"للناس فيما يؤمنون مذاهبُ".. زعيم "شيعة العراق" يدعو الأزهر لبدء حوار ويطالب السعودية بحماية قبر الرسول.. البحوث الإسلامية: إنهاء الفتنة يقتضى الجدية.. داعية أزهرى: مهمة.. وشيخ سلفى: فاشلة قبل بدايتها

السبت، 03 ديسمبر 2016 08:16 م
"للناس فيما يؤمنون مذاهبُ".. زعيم "شيعة العراق" يدعو الأزهر لبدء حوار ويطالب السعودية بحماية قبر الرسول.. البحوث الإسلامية: إنهاء الفتنة يقتضى الجدية.. داعية أزهرى: مهمة.. وشيخ سلفى: فاشلة قبل بدايتها مقتدى الصدر و مشيخة الأزهر و وقبر الرسول
كتب كامل كامل - أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا توجد قضية تحوز جدلاً وسخونة على امتداد الخريطة العربية قدر ما حازت قضية العلاقة بين السنة والشيعة، فعلى امتداد قرون طويلة مضت، ظلت العلاقة بين الفريقين ملتبسة ومشحونة بالمواقف الحادة، ويُرجع البعض حجم السخونة التى تشهدها القضية حاليًا لموقف إيران وميولها التوسعية فى المنطقة العربية، بينما يرى آخرون أن الأمر يتصل بتطلعات طهران السياسية المرتبطة بتاريخها وعرقها الفارسى أكثر من الركيزة الدينية، بمعنى أن المشكلة فى إيران الدولة وتوجهاتها، لا فى إيران المذهب والعقيدة، وعلى امتداد المساحة الزمنية التى اشتعلت فيها هذه القضية، لم يشهد أتباع الفريقين، السنة والشيعة، مبادرات ومحاولات جادة للتقريب، إلا قليلاً ونادرًا، وربما كانت آخرها فتوى الإمام محمود شلتوت، شيخ الأزهر السابق، الصادرة فى العام 1959، بجواز التعبد على المذهب الشيعى الجعفرى، معتبرًا إيّاه مذهبًا قويمًا ومكافئًا للمذاهب السنية الأربعة المعتمدة، ومؤخّرا جاءت دعوة جديدة، لم تخرج من مصر ولا من الأزهر، ولكنها وجهت بصرها أول ما توجهت، إلى مصر والأزهر، ربما متوسّلة بوسطية الأزهر وقيمته الروحية فى نفوس مئات الملايين من المسلمين السنة على امتداد العالم.

الدعوة الجديدة جاءت من رجل الدين الشيعى البارز مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى الشيعى بالعراق، والتى توجه بها لمؤسسة الأزهر الشريف، مطالبًا بعقد حوار عقائدى بين علماء المذاهب، وقد أثارت الدعوة جدلا واسعا، ما بين أزهريين يرحبون بالخطوة كبداية لمواجهة أيّة محاولات لإثارة الفتن بين المذاهب الإسلامية، وسلفيين يرفضونها ويؤكدون فشلها قبل أن تبدأ.


 

الصدر: على الأزهر تخليص العالم من الفكر المتشدد.. وعلى السعودية حماية قبر الرسول
 

وفق بيان صادر عن القيادى الشيعى مقتدى الصدر، قال زعيم التيار الصدرى الشيعى، إن على الحكومة المصرية والأزهر حماية "مسجد الحسين"، وفتحه أمام الزائرين، بمناسبة ما أسماه بـ"الإقبال على أسبوع الولادة النبوية".

وأضاف الصدر فى بيانه، أن على الأزهر الدعوة لحوار عقائدى مفتوح بين علماء المذاهب، من أجل الوحدة الإسلامية، وتخليص العالم الإسلامى من الفكر المتشدد من كل المذاهب، على حد قوله، متابعًا: "نحن فى العراق نحمى المقدسات، سواء فى النجف أم فى كربلاء أم فى الأعظمية أم فى غيرها، وهذا وسام شرف لنا فى الدنيا والآخرة، وأطالب السعودية بحماية قبر الرسول، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون من أجل ذلك".

وطالب مقتدى الصدر، فى بيانه الصادر متضمّنا الدعوة للحوار، إيران إلى الانفتاح على العالم الإسلامى، وتقديم المصالح الدينية والعقائدية على المصالح السياسية، وترك الخلافات جانبًا.


 

داعية أزهرى: دعوة مهمة ومطلوبة.. والمأخذ الأساسى على الشيعة دخولهم الصراع لصالح إيران
 

فى هذا الإطار، قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، إن دعوة مقتدى الصدر جيدة ومطلوبة فى الوقت الحالى، والأزهر طوال تاريخه لم يأخذ موقفًا عدائيًّا أو تحريضيًّا ضد الشيعة، فقد كانت هناك مناقشات وسجالات علمية ومحاولات تقريب للمسافات وتقليل للفجوات بينه وبين الشيعة بمختلف طوائفهم.

وأضاف الداعية الأزهرى فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المأخذ الأساسى على الشيعة فى السنوات الأخيرة هو دخولهم الصراع الإيرانى العربى، واستخدامهم من قبل إيران كورقة ضغط على الشعوب والحكومات العربية، وهو ما ساهم فى تأجيج الفتن والاضطرابات مؤخّرا.

وتابع الداعية الأزهرى تصريحه بالقول: "مع اندفاع بعض المتعصبين من هنا وهناك، صار البعض يتوهم أن الصراع سنى شيعى، رغم أن الموضوع له أبعاد تاريخية وسياسية بين إيران والعرب، ولا بد من وجود أصوات عاقلة وحكيمة من الجانبين، للعمل على زيادة الوعى وتخفيف حدة هذا الاشتباك".


 

عضو مجمع البحوث الإسلامية: إنهاء الفتنة بين المذاهب يقتضى الحوار
 

وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الحوار مطلوب بين المذاهب، ودعوة مقتدى الصدر ليست جديدة، فقد تم طرحها فى السابق، ولكن الدعوة الحالية تحتاج لعدة متطلبات، أبرزها الجدية فى الحوار واحترام كل طرف لمذهب الآخر.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن إنهاء الفتنة الحالية بين المذاهب تقتضى الحوار، وهو ما يتطلب أيضًا إنهاء هجوم الشيعة على السنة، من أجل نجاح الحوار.


 

داعية سلفى: هناك اختلاف شديد بين السنة والشيعة.. والدعوة فاشلة قبل بدايتها
 

فى المقابل، أكد الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، أن دعوة مقتدى الصدر مصيرها الفشل، خاصة أنه كانت هناك محاولات فى السابق وفشلت، فى ظل خطط شيعية للتمدد فى المنطقة بدعم من دولة إيران.

واعتبر الداعية السلفى، دعوة مقتدى الصدر محاولة لتنفيذ مخطط إيران لتوسيع نفوذها فى المنطقة، عبر دعوات التقريب بين السنة والشيعة، مشيرًا إلى أن هناك اختلافًا شديدًا فى المناهج بين السنة والشيعة، بما لا يسمح بالتقارب خلال الفترة المقبلة.

وتابع الداعية السلفى تصريحه لـ"اليوم السابع" بالقول: "الشيعة يسبون صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يرفضه السنة بشكل قاطع، وهو أول أسباب فشل أى محاولات للتقارب بين المذهبين، كما أن مخطط طهران الأخير، الذى أصبح واضحًا للعيان، سيمنع أى محاولة للتقارب بين السنة والشيعة خلال الفترة المقبلة".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة