أبو الغيط: نحن بحاجة لهدنة يتوقف فيها القتل وإزالة رائحة الدم من المنطقة

الخميس، 22 ديسمبر 2016 12:10 ص
أبو الغيط: نحن بحاجة لهدنة يتوقف فيها القتل وإزالة رائحة الدم من المنطقة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن المنطقة العربية فى حاجة اليوم لهدنة شاملة لالتقاط الأنفاس تكون الأولوية فيها لتوقف القتل وصوت المدافع وإزالة رائحة الدم التى تفوح من أرجاء المنطقة.

جاء ذلك فى كلمة ألقاها مساء أمس الأربعاء، بالمجلس المصرى للشؤون الخارجية بحضور وزير الخارجية سامح شكرى ورئيس المجلس السفير الدكتور منير زهران.

وطالب أبو الغيط بضرورة تثبيت الدولة الوطنية كما عرفها العالم العربى فى القرن المنصرم، موضحا أن هذه الدولة، على ما فيها من مُشكلات وعلى ما تسببت فيه من خيبات، تظل البديل الوحيد عن اللادولة وعن جماعات العنف والعصابات العابرة للحدود وايديولوجيات القتل على الهوية وسبى النساء.

وقال إن العرب يبدون الآن فى وضع أضعف وأكثر انكشافا أمام جوار متربص وينتظر الفُرصة للانقضاض لملء الفراغات وتحصيل المكاسب والمغانم، مضيفا: "ليست تلك هى اللحظة المواتية، من وجهة نظرنا نحن العرب، التى نؤسس فيها لوضع مُستقر أو لمنظومة إقليمية ممتدة وراسخة فنحن بحاجة أولا لتعديل الاختلال الفادح فى التوازن حيال دول الجوار الإقليمي".

وحذر من خطورة سياسة دول الجوار العربى التى صار بعضُها يتبنى سياسة تمزج بين "الاجتراء" و"النهم غير المحدود"، مشيرا إلى أن هذه السياسات الخبيثة تتحمل قسطاً من المسؤولية عن الانفجار الذى نشهده فى المشرق العربي، ومشددا على أنه انفجار غير مسبوق فى مداه أو عمق تأثيره فى حاضر هذه المنطقة ومستقبلها.

وأوضح أبو الغيط أن المنطقة العربية لا تتحمل الآن أفكاراً كُبرى، أو هندسة سياسية شاملة لأوضاع جديدة "كونها أدت إلى ما نحن فيه من تفتتت وتشرذم وتفكك غير مسبوق".

وشدد أبو الغيط، على أن الدولة الوطنية التى ننشدها لابد أن تكون مقرونة بكل معانى العدالة وحُكم القانون والحكم الرشيد والمؤسسية فضلا عن كونها لابد أن تكون دولة بحدود معروفة وإقليم مُحدد، دولة ذات سيادة وجيش وطنى وسُلطة شرعية تتمتع بقبول عموم المواطنين.

ودعا أبو الغيط إلى ضرورة إعادة إحياء النظام الإقليمى العربى الذى تعرض لهزات هائلة وشروخٍ غير قليلة، مشددا على أنه ما زال قائماً ومحوره من الدول الرئيسة، ولايزال ايضا إلى حد ما سليماً.

وقال"أبو الغيط" إنه ما زال بالإمكان الارتكان إلى هذا "العصب النابض" لتأسيس منظومة إقليمية عربية قادرة على مواجهة التحديات المُحدقة بالمنطقة، سواء من جوارها القريب أو من العالم الأوسع الذى يعيش لحظة تحول تاريخى غير مسبوقة.

وتابع : كان لى أن أصف المشهد العالمى فى كلمة واحدة ستكون "القلق"، فالعالم يعيش حالة من القلق وانعدام اليقين،وهذا المزاج العام نلمس مظاهره ونرى شواهده فى مُجريات الأحداث التى صرنا جميعاً نُلاحظ تسارعها وتواليها على نحو يُزيد من حالة القلق هذه ويُغذيها".

وأضاف "أن القلق سمةٌ غالبة فى فترات التحول التى تشهد صعود قوى وهبوط أخرى، وبزوغ أفكار جديدة وأفول وانزواء أفكار أخرى، إنها فتراتٌ تتميز بقدرٍ من الارتباك وتشوش الرؤية، يصعب فيها تمييز القديم الزائل، من الجديد القادم،ويستحيل خلالها توقع مُجريات الأحداث بقدر معقول من اليقين.

وقال أبو الغيط إن حرفة الدبلوماسية تواجه الآن تحديات صعبة فى مثل هذه الفترات بالذات، فالدبلوماسيون صنعتهم قراءة التوازنات القائمة، وعندما تمرُ هذه التوازنات بتغيرات مُتسارعة وعنيفة،يجد الدبلوماسى ،أو رجل الدولة، نفسه أمام ظواهر جديدة كُلياً،وأوضاع لم يألفها،وأوضاع تستدعى قدراً من الخيال لقراءتها وتصور مآلاتها المُستقبلية.

وأشار إلى أن لحظة القلق التى يعيشها العالم اليوم عبرت عن نفسها فى أحداث كُبرى شهدت مسارات غير متوقعة، مثل اختيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى فى يونيو الماضي، وانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة فى نوفمبر.

وأوضح أن هناك ردة فعلٍ عكسية رافضة للعولمة بمظاهرها المختلفة ، فمليارات البشر يشعرون أن العولمة تهمشهم وتأتى على حسابهم وهؤلاء البشر يُعبرون عن رفضهم بطرق مختلفة، بعضها يظهر فى صناديق الاقتراع كما رأينا فى بريطانيا والولايات المتحدة، وأخيراً فى إيطاليا، وكما قد يحدث فى مناطق أخرى فى أوروبا وغيرها وبعض هذه المظاهر ينعكس فى تصاعد العُنف أو التطرف، دينياً كان أو قومياً.

وأضاف أبو الغيط أن التطرف سِمة أخرى من سمات عصرنا ،فالتغيرات المُتسارعة تجعل الملايين فريسة سهلة لعمليات غسيل الأدمغة وتشكيل الوعى الرافض للمُجتمع والخارج عليه.

وأشار إلى أن موجة الركود والتباطؤ، وسياسات التقشف فى بعض الدول الغربية، أفرزت حالة من الاحباط والتململ والشعور بالظلم لدى جمهور واسع ،و الأخطر من التباطؤ هو اتساع الفجوة بين الدخول وأصحاب الياقات الزرق يشعرون أن العولمة تُميز ضدهم ، موضحا ان هذا اتجاه أسهم فى فوز ترامب ويُسهم فى تنامى الشعور القومى المُعادى للعولمة والانفتاح فى أكثر من بلد.

وحذر أبو الغيط من خطورة تدفقات اللاجئين والمُهاجرين التى تسببت فيها الحرب الأهلية السورية وغيرها من نزاعات الشرق الأوسط والتى توشك أن تُغير وجه السياسة فى أوروبا ،فهى أفرزت موجة من صعود اليمين القومى لا نعرف متى أو أين ستتوقف وفضلاً عن ذلك، فإن عدداً من الدول العربية لا زال يلعب دوراً محورياً فى تحديد اتجاه أسعار النفط العالمية، التى تمثل بدورها ركيزة رئيسة من ركائز استقرار النظام الاقتصادى الدولي.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة