أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

خرائط العام الجديد.. أرباح وأثمان

السبت، 31 ديسمبر 2016 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ تسعينيات القرن العشرين هناك توقعات بخرائط جديدة فى الشرق الأوسط.. ولا تظهر تأثيرات الأحداث مباشرة، لكنها تظهر بعد سنوات وربما عقود، فقد كان غزو وإسقاط العراق قبل 13 عامًا بداية التحولات الدراماتيكية فى الشرق الأوسط وربما كان غزو العراق للكويت هو نقطة البداية، تغيرات كمية ثم كيفية.
 
ضرب أفغانستان ثم غزو العراق، كان بداية انتقال مقاتلى القاعدة ليتحول العراق إلى حاضنة للتنظيمات الإرهابية، مع بدايات الصراع الطائفى فى العراق والشام، لتنتج داعش من تزاوج المتطرفين من أنحاء العالم مع بقايا تنظيم القاعدة.. ولم يكن تنظيم إرهابى مثل داعش يظهر لولا أنه حصل على تمويل وتسليح من أجهزة ودول فى المنطقة والعالم.. ووصل الصراع ذروته، بعد أحداث الربيع العربى، حيث اتسعت مناطق الاستيلاء من قبل داعش والنصرة وتنويعاتهما.
 
اليوم تشهد المنطقة والعالم تغيرات سياسية وعسكرية، وتتراجع أنصبة التنظيمات الإرهابية بعد هزيمتها فى حلب، وتلقيها ضربات فى ليبيا، قى وقت ينقلب عليها الرئيس التركى أردوغان.. بعد سنوات من الدعم والمساندة والتوظيف.. وفى حال تقارب ترامب وبوتين فى مواجهة الإرهاب ودعم الحل السياسى، يبقى مأزق داعش والنصرة وباقى التنظيمات معلقا.
 
وتمثل عودة مقاتلى التنظيمات أزمة لبلدانهم والعالم.. فضلا عن أن هذه التنظيمات من شأنها أن تمثل أدلة على مموليها وداعميها من الدول والأجهزة، ولهذا يتوقع أن تقوم هذه الدول بعمليات اغتيال وتصفية للقيادات فى هذه التنظيمات. 
 
وهناك بالفعل أكثر من عملية اغتيال وتصفية لقيادات فى داعش والنصرة وغيرها، تتم من شهور.. ليس آخرها خطيب داعش المدعو أبو عبدالكريم صاحب الخطبة، التى هدد فيها أردوغان ودول الخليج، وتم العثور على جثته غربى الموصل وعليها آثار تعذيب شديدة ورصاص بالرأس. 
هناك أكثر من قيادى فى التنظيمات تم اغتيالهم، ويتوقع أن تنفذ تركيا وأجهزتها تصفيات لمن تخشى أن يتحولوا إلى أدلة.
 
الأمر نفسه بالنسبة لقطر وباقى دول الخليج، التى مولت الإرهاب، وفى حال توقف تمويل ودعم التنظيمات المختلفة سوف تواجه هذه الدول أسئلة مفروضًا عليها أن تجيب عنها، حيث يظل مصير المقاتلين غامضًا، ويشغل اهتمام أجهزة الأمن فى الدول المختلفة، ويثير أزمة أقرب للعاصفة فى تونس.. ومخاوف فى أوروبا، التى ينتظر أن يعود مواطنوها، من العراق وسوريا، ليمثلوا أزمة، خاصة فى حالة نجاح الحل السياسى فى سوريا، وتحقيق تقدم فى العراق وليبيا.. وكل هذه النتائج تمثل إعادة لرسم خرائط، وأطراف تطالب بأرباح، وأخرى عليها أن تدفع أثمانًا سدادًا لفواتير ما يحدث.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الارباح والاثمان

أعتقد خريطة العالم الجديد ما زالت غامضه تنتظر وصول ترامب 20 يناير القادم حتي تستكمل معالمها ...لا شك أن الارهاب والاقتصاد العالمى يمثلان الخطوط العريضة في تلك الخريطة. ..من سيجني الارباح ومن يدفع الأثمان ..فلننتظر قليلا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة