فرنسا تودع "عام الأزمات والمِحن".. قتل ضابط وزوجته فى يونيو وذبح كاهن نورماندى فى يوليو.. و"قانون العمل وتفكيك مخيم كاليه وحادث نيس" أبرز ما مر على الفرنسيين من مشكلات

السبت، 31 ديسمبر 2016 08:00 م
فرنسا تودع "عام الأزمات والمِحن".. قتل ضابط وزوجته فى يونيو وذبح كاهن نورماندى فى يوليو.. و"قانون العمل وتفكيك مخيم كاليه وحادث نيس" أبرز ما مر على الفرنسيين من مشكلات فرنسا تودع "عام الأزمات والمِحن"
كتب أحمد علوى - وكالات الانباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت فرنسا خلال عام 2016 العديد من الأحداث والتطورات الهامة من اعتداءات إرهابية ومظاهرات حاشدة، وإزالة مخيم كاليه للمهاجرين، فضلا عن استضافة فعاليات رياضية كبرى ثم إقامة الانتخابات التمهيدية لليمين التى فاز بها ﻓرانسوا فيون وكذلك مفاجأة تخلى الرئيس ﻓرانسوا أولاند عن الترشح لفترة ثانية فى الانتخابات المقبلة فى سابقة لم يشهدها تاريخ فرنسا الحديث.

 

الاحتجاج على قانون العمل

وجاء على رأس هذه الأحداث المظاهرات الحاشدة بمشاركة مئات الآلاف من المحتجين ضد قانون العمل والتى استمرت عدة أشهر واستخدام الحكومة ثلاث مرات للمادة الدستورية 49-3 التى تسمح بتمريره دون تصويت البرلمان. وكان هذا القانون الذى طرحته وزيرة العمل مريم الخمرى فى 17 فبراير قد أثار غضب النقابات الرئيسية فى البلاد لا سيما "الكونفدرالية العامة للعمل" و"القوة العمالية" التى رأت أنه منحاز بدرجة كبيرة إلى أرباب الأعمال ويهدد العديد من المكتسبات الاجتماعية بسبب ما تضمنه من بنود تسمح بتحديد سقف التعويضات التى تصرف للعامل فى حالة تسريحه وبالطرد لأسباب اقتصادية وبفتح المجال للمقاولات الصغرى للتفاوض حول ساعات العمل.

الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند
الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند

واستمرت الحركة الاحتجاجية بالرغم من التعديلات التى أدخلتها الحكومة لإرضاء النقابات وخرجت منها فى 31 مارس حركة جديدة أطلقت على نفسها اسم "الوقوف ليلا" وظلت تنظم كل مساء اعتصامات لأسابيع طويلة فى ساحة الجمهورية بوسط باريس.

وبعد خمسة أشهر من الاحتجاجات وأكثر من عشر مظاهرات فى أنحاء فرنسا اضطرت الحكومة، لتجاوز عائق النواب المعارضين للقانون من الحزب الاشتراكى الحاكم، إلى استخدام ثلاث مرات المادة 49-3 من الدستور وتم إقرار قانون العمل نهائيا بدون تصويت البرلمان فى 20 يوليو.

ومن الاحتجاجات الاجتماعية إلى الأعمال الإرهابية، فعلى غرار عام 2015 الذى شهد الهجمات الإرهابية على صحيفة شارلى ايبدو ومتجر للأطعمة اليهودية بالإضافة إلى اعتداءات 13 نوفمبر المتزامنة بباريس وسان دونى، فلم يخلوا عام 2016 من تلك الأفعال الإجرامية.

 

مقتل قائد شرطة وزوجته

وفى 13 يونيو أقدم مسلح على قتل قائد للشرطة وزوجته ببلدة مانيانفيل بشمال غرب باريس، وتمكنت عناصر التدخل السريع من إنقاذ ابن الشرطى وقتل المسلح الذى أعلن مبايعته لداعش، غير أنها لم تتمكن من إنقاذ الزوجة التى عثر عليها جثة هامدة.

حادث نيس
حادث نيس

 

حادث دهس نيس

وفى 14 يوليو يوم الاحتفال بالعيد الوطنى، وقع هجوم نيس الدامى (86 قتيلا) حين قاد تونسى ﺸﺎﺣﻨﺔ ثقيلة ودهس بها حشدا من الناس كانوا يشاهدون عرضا للألعاب النارية بممشى الإنجليز الشهير الممتد على ساحل مدينة نيس.

وغابت الوحدة الوطنية التى سادت بين الأحزاب السياسية خلال الهجمات السابقة بعد أن أثارت أحزاب المعارضة اليمينية جدلا حول مدى ملاءمة التدابير الأمنية السارية فى البلاد فى ظل التهديد الإرهابى المرتفع.

 

ذبح كاهن نورماندى

وفى 26 يوليو وبعد أقل من أسبوعين، عاشت فرنسا صدمة أخرى جراء حادث ذبح الكاهن جاك هاميل داخل كنيسته ببلدة "سان اتيان دو روفريه" بشمال فرنسا وذلك على يد إرهابيين يدينان بالولاء لداعش.

 

بطولة كأس أمم أوروبا 

وعلى الصعيد الرياضى، استقبلت فرنسا خلال الفترة من 10 يونيو إلى 10 يوليو بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم وسط مخاوف من وقوع أعمال إرهابية استلزمت اتخاذ تدابير أمنية غير مسبوقة.

وكان أبرز مشهد، خلال نهائى البطولة الأوروبية التى توجت البرتغال بلقبها، هو ظهور اللاعب البرتغالى كريستيانو رونالدو وهو يبكى حزينا ثم فرحا فى فترة لم تتجاوز الساعتين.

مظاهرات فرنسا
مظاهرات فرنسا

 

تفكيك مخيم "الغابة"

وفى 24 أكتوبر، بدأت السلطات الفرنسية أعمال الإزالة الكاملة والتفكيك لمخيم كاليه للمهاجرين والذى يطلق عليه اسم "الغابة"، والذى تجمع فيه نحو 4500 شخص يسعون إلى التسلل الاراضى البريطانية للإحاق بذويهم أو بحثا عن فرص معيشية أفضل وذلك بعدما قامت بالفعل بتفكيك الجزء الجنوبى منه خلال فبراير ومارس الماضيين حيث قدر عدد قاطنيه وقتها بنحو 7 آلاف.

وفى 4 نوفمبر، جرت عملية إزالة مماثلة، لمخيم "ستالينجراد" بباريس حيث تم نقل نحو 4 آلاف إلى مراكز استقبال متفرقة فى أرجاء فرنسا وإتاحة إمكانية التقدم بطلبات لجوء لفرنسا.

 

فوز فيون فى الانتخابات التمهيدية لليمين

وعلى المستوى السياسى كانت الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسى التى جرت يومى 20 و27 نوفمبر لاختيار مرشح رئاسى للانتخابات المرتقبة فى 2017 من أبرز الأحداث خلال هذا العام، وحقق رئيس الوزراء الأسبق ﻓرانسوا فيون خلالها مفاجأة مدوية بفوزه، بفارق كبير، على منافسه الرئيسى آلان جوبيه الذى ظل المرشح الأوفر حظا لأشهر طويلة.

واستطاع فيون بعد ثلاث مناظرات تلفزيونية فقط تحقيق صعود قياسى فى شعبيته على حساب خصومه وتعزيز صورته كرئيس محتمل لفرنسا ليخالف بذلك كل استطلاعات الرأى التى توقعت اقتصار المنافسة على رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه والرئيس السابق نيكولا ساركوزى الذى خرج من الجولة الاولى ضمن خمسة مرشحين آخرين.

كما شهدت الانتخابات التمهيدية لليمين مشاركة قياسية وصلت إلى 4.4 مليون ناخب فى مقابل 2.8 مليون فى الاقتراع المماثل الذى نظمه الحزب الاشتراكى فى 2011.

 

انسحاب هولاند من سباق الرئاسة

وعلى جانب آخر وبعد فترة ترقب استمرت شهور طويلة، وتزامنا مع فتح باب تلقى طلبات الترشح للانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكى، أعلن الرئيس ﻓرانسوا هولاند فى الأول من ديسمبر أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثانية ليصبح الرئيس الأول الذى يرفض الترشح لولاية ثانية منذ العام 1958.

وجاء قرار فرنسوا هولاند فى ظل تراجع شعبيته فى استطلاعات الرأى والتزاما بوعده بعدم الترشح لولاية ثانية حال لم تنعكس إصلاحات الحكومة بالقدر الكافى على تحسن النشاط الاقتصادى والحد من البطالة، وأفسح ذلك المجال لرئيس وزارته مانويل فالس للإعلان عن خوض غمار الانتخابات التمهيدية لليسار بعد استقالته من رئاسة الحكومة وتعيين برنار كازنوف خلفا له.

 

مشاركة فالس فى الانتخابات التمهيدية لليسار

وجاء فالس ضمن المرشحين السبعة الذين سيشاركون رسميا فى الانتخابات التمهيدية لليسار المقررة فى 22 و29 يناير 2017 المقبل بفرنسا فى إطار ما يسمى بـ"التحالف الشعبى الجميل" الذى تضم عددا من أحزاب اليسار.

ومع انتهاء عام 2016 الحافل بالأحداث الإرهابية والسياسة والاجتماعية والرياضية، تستقبل فرنسا عاما جديدا وسط حالة ترقب دائم ومخاوف من الأعمال الإرهابية التى تستهدفها وانتظارا لرئيس جديد سيتم انتخابه فى مايو 2017 لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب الفرنسى.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة