ننشر قصيدة "عروج إلى سدرة النبى" الفائزة فى جائزة البردة بالإمارات

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 09:00 م
ننشر قصيدة "عروج إلى سدرة النبى" الفائزة فى جائزة البردة بالإمارات  الشاعر سيد محمد عبد الرازق عبد العال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ننشر قصيدة "عروج إلى سدرة النبى" للشاعر سيد محمد عبد الرازق عبد العال الفائز بجائزة البردة بالإمارات وتقول كلماتها:

لا سوفَ، لا سينَ، ضاعَ العمرُ فى أَرَقِي

وهَدْأةُ الموجِ لا تُنجـِى من الغرقِ
 

يجوعُ دربِيَ، يقتاتُ الخُطى نَهِمًا
ولُهثَةُ السَّعى تروى الرَّملَ مِن رَمَقِي
 

وأرتقُ الروحَ، خيطِى دمعُ معذِرتي
يجدِّدُ الفتقَ سهوُ اللَّهوِ والنَّـزَقِ
 

كأنَّ لِلذَّاتِ لَذَّاتٍ تعاقرهَا
لم أُعطِها كاسِيًا إلَّا ارتدتْ خِرَقِي
 

***

يا ابنَ الذبيحينِ، مذبوحٌ بغيرِ فِدا
أتَى رِحَابَكَ، جُدْ يَا خيرَ مرتَفَقِ
 

لى كوكبٌ حائِرٌ فِى الصَّدرِ ضلَّ فلَا
مدارَ يرقَى بهِ إلَّا لمُنزَلَقِ
 

الخوفُ سلسَلَهُ، والذنبُ سربَلَهُ
حاشاكَ ترضَى لهُ بالصَّدِّ والفَرَقِ
 

وَسِعْتَ أنفاسَ أهلِ الأرضِ فى رِئَةٍ
والحِلمُ أكرمُ ما تأتيه مِن خُلُقِ
ها أنتَ ميقَاتُهُمْ إنْ أحرَمُوا زُمَرًا
للهِ، مَنْ لاذَ بالميقَاتِ يلتحِقِ
 

***

لولاكَ ما خالَفَ السِّكينُ منهجَهُ
أو غضَّتِ النَّارُ طرْفًا عن حِمَـى الحَرَقِ
 

وما رمَى الحوتُ فوق الشَّطِّ مُلتَقَمًا
أو يمَّمَ الماءُ تابوتًا لبابِ شَقِي
 

فالرسْلُ قبلكَ بيتٌ أنتَ لِبْنتُهُ
مشكاةُ وحى تردُّ الضوءَ للحدقِ
 

***

كم أرهفَ السَّمْعَ للأَرْضِينَ منْ مَلَكٍ
وأصبحَ الجِنُّ بعد السَّمْعِ فى حَنَقِ
 

يُشَقُّ صدرُك عن عينٍ قد انفَجَرَتْ
تطَهِّرُ النَّاسَ من شِركٍ ومن رَنَقِ
 

يرعَى، وقد أعْيَتِ الصَّحْراءَ صُفرَتُهَا
فتكتسِى خُضْرةً من خَيرِه الغَدِقِ
 

يمشـى الغمامُ على إيقاعِ خُطوتِهِ
فتستظلُّ السَّمَا من فيئِهِ الأَلِقِ
 

نبضٌ مِنَ الحُبِّ فى دنيا محنَّطَةٍ
كأنَّه وحده مَن جاءَ من عَلَقِ
 

أنفاسُهُ بُرْءُ بيتِ اللهِ، إذ نفثَتْ
أصنامُهمْ سُلَّها فِى صدرِهِ العَبِقِ
 

أحزانُه فى غُمُودِ القلبِ مُسهَدَةٌ
إن تمتحِنها صروفُ الدهرِ تُمتَشَقِ
 

***

لا الغارُ حِضنُ أبٍ، لا الليلُ ذو رَحِمٍ
لا الجَهدُ ذو أسفٍ، لا الصـخـرُ ذو أَرَقِ
 

لكنَّهُ فى رقاعِ الكونِ يقرأُ ما
خطَّتْ يدُ اللهِ فى الآفاقِ من نَسَقِ
 

ومِن طِباقٍ حملْنَ اللَّيلَ فى شَغَفٍ
يُرضِعْنَ أحلامَه ترنِيمةَ الشَّفَقِ
 

يا قوْمِ إنِّى برئٌ، لا إلهَ سوى
من ينفخُ الروحَ فى الصَّحراءِ بالوَدَقِ
 

***

قلْ هلْ أتاكَ حديثُ القومِ إذ زعموا
أنَّ النبوَّةَ غُصنٌ يابسُ الوَرَقِ
 

ماذا جنتْ منهمُ الدنيا، وقد فَرَضُوا
- بالنَّارِ والصَّلْبِ- دينَ العِرْقِ والفِرَقِ
 

جبريلُ، يا حاملَ المِفتاحِ، مُرَّ بنا
فالحالمونَ على الأبوابِ فى حِلَقِ
 

يستمطرون السَّما عطفًا، وما عهدُوا
إلا الحنوَّ على شاكٍ ومحترقِ
 

هدهدْ حروفَ هُدًى، زمِّلْ بِها سَهِدًا
حرِّرْ بِها من سبتْهم مِلَّةُ الرِّبَقِ
 

القلبُ مِنْ حَجَرٍ، والربُّ مِنْ صَخَرٍ
كأنَّهمْ جَدَثٌ يختالُ فِى الطُّرُقِ
 

نساؤُهمْ مِن متاعِ الأرضِ، مَن سَلِمَتْ
مِن وطأةِ الوأدِ عانتْ وطأةَ الشبقِ
 

***

قد آنَ للوَحْى أن تجتاحَ ثورتُهُ
عرشَ الطغاةِ ببذلِ الرُّوحِ والعَرَقِ
 

إكليلُ غارٍ لكلِّ الحاملين رؤىً
مُخضرَّةً فى صَـحَـارَى الكفرِ والمَلَقِ
 

"واللهِ يَا عَمُّ" مِيثاقٌ يعلِّمُنا
مَنْ لمْ يثقْ فى انتصارِ الحقِّ لم يثقِ
 

إنْ قِيلَ يكذِبُ، قالَ اللهُ ويلكمُ
بلْ قذفةُ الحقِّ فوقَ الباطِلِ الزَّهِقِ
 

إنْ مُدَّ حرفٌ فللمختارِ سدرتُهُ
أو عُلَّ فاعْتَلَّ مِنْ رِيقِ النَّبِى رُقِي
 

يا واحةَ الحبِّ، قل للسُّـحْـبِ إذ حملتْ
من وابلِ الذِّكرِ أنَّى شئتِ فانطلقي
 

يا ألفَ الوصلِ فى " اقرأ"، يا عروجَ دعا
ء المتعبينَ إلى الرحمنِ فى الغسقِ
 

هذى الملايينُ باسمِ الحبِّ زَهرُ هدًى
ألقيتَه يومَ عُرسِ الغارِ للأُفُقِ
 

أقمتَ بالصِّدقِ صرحَ الدِّينِ فى دَمِنَا
فمازجَ النَّبضَ فينا خيـرُ معتَنَقِ
 

يا ثانى اثنينِ، قلبُ الغَارِ مؤتَنِسٌ
وحرفُ (يس) يُعمِى كلَّ مرتزِقِ
 

بُشرَى لهَا بُردَة التوحيدِ دثَّرتِ الـ
مسافِرِينَ على زادٍ من القلقِ
 

لا يسغبونَ؛ فذكرُ اللهِ تَمرتُهم
وجوفُهم باسمِ خيـرِ المرسلين سُقِي
 

تأبَّطوا مصـحـفًا للصَّفحِ، مبعثُهُ
فى "أنتمُ الطُلَقَا"، فى وجهِهِ الطَّلِقِ
 

هذى يدُ المصطَفَى، أحواضُ سنّتهِ
فى شوِق مصطَبِح منها ومغتبِقِ
 

جدُّوا لها السَّيرَ، فـى الميدانِ قائدُهُ
طوبى لمُستبقٍ، طوبى لملتحِقِ
 

***

لم تصـحبِ النفسُ خيـرًا مِن مذكِّرِها
باللهِ إنْ عثـرتْ فـى كلِّ مفتَـرَقِ
 

ورُبَّ معتذرٍ يفضِى لمعتبرٍ
فيجمع الدَّمعُ قلبًا مُثخَنَ المِزَقِ
 

يارب صلِّ على الهادى وعترتِهِ
وردَّ مغترِبًا، فى البعدِ عنكَ شَقِي
 

واروِ الظَّمَا كلَّمَا مدَّ الرَّجَا صِلَةً
مِنْ كَاسِ قربٍ إذا عافتْهُ لمْ يَذُقِ
 

واقبلْ لهُ أسفًا، واجعلْهُ مُكتَنَفًا
بقلْ أعوذُ بربِّ النَّاسِ والفَلَقِ
 

***







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة