نقلا عن اليومى..
قال وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى، إن مصر لها مكانة خاصة فى قلوب العراقيين، مشيرا إلى رغبة البلدين فى تطوير العلاقات والعودة إلى البدء والأصل، لأنها الأصل فى العلاقة بين مصر والعراق وهى علاقة استراتيجية على كل المستويات.
وأكد الجعفرى فى حوار لـ«اليوم السابع»، أن التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها داعش والنصرة الخطاب الدينى وهو منهم براء، مشيرا إلى أن ترك الأزهر الشريف لفراغ فى وعاء الخطاب الدينى الأصيل سيخلق انحرافا.
وحول موقف العراق من الرئيس السورى بشار الأسد، أكد وزير الخارجية العراقى أن رئاسة الأسد لسوريا أمر يرجع للشعب السورى الذى يقرر مصيره، مشيرا إلى أن الشعب السورى لم يقف بأكمله ضد الدكتور بشار الأسد لذلك ترك العراق الأمر للشعب السورى، لأن بغداد لا نتدخل فى الشؤون الداخلية لدمشق.
وفيما يلى نص الحوار
هل تمتلك الحكومة العراقية رؤية واضحة لما بعد تحرير الموصل؟
- الحكومة العراقية منذ اتخاذها قرارا بالشروع فى معركة تحرير الموصل والتخطيط لها قسمت تحركاتها على ثلاثة أشواط، أولها التخطيط والتحضير للمعركة، وعملية التنفيذ على الأرض والتعامل فى قطاعات الهجوم والدفاع على الأرض، ورؤية الحكومة لما بعد تحرير مدينة الموصل من الفكر الداعشى الذى يقوم على سياسة الأرض المحروقة وتفجير وتفخيخ المدنيين، فنحن نحتاج إلى خدمات وإعادة بناء بنية تحتية ومصالحة حقيقية بين مكونات المجتمع العراقى المتنوع وإلى إدارة منتخبة تمثل فى جانبها التشريعى ومجلس المحافظة حتى يتفقوا.
وبذلت الحكومة الاتحادية جهدا بتكريس جزء من الميزانية فى ظروفها الاستثنائية لمساعدة أهالى مدينة الموصل، والعديد من الدول يرغب فى مساعدة العراق فى هذا الجانب، نحن موقفنا من الاتجاه الدولى والإقليمى مساعدة العراق فى تحقيق الأهداف، فالخطط موضوعة من فترة وهى الآن قيد التنفيذ وكيف سيؤول مصير مدينة الموصل بعد التحرير وهى انتخابات الإدارة المحلية والتنسيق.
نحن لدينا خطوط حمراء وهو عدم التدخل الخارجى فى شؤون العراق عموما وفى المحافظات بشكل خاص، وبأكثر صراحة ينبغى ألا تتدخل دولة فى الموصل أو غيرها، يمكن أن تقدم الدول مساعدات بحكم الجوار على ألا تتدخل فى الشأن الداخلى العراقى وهذا خط أحمر.
الخط الأحمر الثانى ألا تكون هناك عملية صراعات داخلية فى مدينة الموصل رغم تعددية تكوين الموصل فالمدينة متآلفة، والحكومة جادة فى تفعيل مجموعة من العناصر كى يكون المناخ مناسبا لاستكمال سير العملية فى الموصل.
يشارك الحشد الشعبى فى عملية تحرير الموصل.. ما حقيقة ما يتردد حول تورط قواته فى عملية إبادة بحق السنة؟
- العديد من دول العالم تحاول النيل من العراق، فهناك وجوه قد لا تطابق الارادات الخفية، وممارسات على الجانب الإعلامى والإقليمى والدولى نحو اتهام الحشد بارتكاب جرائم، فالعدو لا يقول لك إنه عدوك وتحتاج للتفكير ستكتشف أن هذا التصرف عدوانى وأنه ليست دولة صديقة.
الحشد الشعبى برهن أنه منظمة شعبية ليست ميليشيات وجاءت فى ظروف كانت تتداعى فيها المحافظات أبرزها الموصل وصلاح الدين والأنبار، فالمرجعية الدينية وجهت العراقيين أن ينهضوا ويدافعوا عن أنفسهم، وتشكل الحشد الشعبى وقد أبدى تجاوبا ممتازا عبر الدفاع عن الأرض، وانتقل الآن من مرحلة الطوعية الخارجية عن القوات المسلحة إلى الحالة الدستورية، فاليوم الحشد الشعبى تم تشريعه فى القانون، وهو مرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة العراقية وهو نفسه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى، فقوات الحشد تواصل تقديم التضحيات ضد العدو الذى له طبع انتحارى.
انطلاقا من التدخل الخارجى.. تركيا تقوم باستهداف حزب العمال الكردستانى فى العراق.. هل ستتخذون إجراءات تصعيدية ضد أنقرة؟
- حزب العمال الكردستانى لم يأتِ إلى العراق بقرار عراقى وجاء بسبب الحالة الأمنية المتخللة ووجوده لا يعبر عن إرادة عراقية، فتنظيم داعش الإرهابى على سبيل المثال وجد فى الموصل بسبب الخلل الأمنى الموجود الذى أدى لهذه النتيجة، فحزب العمال الكردستانى نبتة زرعتها تركيا فى العراق وطلبت الدخول للعراق فى جبل قنديل شمال العراق وهو «جبل أرعن»، صعب السيطرة عليه واستقر حزب العمالة الكردستانى هناك وتوجد صعوبة على الحكومات التخلص منهم.
نحن العراقيون نتفق أننا لا نريد أن نؤذى الجار ومفهوم حسن الجوار فى قاموس الخارجية العراقية لا يكفى أنك لا تؤذى جارك، بل أنك لا تأوى عدوا من أعدائه يتسبب فى ازعاجه، ونحن نطبق ذلك على تركيا وحزب العمال الكردستانى وعلى إيران ومنظمة خلق ونطبق ذلك على أى منظمة تأتى للعراق لأننا نسعى لحسن الجوار، فوجود حزب العمال الكردستانى لا يعنى إرادة عراقية ولكن وجودهم جاء بسبب الفجوة الأمنية التى حدثت ووجودد داعش فى الموصل لا يعبر عن إرادة عراقية.
معالى الوزير مصر لها مكانة كبيرة لديكم ولدى الشعب العراقى.. هل العلاقات بين مصر والعراق ستشهد تعزيزا بشكل أكبر؟
- مصر لها مكانة خاصة وتطوير العلاقات هو عودة إلى البدء والأصل، لأنها الأصل فى العلاقة بين مصر والعراق وهى علاقة استراتيجية على كل المستويات، فاليوم عالم التقارب والجوار الفكر والاجتماعى والإقليمى هو القائم، فهذا الجوار موجود وبالعودة للتاريخ نجد أن مصر لها مكانة خاصة عند العراقيين والعكس على طول التاريخ.
فالبلد الذى يمتلك رصيدا حضاريا ومرتكزا تاريخيا لا يكون قلقا بل يكون واثق الخطى، فالمصالح المشتركة فى الدراما المصرية والأزهر والشعر المصرى والمختصصون المصريون والأساتذة أسهموا فى إثراء العلاقة بين العراق ومصر والأصل العودة إلى تلك العلاقة، فما يحدث من فجوات هذا هو الاستثناء والأصل أن تعود العلاقة كما كانت.
تحدثتم عن دور الأزهر الشريف.. هل العراق بحاجة لمؤسسة الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى بعد تطرف طائفة من الشعب العراقى؟
- المؤسسة الدينية هى أكثر المؤسسات اتساقا فهى تأتى بخطاب دينى جديد، وليس بدين جديد وتخاطب الناس وتقوم بتوعيتهم، فالخطاب الدينى ديناميكى يتحرك وليس جامدا، فالأزهر الشريف والنجف الأشرف يتعاملون مع الظرف ويوجهون الناس للدين الصحيح.
والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة يتحدثون بخطاب دينى لكن الدين منهم براء، الحقيقة عندما يترك الأزهر فراغا فى وعاء الخطاب الدينى الأصيل سيخلق انحرافا.
لقاؤكم بوزير النفط الأردنى والدفع نحو تزويد مصر بالنفط.. ما تفاصيل تلك التحركات؟
- أقوى قواعد العلاقة بين الجانب المعنوى هو الاقتصادى فهو يجسر العلاقة بين الدول، وهو ما يؤدى لتجزر العلاقة السياسية، نحن نعتبر أن علاقتنا بدول الجوار حتى إخواننا من مناطق البعد الجغرافى تتطلب أن نتعاون مع أشقائنا لتعميم القاعدة وهى ترسانة لقاعدة أسمنتية، فالعلاقات الاقتصادية هى ما تدفع لترسيخ تلك العلاقة.
الخلافات مع المملكة وانتقادكم لتدخلات ثامر السبهان.. هل يمكن توصيف العلاقة مع السعودية بالنار تحت الرماد؟
- نحن نختزل علاقتنا بالدول وهى علاقة دولة بدولة وليست علاقة حاكم بحاكم، وتتبدل الحكومات ويتبدل الوزراء والسفراء والعلاقات تخضع لقانون الثابت الجغرافى والثوابت الديمغرافية وعلاقتنا بالسعودية كدولة جوار مصالح استراتيجية واستحقاقات مشتركة وهى بلد الحرمين ونحن نتمسك بها، وعندما تكون هناك مشكلة لم ولن نقف فنحن لا نفرط فى العلاقة، وبالرغم من رفضنا تدخل تركيا فى بعشيقة لكننا لسنا مع التفريط فى العلاقة بين تركيا والعراق.
ما موقفكم من الرئيس السورى بشار الأسد؟
- نعتقد أن رئاسة الأسد لسوريا شىء يقدره شعبه وعندما تكون الشعب كلمته موحدة ضد أى رئيس نحن لا نتمسك به، وعندما يرفض الرئيس نحن لا نفرض هذا الرئيس لا فرض مسبق ولا رفض مسبق، فالشعب السورى هو من يقرر، ونحن نعتقد ما حدث مع الدول على سبيل المثال رفض الشعب الليبى معمر القذافى دفعنا للوقوف إلى جانب الشعب، أما الشعب السورى فلم يكن كذلك لم يقف كل الشعب السورى ضد الدكتور بشار، لذلك تركنا الأمر للشعب السورى، لأننا لا نتدخل فى الشؤون الداخلية، نتمنى أن يعالج الشعب السورى القضايا وأن ينسجم بمكوناته والالتفاف خلف قيادته.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
يمهل ولا يهمل
يا حنين يا للي بتمشي جنب الحيط ،يا مظلوم يا عدو لكل عدو وهمي للعراق الا للعدو التاريخي والباقي على مر الزمان . ستعود الأمور الى نصابها بأذن الله وتعود انت الى حيث كنت