"ماما أنا عايزة أروح الحضانة، وأكتب زى چانا هاتى ياماما الكتاب، أنتى لابسة أيه يا ماما، أنتى لابسة أيه ياطنط".. بتلك الكلمات استقبلتنا الطفلة "مايا" 3 سنوات و10 أشهر، مصابة بفقدان الإبصار تماما، بسبب الإهمال الطبى، فيما كان شقيقها "يوسف" المصاب مثلها، يجلس فى غرفته لا يرغب فى الخروج منها بعد تعرضه لحالة سيئة أفقدته القدرة على الكلام منذ سنة ونصف، حيث كان يتحدث جيدا.
وتقول غادة محمد إبراهيم، 30 سنة حاصلة على بكالوريوس تربية قسم لغة إنجليزية، مقيمة بمدينة الزقازيق، متزوجة من شخص يعمل محاسبا، ورزقها الله منه بطلفتيهما الكبرى "چانا" 6 سنوات، و3 أطفال تواءم، أصيب 2 منهما بفقدان الإبصار نهائيا.
وتروى "غادة" أنها دخلت مستشفى خاص بمدينة الزقازيق فى فبراير سنة 2013، وكانت فى حالة وضع ووضعت قيصريا 3 أطفال تواءم، "ملك" و"مايا" و"يوسف"، وكانوا طبيعيين، وبعد 16 يوما من تواجدهما بحضانة المستشفى أصيب الطفلان "مايا ويوسف" بالعمى، وبدأت رحلة كبيرة فى الذهاب لعيادات العيون، وتوقيع الكشف عليهما فى أكبر المستشفيات على أمل أن أجد من يعطنى بصيص أمل فى إبصارهما لكن جميع الأطباء أكدوا أن الطفلين لأن يرى مدى الحياة، وأنهما مصابين بمرض اعتلال الشبكية أفقدهما حاسة البصر تماما، فضلا عن إصابة "يوسف" بحالة نفسية سيئة أفقدته القدرة على الكلام منذ سنة.
وأضافت والدة الطفلين أنها أجرت العديد من الفحوصات الطبية على أعين الطفلين، فتبين أنهما تعرضا لزيادة فى نسبة الأوكسجين بالحضانة، فاتبعت الطرق القانونية، ولم ألجأ إلى المستشفى مرة ثانية، وحررت محضر بقسم الشرطة، وطوال تداول القضية فى محاكم القضاء لم أتحدث عن ما حدث للطفلين احترما لكلمة القضاء التى أصدرت حكمها بتغريم المستشفى.
والد الطفلين ترك عمله بالسعودية بعد إصابتهما بالعمى كى يرعاهما
ويقول "يحيى محمد فتحى" محاسب والد الطفلين، إنه كان يعمل بدولة السعودية، وبعد 4 أشهر من ولادة زوجته وعلمه بما حدث للطفلين، ترك عمله بالسعودية، ولم يذهب مرة ثانية، وبحث عن فرصة عمل بالعاشر من رمضان، مما أدى إلى تضرر وضعه المادى، لكنه فضل أن يستقر بجانب زوجته والطفلين لأنهما بحاجة إليه.
المحكمة تقرر تغريم المستشفى 10 ملايين جنيه تعويض لأسرة الطفلين لما لحق بهما من ضرر
وكانت محكمة الزقازيق الابتدائية، قد قضت برئاسة عبد الرءوف صبيح، رئيس المحكمة وعضوية المستشارين هشام منصور وعماد درويش وأمانة سر عماد عبد المطلب، بتغريم المستشفى الخاص 10 ملايين جنيه تعويضا عن الأضرار المادية والأدبية التى لحقت بـ"يحيى محمد" والد الطفل "يوسف" وشقيقته "مايا" بإصاباتهما بعاهة مستديمة "فقد الأبصار تماما".
تعود أحداث القضية لسنة 2103 عندما تقدم "يحيى محمد فتحى" محاسب ومقيم بالزقازيق، بمحضر ضد مستشفى خاص بمدينة الزقازيق، يتهمها بالتسبب فى حدوث عاهة مستديمة لطفليه التوأم "مايا" و"يوسف" وفقدهما الإبصار نهائيا.
وتبين من تقرير الطب الشرعى أن الطفلين "مايا" و"يوسف" أصيبا باعتلال بالشبكية أفقدهم القدرة تماما على الإبصار، بسبب زيادة نسبة الأوكسجين بالحضانة.
محامى المستشفى يطعن على الحكم أمام محكمة النقض بالقاهرة
وبالمقابل أكد "علاء البرنس"، المحامى بالنقض والمستشار القانونى لمستشفى التيسير، أن مقدمة القضية، دخلت المستشفى فى فبراير سنة 2013 ووضعت 3 أطفال تواءم، وولدت قبل موعدها الطبيعى، ومن أثار الولادة المبكرة، أن يمرض أحد الأجنة بما يسمى "اعتلال الشبكية"، والأطفال الثلاثة دخلوا الحضانات، وطلعوا من الحضانات كويسين، وبعد سنة فوجئنا بتقديم والدة الطفلين، محضر بالشرطة، تقول فيه إن الأطفال أصيبوا بالعماء نتيجة نسبة زيادة نسبة الأوكسجين.
وتابع "البرنس" أنه تم الطعن على الحكم أمام محكمة النقض، ومحدد له جلسة بتاريخ 14- من مارس القادم، للطعن عليه، وأن النزاع مازال متداول بالقضاء، وأنه من حق أسرة الطفلين اللجوء للقضاء ومن حق المستشفى الدفاع عن نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة