أكرم القصاص - علا الشافعي

رشا عمران ترسم لوحة لحياتها فى ديوانها "التى سكنت البيت قبلى"

الخميس، 22 ديسمبر 2016 09:09 م
رشا عمران ترسم لوحة لحياتها فى ديوانها "التى سكنت البيت قبلى" غلاف ديوان التى سكنت البيت قبلى للشاعرة السورية رشا عمران
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسعى الشاعرة السورية رشا عمران، فى ديوانها الجديد "التى سكنت البيت قبلى" إلى رسم لوحة لحياتها، يطالعها قارئ الديوان الصادر عن منشورات المتوسط فى إيطاليا، ضمن مجموعة المتوسط "براءات"، وهى مجموعة إصدارات خاصة فقط بالشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، أطلقتها المتوسط احتفاء بهذه الأجناس الأدبية.

وفى هذا الديوان تمعن رشا عمران النظر فى الوحدة، تتغلغل فى أدق تفاصيلِها، فى محاولةٍ لفهمِها وفكفكة رموزِها، ولصعوبة هذا التمعن ومشقته، تحاول خرقه بخلق شخص آخر فى المكان، فتختار تيمة لمجموعتِها، تمنحها بعدًا إضافيًا، وزاويةً جديدةً لرؤيةِ هذه الوحدة، الثيمةُ التى اتخذتها رشا عمران عنوانًا للديوان.

 

تقول رشا عمران:

فى خزانة الحائط

ثمة دفتر قديم

وجملة واحدة فقط مكتوبة بخط قلق: وحيدة.. كيتيمة تشتهى أن

يمشط أحد شعرَها المبلل

الجملة التى كتبتها المرأة التى سكنت فى المنزل قبلى وضعت فوقها

خصلةَ شعر بيضاء رقيقة ورحلت.

كل ما فعلتهُ أننى كتبت اسمى تحت الجملة وعلقت الورقة على

الحائط الفارغ

ثم أخذت مشطًا وسرحت خصلة الشعر البيضاء الرقيقة

وهكذا

كنتُ أعيدُ المشهد كلّ يوم

كما لو كنت أسلى وحدتي

كى لا تبدأ بقضم

أصابع قدمى.

تنحو نصوص "التى سكنت البيت قبلى" منحى مختلفًا قليلًا عما نطالعه فى الشعر السورى تحديدًا فى هذه المرحلة، إذ تذهب النصوص باتجاه الحديث عن الشخصى الذى تعيشه الشاعرة، والذى يعطى انطباعًا بأنه شخصى بالمطلق، ولا يحاول ادعاء أكثر من ذلك، لكن الحال، أن هذا الشخصى فى قصائد المجموعة، ليس مفصولًا عن سياقٍ عام، أوصل الشاعرةَ إلى هذه الوحدة التى كتبتها بدقة وعناية شديدتين.

أفكرُ أحيانًا

أن النساء الوحيدات يشبهن الشرفات النافرة

يتسعنَ لأحواض الزرع

ولحبل الغسيل المزدوج

ولكرسى وحيد يعرف الفرق بين الشموس وضوء القمر.

على هذا النحو ترسمُ رشا عمران فى مجموعتها لوحة لحياتِها، تحاول استثمار كل لحظة فى التفكير فى هذه الوحدة القاسية التى تعيش. خلالَ مئةٍ واثنتى عشرة صفحةً من القطع الوسط، هى حجم مجموعتها "التى سكنت البيت قبلى".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة