بالصور.. رب أسرة يعيش فى الشارع وأسرته لعدم قدرته على دفع الإيجار.. "محمد": أنا مريض وانطردت من شقتى وأعيش فى خيمة بالشارع وأمطار الشتاء أغرقنى وأنام أنا وزوجتى وأولادى بالعرض على سرير واحد

الخميس، 29 ديسمبر 2016 03:24 ص
بالصور.. رب أسرة يعيش فى الشارع وأسرته لعدم قدرته على دفع الإيجار.. "محمد": أنا مريض وانطردت من شقتى وأعيش فى خيمة بالشارع وأمطار الشتاء أغرقنى وأنام أنا وزوجتى وأولادى بالعرض على سرير واحد أسرة محمد فى الخيمة
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

آخر فلوس معايا صرفتها على دروس العيال، وانطردت من الشقة وخلص بنزين التروسكل، ولم أعد أملك مليما واحدا، هكذا استهل محمد على محمد 44 سنة، حديثه، باكيا مرتعدا من برد الشتاء القارص، الذى مر به خلال أسابيع مكوثه فى خيمة، فى أحد شوارع الأحياء الفقيرة، بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية.

"محمد" رب أسرة تتكون من 4 أفراد زوجته أم فارس42 سنة، وولده فارس 13 سنة، وابنته رحمة 9 سنوات، لم يجدوا ما يظلهم من برد الشتاء، وأمطاره الغزيرة، سوى خيمة بحوض البشطمير، بشارع عبد السلام عارف، بين عمارتين، يحدها من الخلف أرض فضاء بور، يستخدمها الناس كمقلب قمامة نهارا، ومرتع للخارجين عن القانون ومتعاطى المخدرات ليلا، ومن الأمام الطريق المؤدية إلى الطريق السريع بالمنصورة.

رب الأسرة، والذى كان يعملا نجارا مسلحا، وكان يسكن فى شقة إيجار جديد، بمنطقة سندوب بالمنصورة، وكان ناجحا فى التغلب على مصاعب الحياة بعمله، أصيب بارتفاع ضغط الدم، وضيق التنفس، وقرحة فى المعدة والتهاب فى الاثنى عشر، مما أدى إلى توقفه عن العمل فترة، أنفق خلالها كل ما كان يدخره، وعاد للعمل رغم مرضه، ومع المرور الوقت، بدأت يده تنفطر دما، بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما اضطر مقاول العمال لطرده من العمل، حيث لم يعد قادرا على أن يمسك بالجاكوش، أو يقوم بمهام عمله.

يقول "محمد" صاحب الشغل طردنى من العمل، وقال لى أنت لم تعد قادر على مواصلة العمل معى، ومع ذلك رجوته أن أبقى فى العمل حتى أجد عملا جديدا، وفكرت فى شراء تروسكل، لأعمل عليه، وأنفق منه على أسرتى، وبقيت فى العمل حتى اشتريت تروسكل بالقسط، واستطعت أن أحصل على مقدمة القسط من النجارة، ثم بدأت العمل عليه، لسداد الأقساط، ودفع إيجار الشقة، ومصاريف تعليم أبنائى، والإنفاق على زوجتى وبيتى، والدواء الخاص بى، وأمام ارتفاع الأسعار، وغلو ثمن الإيجار، حيث كنت أعيش بمنطقة سندوب، فى شقة حجرة وصالة وحمام ومطبخ، وصل إيجارها إلى 700 جنيه، حتى مصاريف دروس نجلى ارتفعت، ففارس أصبحت مصاريف دروسة تصل لـ 250 جنيه، ورحمة إلى 100 جنيه، بالإضافة إلى مصاريف علاجى، فأصبحت شهريا مطالب بـ 1500 جنيه، غير مصاريف الأكل والشرب والمياه والكهرباء والغاز.

ويتابع "محمد" باكيا، طردت من كل الشقق التى أجرتها، وأثاث منزلى تكسر، ومنه ما سرق ومنه ألقيته فى القمامة، لإنى لم أستطع أن أحمله معى فى بعض الشقق الضيقة، والتى كنت أضطر لاستأجارها لعدم قدرتى على دفع مبالغ أكثر، ولم أصمد أمام إيجار تلك الشقق الصغيرة أيضا، فطردت من الشقة، ووضعت ما تبقى لى من أثات على التروسكل، وجلست على الرصيف أنا وزوجى ونجلى فارس ونجلتى رحمة، لا أعرف أين أذهب بهم، ونظراتهم كلها أسئلة على مصيرهم، وشفقة على ضعف حيلتى وقلة ذات يدى التى لا تخفى عليهم، وأنا الذى أفنى صحته فى نجارة المعمار، أبنى البيوت ولا أجد لى بيتا.

تأخذه رعشة ويرتفع ضغط دمه، ويحمر وجهه ويتوقف عن الكلام لمحرر "اليوم السابع"، ثم يتناول شربة من ماء، ويقول "أخذت أتجول بهم فى الشوارع بالتروسلك، فمررت بآخر شارع عبد السلام عارف، بجوار حوض البشطمير، ووجدت عمارتين بينهما مساحة فارغة، مبلطة، وخلفها أرض فضاء، فلم أجد أمامى سوى أن أنزل فيها، واستخدمت "ملل السرير" كأعمدة لخيمة قمت ببنائها، وعرشتها أخشاب ملقاة فى الشارع، ووضعت على شقفها الرمل، وجمعت الأجولة الملقاة فى القمامة، وقمت بحياكتها، كجدران للخيمة، ولم يكن معى من أثاثى سوى تليفزيون أبيض وأسود، وثلاجة 12 قدم، وغسالة عادية قديمة، وسرير ومرتبة، وبعض ملابسى وملابس أطفالى البالية، وبطانية ولحاف، فبنيت خيمة فى هذا المكان، وكنت سعيد الحظ لقربى من أحد المساجد، حيث يسمح لى أنا وأبنائى وزوجتى لدخول دورة المياه فى أوقات الصلاة وأوقات فتح المسجد، وبذلك أصبحت أسكن الشارع.

يضيف "محمد" ذهبت لمحافظ الدقهلية، فاستقبلنى استقبال جيد، وأمر إحدى الموظفات لا أعرف عملها ولا اسمها تحديدا برعايتى، فذهبت بى إلى مكتبها وقالت لايوجد غير سكن الشباب تدفع 5 آلاف جنيه، وتنتظر القرعة، وعند الاستلام تدفع 17 ألف جنيه، فقلت لها وقتما كنت قادر عن العمل اقترضت واتدخرت حتى أجمع 5 آلاف جنية لتقديم على شقة فى القرعة، ولم أحصل عليها ولا مرة، ولم أعد أمتلك أى أموال أنا حاليا أملك 4 جنيهات من أصل 5 جنيهات اقترضتها من صاحب محل كاوتشوك مجاور لخيمتى لكى آتى للمحافظة وأقابل المحافظ، فقالت لا أجد لك حلا سوى هذا الحل.

ويناشد محمد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يجد له شقة، لا يريدها أكبر من غرفة وصالة كما يقول: "أنا لا أحلم بأكثر من حجرة وصالة، أنا وزوجتى وأولادى بنام على سرير مساحتة 120 سم، بالعرض، ورجلنا نازلة من السرير على الأرض، ولا يغمض لى جفن خوفا على أولادى وزوجتى، من أن يقتحم علينا أحد الخيمة ويتعدى على زوجتى أو أولادى، وأنا ضعيف بسبب مرضى، وأخشى أن يتساقط علينا المطر كالأيام السابقة، أغرقنى أنا وأبنائى وزوجتى، وبتنا ليلتنا نرتعد من البلل والبرد والهواء والخوف والبكاء، حتى لم أعد أملك مالا أشترى بنزين من أجل أن استطيع أن أذهب للعمل بالتروسكل، ولو تحركت بالتروسكل فرخصتى على وشك الانتهاء، وإن تم سحبه من قبل المرور لن أستطيع استعادته، وهو كل ما أملك، وحتى وإن تخطيت كل ذلك، كيف أستطيع أن أعمل وأنا غير مطمأن على زوجتى وأولادى الذين يجلسون فى الشارع، عرضة للبلطجية وللمدمنين ولكل الناس.

للتواصل مع الحالة 01062253746

 1 مدخل الخيمة
مدخل الخيمة

 
2 باب الخيمة
باب الخيمة

 

3 مقر إقامتهم
مقر إقامتهم

 

4 محمد يؤمنا السقف بالطوب والأكياس خوفا من مياه الأمطار
محمد يؤمن السقف بالطوب والأكياس خوفا من مياه الأمطار

 

5 رب الأسرة أمام الخيمة
رب الأسرة أمام الخيمة

 

6 مقلب القمامة خلف الخيمة
مقلب القمامة خلف الخيمة

 

7 الزوجة ومقتنيات الأسرة
الزوجة ومقتنيات الأسرة

 

8 السرير عرضه 120 سم ينام عليه 4 أفراد
السرير عرضه 120 سم ينام عليه 4 أفراد

 

9 أسرة محمد في الخيمة
أسرة محمد في الخيمة








الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة