تحذير.. الأدوية المغشوشة كارثة تهدد حياة المواطنين.. رئيس قسم العقاقير بجامعة مصر الدولية: تسبب التسمم وبها مواد محرمة دوليا.. خبراء: مستحضرات التجميل الفاسدة تسبب السرطان وفقدان البصر

جاء ذلك بعد توالى ظهور التقارير الجديدة حول أزمة العقاقير المغشوشة وأدوات التجميل، وضبط مباحث التموين كميات كبيرة من الأدوية المخدرة والمؤثرة على الصحة النفسية وأدوية تابعة للتأمين الصحى والممنوع تداولها بالأسواق.

وأضاف: "هناك 3 أنواع من الأدوية المغشوشة، وهى..

1. الأدوية منتهية الصلاحية

يكون تأثير المادة الفعالة فى هذه الأدوية غير مؤثر، فلا يقوم بدوره فى العلاج من المرض، وهى لا تسبب التسمم ولكن لا تعالج المريض، وهو ما يجعل المرض يتضاعف على الفرد، والمشكلة تكون أشد عندما يرتبط العلاج بمرض مزمن مثل أمراض القلب والضغط والسكر وغيرها.

2. ألبان الأطفال

بعد انتهاء صلاحية منتجات الألبان المخصصة للرضع تتكون فيها ميكروبات وفطريات تسبب التسمم حال تناولها، وهو ما يؤدى إلى موت بعضهم فى حالة عدم السيطرة على الحالة.

3. أدوية بها مواد محرمة دوليا

وهو ما حذرت منه "FDA" منظمة الغذاء والدواء الأمريكية هذه الأيام، حيث ظهرت بعض التقارير التى تفيد باستخدام بعض شركات الأدوية غير المعروفة لمواد محرمة دوليا من أمثال مادة "سبيوترامين"، فتقوم هذه الشركات بكتابة اسم مادة فعالة مسموح بتداولها فى النشرة الداخلية للدواء، ولكن فى الحقيقة تضع هذه المواد المحرمة فى المكونات بدلا منها، ومن أشهر الأدوية التى يحدث فيها ذلك هى أدوية الدايت والمقويات الجنسية والتى تنتجها شركات مجهولة المصدر، وتستخدم فى إعلاناتها دائما عبارات جذابة، من أمثال "علاج سحر، يعالج كل الأمراض، 100% أعشاب طبيعية" وغيرها من العبارات غير المنطقية مع الأمراض.

وفى نفس السياق، حذر عدد كبير من الأطباء من استخدام منتجات التجميل رخيصة الثمن غير معلومة المصدر، نظرا لخطرها على صحة الإنسان، وأكدوا أن الأفضل فى حال ارتفاع سعر أدوات التجميل أن تقلل السيدات من استخدامه إلا فى المناسبات فقط وجاء عدد من ردود الأطباء كالتالى:

حذر منه الدكتور "هانى الناظر" أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس مركز البحوث سابقا، فى تصريحات خاصة قائلا: "جميع مستحضرات التجميل تتكون من مواد كيماوية تسبب حساسية موضوعية للجلد، وتصل إلى التهاب شديد فى الجلد وإحمرار وحرقان كما أن بعض المواد الأخرى قد تصيب الجلد بأمراض مزمنة مثل السرطان وغيرها.

وأضاف الناظر: "استخدام الكريمات على الوجه تؤدى إلى تفاعلها مع أشعة الشمس وظهور بقع سوداء يصعب معالجتها، والمغشوش منها يصيب الوجه بأمراض جلدية كبيرة، علاجها يستمر لفترة لا تقل عن 3 أشهر، إضافة إلى أدوات المكياج مثل أحمر الشفاه وبودرة الوجه وغيرها، لابد أن تتجنب السيدات استخدامها إلا فى المناسبات فقط خاصة من صغار السن.

كذلك حذر الدكتور هانى الناظر أستاذ الأمراض الجلدية رئيس مركز البحوث السابق، من استخدام السيدات فى مصر لمستحضرات الكراتين لفرد الشعر، قائلا إنها منتجات فى منتهى الخطورة لما تحتويه على مادة الفورمالين المؤدية إلى أمراض السرطان.

وأكد الدكتور هانى الناظر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أى نوعية من كريمات فرد الشعر لابد وأن تحتوى على الفورمالين، محذرا من استخدام أى أنواع من الكريمات لفرد الشعر تحت أى مسمى سواء الكراتين أو غيرها، وأوضح أن علاج الشعر الخشن "الأكرت" من الممكن أن تقوم السيدات باستخدام الزيوت الطبيعية لمعالجته، مثل زيت الزيتون وزيت اللوز الحلو خلال تعاملاتها اليومية، كما أنها من الممكن استخدام السشوار والمكواة فى المناسبات لفرد الشعر فقط .

وأشار الدكتور "أحمد بدوى" أستاذ الأمراض الجلدية، إلى أن السيدات اللائى يستخدمن صبغات الشعر المغشوشة عرضة للإصابة بسرطان الجلد، خاصة أنها تحتوى على الفورمالين، وهى مادة تستخدم فى التحنيط، كما أن كريمات الشعر تستخدم نفس المادة فى صناعتها والمنتشرة على الأرصف، مشددا على ضرورة تعزيز الدور الرقابى، ومنع بيع هذه المنتجات فى محال لعب الأطفال ومع الباعة الجائلين.

وحذر أطباء العيون من وضع كحل العين والصبغات على الشعر التى لا تخضع للرقابة فى تصنيعها، إذ أكد الدكتور "خالد حمدى" أستاذ مساعد بمعهد بحوث أمراض العيون، أن استخدام أدوات تجميل مغشوشة لا يكون لها مصدر للصنع ورخيصة السعر، تصيب العين بأمراض عديدة تبدأ من التهابات العين، وتنتهى بقرحة العين التى تؤدى إلى فقدان البصر.

جاءت هذه التحذيرات بعد التصريحات التى أطلقتها شعبة الكوافير بغرفة القاهرة التجارية برئاسة "محمود الدجوى" حول حجم مستحضرات التجميل المغشوشة المهربة فى مصر وتتجاوز الـ 20 مليار جنيه على مستوى المحافظات، دون وجود دور رقابى لوقف مثل هذه الأنواع مما أثار ذعر الأطباء فى تأثيرها على الصحة العامة للسيدات .

وأكد محمود الدجوى، رئيس شعبة الكوافير وصالونات الحلاقة بغرفة القاهرة التجارية فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن جميع منتجات التجميل المغشوشة تدخل مهربة وتنتشر فى الأسواق وتتنوع ما بين أحمر الشفاه، والخدود، وكحل العين، وكريمات فرد الشعر، وكريمات للجسم، موضحا أن جميعها مصنوعة فى مصانع بير السلم، وغير صالحة للاستخدام الآدمى، ويستخدم المهربون منتجات مثل بودرة السيراميك والفورمالين وغيرها التى تسبب أمراض مزمنة مثل السرطان.

وجاءت هذه التحذيرات متابعة لما نشره الموقع البريطانى" Daily mail " فى تحقيق لها عن قضية بيع منتجات ومستحضرات تجميل مزيفة .

فقد تم العثور على منتجات تحمل علامة مزورة لشركات كبيرة مثل MAC التى تحمل كميات كبيرة من الرصاص والزئبق والسيانيد والزرنيخ والنحاس والكادميوم، وهذه المعادن تسبب حساسية الجلد واضطرابات عصبية، والمستويات المفرطة من الرصاص يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم ومشاكل فى الخصوبة والذاكرة والتركيز وزيادة خطر وقوع ضرر على الجنين أثناء الحمل، كما أن هذه الشركة الوهمية انتجت واقى للشمس لا يقدم حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

وقال المشرف على هذه القضية، "إن مثل هذه الشركات تسعى لخداع المواطنين لتربح الأموال بطرق غير شرعية، مما يعرض صحة الناس والمنازل للخطر.

ورصد التقرير الذى أعدته الشرطة البريطانية أن هناك عصابات إجرامية تستخدم معامل غير مطابقة لمواصفات الصحة وغير حاصلة على تراخيص للعمل، لتجهيز هذه المستحضرات، كما قال التقرير إن هذه المنتجات تم بيعها على مواقع تجارية إلكترونية كبيرة مثل e-bay وamazon.

وأوضح التقرير أن الأشخاص الذين استخدموا هذه المنتجات عانوا من حساسية شديدة ومشاكل صحية على المدى الطويل التى امتدت إلى 18 شهرا بعد استخدامهم لها.

وروت البريطانية "كاتى براون" قصتها بعد دقائق من استخدامها أحد هذه المنتجات المغشوشة، قائلة: "تورمت عينى وجفونى وأصبحت رؤيتى ضبابية".

وأضافت: "اشتريت هذه المنتجات لأننى ظنت أن هناك عروضا وتخفيضات من الشركة، نظراً لتدنى أسعارها مقارنة بأسعار شركة MAC بشكل عام.

وأشار التقرير إلى أن هذه المستحضرات شديدة الخطورة على السيدات الحوامل، فهى تسبب السرطان والأمراض الجلدية والتناسلية، وصادرت الشرطة منتجات بقيمة 3 ملايين ونصف مليون جمعت خلال 18 شهرا.

ورصد التقرير أقوال المتضررين أنهم لجئوا إلى هذه المنتجات، لأنهم وجدوها متوفرة فنادرا ما يجدوا منتجات هذه الشركة بهذه الوفرة كما وجدوا أسعارها زهيدة.