من الواضح أن أوباما فقد صوابه بل وفقد أعصابه فى الأسابيع القليلة الباقية على إدارته فى واشنطن. فمن الواضح أيضا أن خسارة هيلارى كلينتون كانت بمثابة صدمة كبيرة لأوباما وإدارته وخاصة بعد محاولاته المستميتة وثقته المتناهية فى فوز هيلارى كلينتون بالرئاسة، كما كان متفقا عليه منذ ثمانى سنوات حينما انسحبت هيلارى كلينتون من سباق الرئاسة فى عام ٢٠٠٨ لتفسخ الطريق لأوباما للوصول للبيت الأبيض أملا فى خلافتها له فى عام ٢٠١٦ ولكن أتت للرياح بما لا تشتهى السفن فى سباق غريب من نوعه للانتخابات الرئاسية الامريكية لعام ٢٠١٦ وتم فوز دونالد ترامب. فها نحن الآن نجد أوباما وإدارته يتهمون روسيا بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية من خلال القرصنة الإلكترونية لموقع والبريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى شهور عديدة قبل الاقتراع الانتخابى. فقبل انتهاء فترة رئاسته قرر الرئيس الأمريكى باراك أوباما فرض عقوبات جديدة على روسيا أملا لزيادة التوتر فى العلاقات بين بوتين وواشنطن وخاصة بعدما لمس التقارب فى الفكر والآراء بين بوتين وترامب ومحاولات ترامب للتقرب من روسيا فى فترة حكمه.
وعلى الصعيد الآخر قرر أوباما إلقاء قنبلة مفاجأة على نتنياهو وإسرائيل عند التصويت على قانون الاستيطان اليهودى فى جلسة مجلس الأمن فى الأمم المتحدة عندما رفض استخدام حق الفيتو لعرقلة تمرير المشروع وهنا أتذكر المقولة الشهيرة "مصائب قوم عند قوم فوائد" حيث أدى التوتر فى العلاقات بين أوباما ونتنياهو الذى كان داعما لترامب بشكل مباشر إلى فائدة للشعب الفلسطينى بالموافقة بالإجماع فى مجلس الأمن على عرقلة مشروع الاستيطان الإسرائيلى.
وعلى صعيد ثالث نجد أوباما محاولا أن يعاقب مصر على تقربها لترامب وتهميشه تماما فى الفترة الأخيرة من حكمة فتجد بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى فى محاولة فاشلة لتهييج الأقباط على الدولة ومحاولة التدخل بشكل مباشر فى الشأن الداخلى المصرى عندنا تقدم أحد أعضاء الكونجرس الأمريكى بمقترح مشروع قانون ترميم الكنائس القبطية فى مصر بعد حرقها وتدميرها أثناء الثورات أو بعد الهجمات الإرهابية.
أعتقد أن فتح هذا الملف فى هذا التوقيت بالذات يضع علامات الاستفهام الكثيرة على نية بعض أعضاء الكونجرس تجاه مصر وخاصة بعد التعاون الملحوظ بين مؤسسات الرئاسة والكنيسة المصرية. كما يضع شبهات حول محاولة إدارة أوباما لتعكير العلاقة بين المصريين الأقباط والسلطة. أعتقد أيضا أن السؤال الذى يفرض نفسه هو أين كانت هذه المبادرات وقت الإخوان ووقت ثورة ٣٠ يونيو ولماذا هذا الاهتمام المفاجئ بالأقباط. ولماذا يهتم الكونجرس الآن بالكنيسة وخاصة قبل تسليم البيت الأبيض للرئيس المنتخب دونالد ترامب والذى تجمعه علاقة طيبة مع الإدارة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى.
من الملاحظ أنها محاولة أخرى فاشلة للوقيعة بين الدولة والأقباط بعدما فشلت محاولة الوقيعة من خلال أحداث تفجير الكنيسة البطرسية. مشاكل الأقباط سوف تحل فى الداخل بين المصريين ولا نحتاج للكونجرس الأمريكى للدفاع عنها، حيث إن مصر الآن مختلفة عن أى وقت سابق، فمصر أصبح لها رئيس حقيقى لكل المصريين وشعب أدرك قيمة المواطنة والشراكة فى الوطن بالرغم من وجود بعض الأفراد والجماعات التى لا تشجع هذا الاتجاه ولكنى على يقين أن المصريين قد تلقنوا الدرس جيدا ولن يسمحوا بوجود أى شرخ بين أفراد الوطن الواحد.
فى المجمل أعتقد أن أوباما فى الأيام القليلة القادمة سوف يصطدم بالمجتمع الأمريكى الذى فضل ترامب عن شريكته فى الإجرام وتدمير الشعوب هيلارى كلينتون كما سيصطدم بدول كثيرة فى العالم فى محاولة منة لتصعيب المهمة على دونالد ترامب وإدارته وهو تماما عكس ما وعد به الشعب الأمريكى فى الفترة الانتقالية على مرأى ومسمع الجميع من خلال المؤتمرات الصحفية.
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
يا رايح كتر من الفضايح
هذا المثل المصرى ينطبق تماما على هذا الغبى اوباما , فهو يزرع ما تبقى لديه من ألغام فى طريق الرئيس المنتخب ترامب ويفتعل المشاكل مع روسيا ومصر بل و أيضا اسرائيل, وذلك بعد أن دمر بسياساته الغبية كثير من البلاد و تسبب فى قتل و تشريد الملايين ودعم و ساند الأرهاب وسيرحل مصحوبات باللعنات .