مع تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسى، على القانون رقم 92 لسنة 2016، بإصدار قانون التنظيم المؤسسى للصحافة والإعلام، بعد إقراره من مجلس النواب، يبقى هناك قرار آخر لإنهاء مهمة المجلس الأعلى للصحافة، حيث ينتظر أعضاء المجلس تشكيل الهيئة الوطنية للصحافة التى سيتم تشكيلها ضمن المجالس الخاصة التى نص عليها القانون خلال شهر، لتسليم المهام لها.
وسارع أعضاء المجلس الأعلى للصحافة بتقديم كشف حساب مختصر عن أبرز الإنجازات التى قام بها المجلس خلال فترته، حيث رأى البعض أن المجلس حافظ على المؤسسات الصحفية القومية وأنه وسع من نطاق التراخيص، فى حين رأى البعض الآخر أن المجلس تولى مهمته فى ظروف شديدة الصعوبة، فى وقت كانت فيه الصحف معرضة للتوقف والإغلاق وأن مجرد الإبقاء على المؤسسات الصحفية فى فترة المعاناة والترهل الإدارى والأزمات الاقتصادية فى حد ذاته إنجاز.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة: "وسعنا من نطاق التراخيص التى كانت تمنح للصحف وبذلنا جهودًا كثيرة ومفاوضات كثيرة مع الحكومة وكله فى سبيل الله والمهنة".
وأضاف صلاح عيسى لـ"اليوم السابع"، أن مهمة المجلس الأعلى للصحافة انتهت وأنه كان يقوم بتيسير أعمال، وبسؤاله عن إنجازات المجلس خلال فترة تعيينه أوضح عيسى قائلاً: "يكفينا فقط أننا أنجزنا القانون الموحد للصحافة والإعلام وشاركنا مع نقابة الصحفيين فى النصوص التى وردت فى الدستور بشأن حرية الصحافة والإعلام والتى ترددت الحكومة فى تنفيذها وتسعى لتجزئتها وأوضاع المؤسسات القومية لا يوجد مجلس سابق ساند الصحافة القومية مثلما ساند مجلسنا ولولا الجهود التى بذلها لأغلقت معظم الصحف القومية وشرد أعضاؤها".
وطالب يحيى قلاش نقيب الصحفيين، وعضو المجلس الأعلى للصحافة، المجلس بتقديم بيان ختامى للرأى العام الصحفى والإعلامى بما أنجزه خلال فترة تعيينه، مضيفًا أن جزءًا كبيرًا من الذى أدى إلى خلق صورة ذهنية سلبية عن المجلس جاءت نتيجة عدم سعى المجلس لإبراز الجهود الذى قام بها.
وأوضح قلاش لـ"اليوم السابع"، أن المجلس الأعلى للصحافة تعرض لحملات منظمة وممنهجة من تيارات كثيرة ولأسباب مختلفة لها طابع سياسى وشخصى وأنه ترفع فى عدم الرد عليها، متابعًا: "بحكم تكوينه وطبيعة أدائه وعدم رده أدى إلى أن يكون فى مرمى النيران خاصة الفترة الأخيرة من وجوده".
ولفت قلاش إلى أن الظروف أدت إلى أن يستمر المجلس الأعلى للصحافة 3 أضعاف المدة وأنه حمل ما لا طاقة له، مشيرًا إلى أنه بذل جهودًا لإنقاذ المؤسسات الصحفية القومية من الأزمات الطاحنة التى كان من الممكن أن تؤدى بها إلى الهلاك.
ونوه نقيب الصحفيين، بأن المجلس الأعلى للصحافة أصر على بيان أهمية وجود المؤسسات الصحفية القومية ودورها فى التحديات التى تواجهها مصر وفتح حوارات فى أهمية الحفاظ على هذه المؤسسات، مشددًا على أن المجلس نجح فى أن يجعل المؤسسات القومية قائمة وأنه لم يكن هناك أى وسيلة أخرى إلا إنقاذها.
ولفت قلاش إلى أن الجهد الذى بذله المجلس الأعلى للصحافة فى ترجمة مواد الدستور إلى مشروع قانون موحد كانت مسألة بالغة الأهمية لأن رئيس المجلس كان رئيس اللجنة الوطنية لإعداد التشريعات الصحفية والإعلامية بصفته وترجم مواد الدستور إلى مشروع مهم لم يستطع أحد أن يتجاهله.
وتابع نقيب الصحفيين: "كل المشاريع التى قدمت من جهات ما بشأن قوانين الصحافة والإعلام، لم تقدم منتجا يقارن بمنتج مشروع القانون الموحد الذى فرض نفسه على المناقشات رغم تحفظنا على تجزئة المشروع، ويبقى فى النهاية أثر هذا الجهد موجود، وكان من أهم التحديات التى تعامل معها المجلس بجدية كبيرة ظلت أكثر من سنة، وأخذ جهدا كان مميزا ولعب جهدا كبيرا".
وأكد الدكتور حسن عماد مكاوى وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أن المجلس استطاع خلال مدته مد الصحف القومية بمليار و200 مليون جنيه وأنه أنقذها من خسائر هائلة، مضيفًا أن بعض المؤسسات القومية كانت معرضة للإيقاف.
وأشار مكاوى لـ"اليوم السابع" إلى أن المجلس الأعلى للصحافة قام بدور مهم فيما يتعلق ببدل التدريب والتكنولوجيا للصحفيين وأنه حافظ على استمراره وأنه أعطى قروضًا لبعض الصحف وتحمل الكثير حتى مع الحكومة من أجل إنقاذ المؤسسات الصحفية القومية، مؤكدًا أن المجلس ساعد على تطوير المطابع والأجهزة الخاصة بها.
وأوضح مكاوى أن المجلس الأعلى للصحافة تولى مهمته فى ظروف شديدة الصعوبة، فى وقت كانت فيه الصحف معرضة للتوقف والإغلاق، متابعًا: "مجرد البقاء على المؤسسات الصحفية فى فترة المعاناة والترهل الإدارى والأزمات الاقتصادية فى حد ذاته إنجاز، الديون التى تعانى منها المؤسسات القومية، المجلس تفاوض مع الحكومة وقيل له أنها لا تستطيع إسقاط الديون، وأنه يجب أن تلغى بقانون من مجلس النواب، مهما غيرنا من هيئات لا تستطيع الهيئات سداد الديون إلا بمعونة الدولة".
وشدد الدكتور حسن عماد مكاوى وكيل المجلس الأعلى للصحافة، على أن المجلس الأعلى للصحافة كان مع حرية الصحافة والصحفيين وأنه بذل جهدًا كبيرًا فى القانون الموحد للصحافة والإعلام الذى يأخذ به الآن رغم تقسيمه إلى جزأين.
وذكرت كريمة كمال عضو المجلس الأعلى للصحافة، أن المجلس استطاع أن يحافظ على استمرار المؤسسات الصحفية القومية، مضيفًا أن الإنجازات التى قام بها المجلس تسأل عنها الصحف القومية ما ساعد على استمرارها، متمنية أن تحافظ الهيئة القادمة على المؤسسات الصحفية وتساعد على حل مشاكلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة