أحمد إبراهيم الشريف

قطار «سلام زين» فى باكستان فكرة تستحق الإشادة

السبت، 24 ديسمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يصيب الإنسان أصعب من مرض التعصب، خاصة الدينى، لأنه يأكل الأخضر واليابس فى الحياة، ويتركنا أناسا أنانيين لا نؤمن بحق الآخر فى الرحمة الإلهية، نتحول لمسوخ لا تؤمن بأن الله لو شاء لجعلنا أمة واحدة، وسينعكس ذلك التفكير على كل شىء فى الأرض، لذا على الأشخاص والمؤسسات أن يتنبهوا لذلك جيدا، ويطرحوا أفكارهم للتخلص من هذه المعضلة الكبرى، ومن هذا المنطلق أبدى إعجابى بـ«قطار سلام زين» فى باكستان.
 
فهناك أطلقت الحكومة الباكستانية لأول مرة قطار يبحث عن المحبة، ويسعى لبث روح المؤاخاة سمته «سلام زين»، وذلك من وحى أجواء احتفال المسيحيين بعيد الميلاد، وسيجوب القطار باكستان «لنشر التسامح».
 
وأعتقد أنها فكرة تستحق وتجربة أولى سوف تتبعها خطوات أخرى تقرب بين أبناء البلد الواحد، وفى تصريحات صحفية، قال وزير حقوق الإنسان الباكستانى كرمان ميكائيل «علينا تغيير عقلية الناس»، مضيفا: «أن القطار علامة على التسامح، الجميع سيحتفلون بالميلاد». ودعا الأسر من كل الديانات إلى زيارة القطار، وغادر القطار إسلام آباد متجها إلى بيشاور قبل أن يتجه جنوبا لتمضية يوم الميلاد فى لاهور وآخر أيام السنة فى كراتشى، وتقل عربات القطار مجسمات لرجال ثلج زينت بالأضواء. كما وضعت فى عربات عدة مغارة وبابا نويل ومجسم لمدفئة وشجرة ميلاد وصور باكستانيين مسيحيين كوفئوا لتقديمهم خدمات للبلاد.
 
بالطبع الوضع فى مصر أفضل بكثير من باكستان فى هذا الأمر، لأن معظم المصريين مسلمين ومسيحيين على المستوى الحقيقى ليس لديهم مشكلة فيما يتعلق بتقبل الآخر، لكن هناك قلة تفكر بهذا التعصب ونخشى أن يتزايد ذلك، لأنهم فى كل سنة يصدرون لنا نفوسهم الخربة السيئة ويفسدون فرحة الجميع بفتاويهم الغريبة التى تتناسى آلاف السنين من المؤاخاة والوحدة، لذا علينا البحث عن أفكار جديدة مبتكرة تجعلنا متقاربين بشكل كبير، متأكدين أن غايتنا واحدة وهدفنا واحد.
 
أتمنى، أكثر شىء، التركيز فى المدارس خاصة فى الصفوف الأولى، نريد أفكارا مبتكرة فى هذا الأمر، حتى يقضى الأطفال يوما واحدا، يعرضون فيه مسرحية مشتركة عن تسامح الديانات، أو يغنون أغنية تحقق الهدف نفسه، أو شىء من هذا القبيل، المهم أن تظل هذه الأيام وهذه الفعاليات محفورة فى أذهان الأطفال.
ربما لا يحقق قطار باكستان الغرض المنشود منه تماما، لكنه بالتأكيد لن يفشل فى بث الفرحة فى بعض النفوس التى تؤمن بإرادة الله فى الاختلاف، وأنه سبحانه هو أعلم بخلقه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة