يقول الإمام عمر بن الخطاب "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، فالرياضة جزء أساسى من الحياة اليومية فى المجتمعات المتقدمة والمتحضرة، فلقد كانت الرياضة من أساسيات الحياة للقدماء المصريين، حيث أنهم بنوا أعظم إمبراطوريات الحياة القديمة التى مازالت آثارها وتاريخها راسخ حتى يومنا هذا، فالرياضة لها فوائد عظيمة على الجسد والعقل والحياة اليومية للمواطنين، ولهذا نرصد فيما يلى تاريخ الرياضة والألعاب التى مازالت راسخة منذ آلاف السنين حتى القرن الـ21 فى مصر ومختلف دول العالم.
وبالعودة لآلاف السنوات وبالأخص مصر القديمة وعاصمتها طيبة – الأقصر حالياً – نجد أن الفراعنة أول من قام بممارسة مختلف أنواع الرياضة منها الترفيهية والحربية والتنافسية والجماعية والمسابقات المختلفة، وتؤكد النقوش الموجودة على جدران المعابد، أن الملوك والأمراء فى مصر القديمة كانوا يحضرون مختلف المسابقات فى مجالات الرياضة، ويقومون بأنفسهم بتقديم الهدايا والجوائز للمتفوقين فى تلك المسابقات الرياضية.
وفى هذا الصدد يقول الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك، إنه تم رصد عشرات النقوش على المعابد والبرديات المختلفة على مر التاريخ تؤكد أن الفراعنة هم أول من احترف الرياضات المختلفة والتى مازالت تمارس حتى يومنا هذا بصورة مميزة للغاية، فكان للأطفال أنواع معينة من الرياضة البسيطة منها "شد الحبل وسباقات الجرى والحفاظ على الاتزان فى الوقوف لفترات طويلة على قدم واحدة أو السير على خط مستقيم" والتى تساعد فى إضفاء جو من البهجة والسعادة والترفيه لأطفال القدماء المصريين.
ويسرد الطيب غريب لـ"اليوم السابع" كيف كان الفراعنة يمارسون الرياضة والتى تنوعت ما بين رياضات عبارة عن التسلية والترفية بالأعياد والمناسبات السنوية والتى يمارسها الشباب والفتيات، وأولها "شد الحبل" التى كانت تعتمد على فريقين من الأولاد يشد الحبل كل فريق ناحيته، والفائز هو يستطيع شد الحبل نحوه وإيقاع الفريق الآخر، وفى بعض الأحيان لا يستخدم الحبل وتستخدم الأيدى فقط حيث يضع أول الفريقين أيديهما بقوة وكل فريق يشد لاعبه، وكذلك لعبة "كرة القدم" والتى كانت تصنع من الألياف النباتية أو القماش الكتان، وكانت تقذف بين المتبارين بالأرجل ولكن لم يتم التعرف على قواعد لعبها حتى الآن، كما عرفوا لعبة "كرة اليد" وهى عبارة عن كرة بنفس حجم كرة القدم ولكن تستخدم بالأيدى بين فريقين متساويين ومنها ما كان يصنع من جلد الحيوان، ولعبة "كرة المضرب" التى كانت تمارس بين متباريين بكل يد كل منهم مضرب له يد طويلة وشبكة لضرب الكرة.
ويضيف كبير مفتشى معبد الكرنك، أن الفراعنة كانوا يمارسون أيضاً لعبة "حمل الأثقال" والتى كانت تمارس لإظهار القوة الجسدية والعضلية بين المتبارين، وكانت عبارة عن ما يشبه الشكارة الصغيرة تحوى رمل ذات أحجام وأوزان مختلفة من الأخف إلى الأثقل وترفع بيد واحدة، وكذلك "سباقات الجرى" والتى كانت الأكثر شهرة حيث لا تتطلب سوى المهارة فى إظهار سرعة المتبارى واستباق أقرانه، وكانت تمارس على نطاق واسع بين الأولاد والبنات ومعظم طبقات الشعب، ولعبة "كرة البنات" وتقوم بها البنات حيث تحمل فتاة أخرى حيث ترمى ونتلقى الفتاه المحمولة الكرة وهى محمولة بحيث لا تسقط من على زميلتها أو تفقد الكرة، ولعبة "قفز الحواجز" وكانت تعتمد هذه اللعبة على جلوس ولدان متقابلين ويبدأ فى وضع الحواجز للمتباريين للقفز أعلاها وتخطيهما، ويبدآن بوضع رجل أحدهما ويقفز كل المتباريين ويتخطونها، وعند الانتهاء من هذه المرحلة يتم زيادة رجل رفيقه ثم يقفز المتبارون الواحد يلو الآخر ثم يتم زيادة الحواجز عدة مرات بإضافة اليد الواحدة بعد الآخر، وهناك نوع آخر منها وهو ركوع أحد الأفراد ويقفز من أعلاه المتبارى ثم يضاف وضع آخر لإعلاء الجسم للشخص الراجع ويقفز المتباريين.
وأما فى مجال الألعاب الخاصة بالحروب والقوة الخاصة للجيوش المختلفة فقد كان القدماء المصريين يمارسون رياضات ترفع من المستوى الحربى والقتالى لهم فى الحروب المختلفة، وأهما رياضة "الرماية بالقوس" والتى كانت تختص برماة الجيش والقادة فى الجيش وخاصة الملوك والأفراد، ويتم وضع أهداف ويقوم الرامى بالتصويب عليها، و"رمى الرمح" أو "الرماية بالحربة" والتى كانت عبارة عن عصا طويلة تنتهى برأس برونز ويمارسها أفراد من الجيش وأيضًا للصيادين المتخصصين فى صيد فرس النهر أو التماسيح أو الأسماك الكبيرة، وذلك بتحديد الهدف ثم ممارسة الرماية عليه، والرياضة الأقوى فى الجيوش والقتل كانت "المصارعة" والتى كانت تعتمد على متصارعين يقوم كل منهم بمصارعة الآخر، والفائز من يتغلب على خصمه بطرحه أرضًا وتقييد حركته والسيطرة عليه، وقد شهدت هذه الرياضة تشجيعًا كبيرًا من الحكام والأفراد وكانت تمارس فى حفلات خاصة، وكان لها أبطالها التى كان يتم استدعائهم فى المناسبات.
ومن أبرز رياضات القدماء المصريين يقول الطيب غريب أنها كانت "الفروسية" وهى ركوب الخيل والتى كانت تتم دون سرج للحصان لإثبات مهارة وقوة الفارس ومدى تحكمه فى حصانه بدون لجام، وكان هناك سباقات للخيل بالعربات وهى تشابه الرياضة التى تمارس الآن فى بعض البلدان الأوروبية، وكذلك "السباحة" التى تعتبر من أقدم الرياضيات المائية وكانت تمارس فى نهر النيل أو البحيرات أوفى بعض القصور الملكية أو الأثرياء المزودة بما يشبه حمامات السباحة، وكانت هذه الرياضة مشاعة بين جميع طبقات الشعب المصرى، و"مبارزة المراكب" والتى كانت خاصة بالصيادين سواء الأسماك أو أفراس النهر أو التماسيح، حيث يقف كل فريق على مركب وكل فرد من أفراد القارب بيده عصا طويلة، وتتقابل المراكب ويقوم كل فريق بمحاولة إيقاع أفراد الفريق الآخر فى النهر، والفائز من يتمكن من الإبقاء على موقعه على المراكب، وكانت تتم فى نطاق الاحتفالات لإضفاء البهجة والسعادة، ورياضة "صيد الطيور" حيث كانت من الرياضات المميزة لدى الفراعنة وخاصة النبلاء وعلية القوم وكانوا يستخدمون العصا المعقوفة التى تقذف فى اتجاه الطير المراد صيده، وتعود إلى الرامى بحركة حلزونية معينة. وتبدو مهارة الرامى فى القذف بالعصا المعقوفة بطريقة فنية عالية التقنية يقوم بالتدريب عليها لسنوات.
رياضة التجديف عند القدماء المصريين منذ آلاف السنين
2- رياضة ولعبة المبارزة بين القدماء المصريين
3- الاكروبات والرياضات المتنوعة للقدماء المصريين
4- العاب ورياضات عرفها القدماء المصريين منذ الاف السنين
5- رياضات مختلفة للقدماء المصريين منذ الاف السنين
6- الفراعنة مارسوا رياضة التجديف منذ الاف السنين
7- المصارعة فى العصور الفرعونية القديمة
8- لعبة التحطيب للقدماء المصريين
9- رياضات مختلفة للقدماء المصريين
10- رياضة ركوب الخيول عن القدماء المصريين
11- جانب من استعدادات التجديف عند الفراعنة
12- المبارزة رياضة قديمة عند القدماء المصريين
13- ركوب الخيول واعظم رياضات فرسان الفراعنة
14- لعبة الهوكى عند الفراعنة القدماء
15- لعبة ورياضة كرة اليد عن الفراعنة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة