تنتشر ماكينات "الكارينة" فى قرى السوالم، ومحطة السوالم ، وكفر ميت أبو غالب، التابعة لمدينة ميت أبو غالب، بمحافظة دمياط، وبلغ عدد ورش وماكينات فرم "الكارينة" حوالى 150 ورشة، وهناك مئات العمال الذين أصيبوا أثناء العمل بسبب هذه الماكينات، تنوعت بين بتر "يد"، أو ذراع، أو تشويه، أو الموت.
ومهنة فرم "الكارينة" هى فرم "خوص" النخيل و"السعف"، ليتحول لمنتج "هش" يتم استخدامه فى تنجيد الكراسى والصالونات والانتريهات.
وتنتشر الورش البسيطة فى المناطق الخالية بضفاف النيل وجسور الترع، إذ لا تحتاج الى مبانى وكل ما تحتاجه مجرد "تعريشه" لكى تقى العامل من حرارة الشمس أو البرد، وتحتاج تلك المهنة إلى مكان مفتوح، لكى يتم نشر "الكارينة" و"خوص" النخيل حتى يجف فى أشعة الشمس.
أحد العاملين على ماكينات فرم الكارينة
والماكينات كانت قديمًا تصنع يدويًا وهى عبارة عن سكاكين حامية تقوم بفرم الخوص حيث يجلس العامل أمام تلك الماكينة التى توجد بها فتحة صغيرة يتم دفع الخوص بها لتخرج من الجهة الأخرى "كارينة" ويتم وضعها فى الشمس حتى تجف ثم يتم كبسها وبيع الرابطة بـ 4 جنيهات، وجراء مثل هذا العمل الخطير تعرض أكثر من 500 شخص لبتر الأذرع والأطراف.
إحدى الورش
ويقول هانى أبو الفتوح، صاحب ماكينة "كارينة"، أن ماكينات فرم "الكارينة" تنتشر بتلك المنطقة حيث توجد بالمنطقة 15 ماكينة يعمل بالماكينة الواحدة من 7 إلى 8 عمال، وأجرة الواحد منهم تتراوح بين 70 إلى 80 جنيها فى اليوم، حيث يبدأ العامل يوم عمله عقب صلاة الفجر مباشرة، وتنتهى عند صلاة الظهر، مضيفاً: "الماكينة اليدوية يعمل حولها عمال كثيرون، ولكنها خطرة، ومميزات الماكينة الآلى أنها تحتاج لعامل واحد، ولكنها أكثر أمانًا ولم يصاب أى أحد منها".
تجفيف الكارينة
وأضاف أن أصحاب ماكينات الفرم اليدوية استبدلوها بماكينات آلية، ولكن بعد ظهور مصانع الأسفنج المضغوط تحولت كل مصانع وورش تنجيد الأثاث إليه، ولم يعد يعتمد فى صناعة التنجيد على "الكارينة" سوى ورش قليلة.
تجفيف سعف النخيل
ومن جانبه، قال مراد عبد الحميد، أحد العمال الذين فقدوا أذرعهم على ماكينة "الكارينة": "ذراعى دخل جوه الماكينة وتم بتره، ولم أحصل على أى معاش أصرف من خلاله على أسرتى"، مضيفًا: "رفعت قضية بالمحكمة على مديرية التضامن الاجتماعى، لكى أحصل على معاش شهرى".
صاحب إحدى الورش
وناشد مراد عبد الحميد، الرئيس عبد الفتاح السيسى، باستيعاب العمال الذين فقدوا أطرافهم وتحولوا إلى معاقين فى أى برنامج أو مظلة تأمين وصرف ضمان اجتماعى أو مقابل عجز لكى يستطيعوا الانفاق على أولادهم، مؤكدًا أن المشكلة التى تواجه العاملين فى تلك المهنة أنه لا توجد أى مظلة تحميهم سواء كيانات عمالية أو تأمينات أو معاشات.
ماكينة فرم الكارينة
وتابع: "تحولت من عامل أمام ماكينة "الكارينة" كنت أحصل على 70 جنيه يوميًا إلى مجرد عامل أقوم بنشر "الكارينة "فى الشمس حتى تجف تمهيدًا لكبسها مقابل 30 جنيه وهى لا تكفى لمعيشتى أنا وأبنائى".
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد البلتاجى، مدير عام مستشفى دمياط التخصصى، إن المستشفى افتتحت مؤخرًا قسم جراحة إصابات اليد، موضحًا أن القسم خلال الأشهر الأخيرة استقبل 250 حالة بمعدل حالتين يوميًا.
نقل الكارينة لتجفيفها فى الشمس
وأوضح مدير عام مستشفى دمياط التخصصى، أن كل الإصابات للعاملين فى قطاع صناعة الأثاث والمهن المرتبطة بها، مشيرًا إلى أن معظم الحالات تحتاج لجراحات كبرى نتيجة قطع كامل لأوتار وأعصاب وشرايين الساعد والرسغ، مضيفًا: "المستشفى تحتاج للعديد من التجهيزات لتتمكن من تقديم خدمة طبية لكل أنواع الاصابات".