيش راجل وست وفى ست أجدع من الراجل، وياريت الشباب اللى بشوفهم وأنا قاعدة ببيع الخضار على القهوة يشتغلوا عشان لقمة العيش لأن الشغل مش عيب"، ووجهت الحاجة سعدية رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسى قائلة "ربنا يحميك لمصر عشان أنت شايل حمل كبير وبلدنا هتبقى أد الدنيا".
2 الحاجة سعدية تحمل الخضار وتبيعه بالسوق
3 بائعة الخضار ومحرر اليوم السابع بسوق شبرا الخيمة
4 الزميل محمد قاسم وبائعة الخضار أثناء عملها فى السوق
5 بائعة الخضار تعمل من أجل لقمة العيش ومساعدة أبنائها
6 الحاجة سعدية بتشتغل فى السوق منذ 40 عاما لتربية أولادها الخمسة
7 الحاجة سعدية وزوجها المريض داخل حجرتها بشبرا الخيمة
