بالصور.. فنان مصرى يشكل لوحاته من الطوب وأغطية الحلل وفوط السيارات

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016 09:24 ص

طارق أبو جرين

كتب ياسر أبو جامع

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"حلمت بأنى أمسك بعصفورٍ وأطير معه، وعندما كبرت حرصت ألا يمسك بى أحد ويقتنص حريتى"، بتلك الجملة البسيط والمدهشة يُعرف أحد أبناء الجنوب نفسه، الجنوب الذى يؤكد كل يوم أنه بوابة الإبداع المفتوحة على مصراعيها، وأنه قادر على أن يدهشنا بأبنائه أمثال الفنان التشكيلى عماد أبو جرين، الذى يسعى بفنه لتغيير العالم وتطوير المجتمع المحيط به، مستخدماً أشياءً تبدو للبعض مستهلكة أو لا قيمة لها ولا يخرج منها إبداعاً مطلقاً، مثل "الحلل وأغطيتها، أطباق الطعام، طوب البناء المستهلك، الفوطة التى تستخدم لمسح زجاج السيارات، وغيرها.

عشق عماد أبو جرين المكان والتاريخ، مما ساعده على تكوين ثنائية الإلهام الخاصة به، حتى أصبح الفن بالنسبة له - كما يقول - "أسلوب متكامل للحياة قبل أن يكون دراسة أكاديمية"، وهنا لا يقتصر معنى الفن لدى "أبو جرين" على أعماله المتنوعة التى يقدمها، لكنه يقصد "الفن" بكل أركانه، فالموسيقى هى إيقاع الحياة، الذى تتهادى عليه الخطوات، والسينما هى المرآة التى نقف أمامها لمحاولة تجميل الواقع، أما عن أعماله فهى وسيلته للتواصل مع الغير.

يمتلك "أبو جرين" موهبة فنية واسعة وتقنيات متعددة ليعبر عن نفسه بأسلوب متجدد فى كل مرحلة فنية يمر بها، ففى تجربته "طقوس وإشارات" قدم مجموعة من اللوحات التصويرية الطقسية التى لا تخلو من الرموز والموتيفات التشكيلية المبتكرة، حاول من خلالها طرح ثنائية "المخبر والمظهر" داخل الإنسان كمحور للكون وسر للحياة والذى اعتمد عليه كوسيط تعبيرى فى معظم الأعمال مستحضرا كائناته الخاصة.

فنجد بين لوحات تلك التجربة، طقوساً خاصة للميلاد، والفرح، والغربة، والهروب، والتسلل، والحياة اليومية والعيش، إشارات لعادات وتقاليد نشأ "أبو جرين" عليها وباتت جزء منه، يمارس بعضها والبعض الآخر يرفضه ويقاوم استمراره.

يقول أبو جرين: "أقدم رؤية أحاول أن أعبر فيها عما بداخلى.. أن أطرح بعض همومى وهموم جيلى الذى يعتنق ثقافة اللعب بالخطوط والألوان فى بساطة وتلقائية.. حاولت وأحاول أن أقترب من الناس فى الشوارع والأزقة وفى كل مكان.. كنت أوزع عليهم لوحاتى وخاصة للأطفال، وأنشر أعمالى على الفضاء الافتراضى على أكبر نطاق، فأنا أريد أن يصل طيرانى للجميع..".

شارك أبو جرين فى عدة تجارب تفاعلية، حيث قدم "اسكتشاته" لجمهور مدينة أسيوط - مسقط رأسه - فى محاولة لقياس تفاعل المارة مع الفن فى أماكن متعددة كـ"المقاهى، الأنفاق، كبارى المشاة، موقف الميكروباص، وفى القرى"، كما ساهم فى تنسيق وإعداد الكثير من ورش العمل مع الأطفال، حيث كان يهدى لوحاته- التى تقدر بالآلاف- للناس مجاناً، فهو ينظر إلى المال نظرة مغايرة وبعيدة عن نظرة المجتمع، حيث يقول: "الفلوس دى ورق ملون.. أنا ممكن أحتاجها علشان أرسم عليها"، ويوضح فكرته فى إهداء أعماله للناس قائلاً: "أهديت معظم إنتاجى من لوحات ورسوم على مدار سنوات إلى الأطفال وربات البيوت وشباب صغير وشيوخ..فى محاولة لأن أهدى إليهم شيئا جديدا وأن أجعلهم يستعيدون دهشتهم بالحياة".

جدير بالذكر، أن الفنان عماد أبو جرين من مواليد صعيد مصر، فى محافظة أسيوط، بدأ رحلته الفنية مع التحاقه بكلية التربية النوعية - قسم التربية الفنية - عام 1996، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية تم تعيينه كمدرس للتربية الفنية فى إحدى المدارس إلا أنه قرر أن يتفرغ للفن عام 2003.

لم تقتصر موهبة أبو جرين على الفن التشكيلى فحسب، حيث وضع الفنان العديد من الرؤى التشكيلية لمجموعة من العروض المسرحية، مثل: "طقوس الإشارات والتحولات، كاليجولا، وغيرهما.."، وهو أيضاً عضو مؤسس لكل من "جماعة بدايات للفنون بأسيوط عام 2009، ومرسم بدايات بأسيوط عام 2010، ومركز إبداع المليون فنان بأسيوط عام 2012".

وقد تجلت موهبته من خلال مشاركاته فى العديد من المعارض الفردية والجماعية على مدى سنوات منها:

- معرض "ولاد تسعة"، تصوير زيتى بمكتبة الطفل بأسيوط الجديدة، ديسمبر 2009.

- معرض "نوم عميق"، تصوير زيتى وتجهيز فى الفراغ بمكتبة الطفل بأسيوط الجديدة، يونيو 2010.

- معرض "فى بيوت البسطاء"، تصوير زيتى وتجهيز فى الفراغ بمركز أحمد بهاء الدين الثقافى بقرية الدوير بأسيوط، ديسمبر 2010.

- معرض "فوطة صفرا"، وسائط متعددة داخل موقف الميكروباص بأسيوط، فبراير 2011، وتكرر المعرض فى سبتمبر 2011.

- معرض "تفتيش ذاتى"، تصوير زيتى وتجهيز فى الفراغ، مع أهالى قرية الواسطى بأسيوط.

- معرض "مسامير"، تجهيز فى الفراغ وأعمال مركبة، بكليات جامعة أسيوط 2011 و2012.

- معرض "ساعة تروح وساعة تيجى"، تجهيز فى الفراغ وأعمال مركبة، بنفق الزهراء للمشاة عام 2012.

- معرض "شفاف"، رسم مباشر أمام الجمهور، ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية فى دورته الأولى عام 2012.

- تجربة تفاعلية "واحد من خمسة"، جولات أسبوعية تفاعلية مع المارة باستخدام وسائط فنية مختلفة.

- معرض "شفاف ملون"، أعمال مركبة أداء جسدى، ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية فى دورته الثالثة عام 2014.