رصد "اليوم السابع" العديد من القضايا العالمية التى اهتمت بها الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، وكان فى مقدمتها العلاقات الاقتصادية التى تربط الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بالصين رغم تصريحاته المستمرة حول بكين بأنها دولة عدوة للولايات المتحدة ، ومن ضمن القضايا التى تم تسليط الضوء عليها خروج بريطانيا الكامل من الاتحاد الأوروبى الذى سيوفر 24 مليار استرلينى سنويا، وكذلك إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى وقف المساعدات الاقتصادية لأنجولا ردا على تصويتها بمجلس الأمن الدولى ضد المستوطنات.
العلاقات بين الصين والولايات المتحدة فى إدارة ترامب
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعتبر الصين عدوا للولايات المتحدة، ودولة منبوذة دوليا، طريقتها الكذب والغش والسرقة، إلا أن سلسلة الفنادق التى يملكها ظلت تحاول لثمان سنوات على الأقل أن تقوم بأعمال تجارية فيها.
وعلى الرغم من أن المفاوضات لم تؤت بثمار، إلا أن فنادق ترامب قدمت تنبؤات واثقة هذا العام بشأن فتح حوالى 20 أو 30 فندق فخم فى الصين. وهذا الطموح قد يعنى دخول الشرطة فى مفاوضات مبشرة مع حزب شيوعى تعامل معه الرئيس المنتخب بانعدام ثقة تام.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مطلعين بالحزب الشيوعى الصينى يقولون إن الرئيس شى جين بينج يريد أن يظل فى منصبه بعد انتهاء فترته الثانية، التى لم تبدأ بعد، ليمثل بذلك كسرا لنمط انتقال الحكم الذى تم تأسيسه عقب موت ماو تسى تونج.
وأوضحت الصحيفة أنه مع اقتراب ولاية تشى الأولى التى تبلغ خمس سنوات من نهايتها، يقول الكثير من المطلعين بالحزب الشيوعى إنها يحاول أن يعرقل الترويج لخلفه المحتمل العام المقبل، بما يشير إلى أنه ينوى البقاء فى منصبه عقب انتهاء فترته الثانية فى عام 2022، حيث سيبلغ من العمر حينئذ 69 عاما.
وفيما يتعلق بإيران، قال موقع "دايلى بيست" إنها تشن حملة قمعية انتقائية ضد بعض المسيحيين، على الرغم من أنها تتسامح مع البعض الآخر، وأشار إلى أن التحول من الإسلام إلى المسيحيية يمكن أن يكلف المرء حياته فى الدولة الشيعية.
وأشار الموقع فى تقرير كتبه الكاتب البارز كريستوفر ديكى إلى أن كثير من الذين يبشرون بالمسيحية فى إيران يعيشون فى خوف، ويدركون بشكل مؤلم أن أى شخص يعمل من أجل إدخال أشخاص جدد إلى المسيحية وهؤلاء المسلمين الذين يتبنون رسالتها فى الخلاص، ربما يجدون أنفسهم متهمين من قبل الجمهورية الإسلامية بجرائم العلمانية والدينية الغامضة التى يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام.
ويقول الكاتب إن هذا الاضطهاد الدينى ليس قاصرا على إيران ولا على المسيحيين فقط. وهناك 159 ألف مسيحى فى إيران أغلبهم من الأرمن الذين يعيشون فى سلام نسبى مع النظام، وقد ولدوا كمسيحيين وتحظى حقوقهم بالاحترام داخل حدود، ويوجد أكثر من 100 كنيسة، ويسمح لهم ليس فقط بتناول الكحوليات ولكن بإنتاج الكحول على حد ما.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يوفر 24 مليار استرلينى
وفى الصحف البريطانية ، قال مؤيدون لخروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركى إن اقتصاد البلاد سيوفر 24 مليار استرلينى سنويا بانسحابها.
وقالت مجموعة "تغيير بريطانيا" إن الخروج الشامل من الاتحاد الأوروبى سيوفر أكثر من 10 مليار استرلينى من التزامات مادية تجاه ميزانية التكتل وأكثر من مليار آخر تنفق بسبب قواعد وقوانين خاصة بالاتحاد.
وقال النائب المحافظ تشارلى الفيك: "إن مغادرة الاتحاد الأوروبى بشكل كامل يعنى إننا لن نضطر لدفع المليارات للبيروقراطية المتضخمة فى بروكسل، ويعنى إننا سنتمكن من استعادة السيطرة على حدودنا ووضع حد للهجرة الغير منضبطة من الاتحاد الأوروبى... ولسوف نستطيع إنفاق المال على الأشياء التى تهم الشعب البريطانى، فيمكننا بناء بريطانيا حديثة وتضع فئات الكادحين أولا وتسهيل العمليات التجارية حول العالم والنجاح على الشركات البريطانية".
ووصفت المجموعة تقديراتها بأنها "غاية فى الاعتدال"، مضيفة أن إلغاء عضوية بريطانيا من السوق الأوروبية والاتحاد الجمركى قد يدعم الاقتصاد بأكثر من 38 مليار استرلينى سنويا.
وتابعت أن الخروج من المؤسسة الأوروبية سيسمح لبريطانيا بعقد صفقات تجارية جديدة بقيمة 12.3 مليار استرلينى، على حد قولها.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التقديرات لم تضع فى حسبانها خسارة الصادرات البريطانية لأوروبا إذا خرجت لندن من السوق الأوروبية وفرضت عليها الجمارك، حيث أن الاتحاد الأوروبى استورد خدمات وبضائع بقيمة 220 مليار استرلينى من المملكة المتحدة عام 2015، بينما استوردت منه بما يساوى 290 مليار استرلينى.
أما مجموعة "تغيير بريطانيا"، فأكدت أن أفضل الصفقات التجارية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى ستكون مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا بزيادة للناتج المحلى الإجمالى من 4 مليار استرلينى سنويا، تليها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وكندا ودول أمريكا الجنوبية والهند والصين.
وفى إسرائيل، قالت صحيفة "الإندبندنت" إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قرر عدم مقابلة نظيرته البريطانية تريزا ماى على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى الشهر القادم بسبب تصويت بلادها لصالح قرار مجلس الأمن بوقف الاستيطان.
وكان من المنتظر عقد المقابلة فى دافوس بسويسرا على هامش المنتدى بين 17 و20 يناير، ولكن نقلت الصحيفة البريطانية عن الإعلام الإسرائيلى إن نتنياهو أعلن فى اجتماع مع حكومته الأحد الماضى "عدم رغبته" فى مقابلة تريزا ماى.
واستدعت إسرائيل نائب السفير البريطانى فى تل أبيب، إذ يقضى الأول عطلة عيد الميلاد فى بلاده، وتم "توبيخه رسميا" بسبب موقف لندن فى مجلس الأمن.
وقال مكتب نتنياهو إنه لم يكن هناك اتفاق رسمى على عقد المقابلة، فلا يعد كلام نتنياهو إلغاءا للمقابلة، بينما قال نائب السفير تونى كاى لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" إنه كانت هناك خطط لعقد محادثات بين الجانبين ولم يبلغ الإسرائيليون لندن بإلغائها بشكل رسمى.
وأضاف كاى: "إن دافوس تعد فرصة لحضور الكثير من زعماء العالم، ورئيسة الوزراء ستعقد محادثات مع العديد من زعماء العالم، بما فيهم، لنأمل فى هذا، رئيس الوزراء نتنياهو... نحن نظل على أمل ومتفائلين بأن هذه المحادثات ستُعقد على مستوى رئيسى الوزراء فى دافوس أو غيرها".
واستدعت إسرائيل العديد من سفراء العالم بسبب القرار الذى أعلنت أنها لن تنفذه، كما أصدرت توبيخات شديدة وعلنية لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى تجاهلها نتياهو وطلب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب التدخل لوقف القرار.
ويعيش أكثر من نصف مليون مستوطن فى الأراضى المحتلة فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، واحتفل نتنياهو بعيد الحانوكا عند حائط البراق، المعروف فى الغرب بالحائط الغربى، والذى يقع فى القدس الشرقية.
وفى الصحف الإسرائيلية، أعلنت إسرائيل عن وقف كافة المساعدات التى تقدمها لانجولا بسبب قيامها بالتصويت لصالح مشروع القرار الخاص بالاستيطان فى مجلس الأمن الدولى الجمعة الماضية .
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن السفير الإسرائيلى لدى لواندا اورن روزن بليت أنه ابلغ المسئولين الانجوليين بهذا القرار.
يذكر أن تل أبيب تقدم مساعدات اقتصادية فى مجال الزراعة والصناعة لأنجولا وبناء السدود تقدر بـ50 مليون دولار .