ذات يوم.. نابليون بونابرت للمصريين: «كل ما فعلته حكم إلهى لا يرد»

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 10:00 ص
ذات يوم.. نابليون بونابرت للمصريين: «كل ما فعلته حكم إلهى لا يرد» نابليون بونابرت
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصل نابليون بونابرت محاولاته بإقناع المصريين أنه يدافع عن الإسلام، منذ مجيئه على رأس حملته لغزو مصر والشام عام 1798، فوجه منشوره إلى المصريين فى مثل هذا اليوم «21 ديسمبر 1798»، متضمناً الاستشهاد بالقرآن الكريم. 
 
كان «المنشور» بمناسبة إعادة نابليون العمل إلى «الديوان» وهو نظام شكله من قبل، ثم أوقفه مع ثورة القاهرة الأولى، وكان بمثابة «السلطة المدنية للحكومة»، لكن وحسب عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الأول من كتابه «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر» عن «دار المعارف القاهرة»: «سلطته لم تتعد مدينة القاهرة، ومقيدة بتعهد الأعضاء ألا يعملوا شيئا ضد مصلحة الجيش، وكانوا يعملون ويتداولون بعين من الفرنسيين تحت المراقبة المستمرة».
أوقف «بونابرت» العمل بنظام الديوان بعد ثورة القاهرة الأولى «21 أكتوبر 1798» ثم أعاده بعد إخماد الثورة، وأذاع منشوره بهذه المناسبة، وحسب كتاب «بونابرت فى مصر» لـ«ج. كرستوفر هيرولد» ترجمة: فؤاد أندراوس «مكتبة الأسرة - القاهرة» قال نابليون فى منشوره: «أيها العلماء الأشراف، أعلموا أمتكم ومعاشر رعيتكم بأن الذى يعادينى ويخاصمنى إنما خصامه من ضلال عقله وفساد فكره، فلا يجد ملجأ ولا مخلصاً ينجيه منى فى هذا العالم، ولا ينجو من بين يدى الله لمعارضته لمقادير الله سبحانه وتعالى، والعاقل يعرف أن ما فعلناه بتقدير الله تعالى وإرادته وقضائه، ومن يشك فى ذلك فهو أحمق وأعمى البصيرة، وأعلموا أمتكم أن الله قدر فى الأزل هلاك أعداء الإسلام وتكسير الصلبان على يدى، وقدر فى الأزل أنى أجىء من المغرب إلى أرض مصر لهلاك الذين ظلموا فيها وإجراء الأمر الذى أمرت به، ولا يشك العاقل أن هذا كله بتقدير من الله وإرادته وقضائه، وأعلموا أيضا أمتكم أن القرآن العظيم صرح فى آيات مثيرة بوقوع الذى حصل، وأشار فى آيات أخرى إلى أمور تقع فى المستقبل».
 
ومضى «بونابرت» فى منشوره قائلاً: «كلام الله فى كتابه صدق وحق، إذ تقرر هذا وثبتت هذه المقالات فى آذانكم، فلترجع أمتكم جميعا إلى صفاء النية وإخلاص الطوية، فإن منهم من يمتنع عن الغى وإظهار عداوتى خوفا من سلاحى وشد سطوتى، ولم يعلموا أن الله مطلع على السرائر، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، والذى يفعل ذلك يكون معارضا لأحكام الله ومنافقا، وعليه اللعنة والنقمة من الله علام الغيوب، واعلموا أيضا أنى أقدر على إظهار ما فى نفس كل أحد منكم لأننى أعرف أحوال الشخص وما انطوى عليه بمجرد أن أراه، وإن كنت لا أتكلم ولا أنطق بالذى عنده، ولكن يأتى وقت ويوم يظهر لكم بالمعايشة أن كل ما فعلته وحكمت به فهو حكم إلهى لا يرد، وأن اجتهاد الإنسان غاية جهده ما يمنعه عن قضاء الله الذى قدره وأجره على يدى، فطوبى للذين يسارعون فى اتحادهم وهمتهم مع صفاء النية وإخلاص السريرة والسلام».
 
واصل «بونابرت» بهذا المنشور سياسة التمسح فى الإسلام بالحديث عن دفاعه عنه، ويذكر كتاب «بونابرت فى مصر» أن العلماء كانوا يذهبون إليه فى قصره بـ«الأزبكية فيستقبلون بالتجلة» ويقدم لهم الشربات والقهوة، وبعد لحظة يقبل الجنرال «نابليون» فيجلس وسطهم على الأريكة، ويحاول كسب ثقتهم بالمناقشة فى القرآن، وبطلبه تفسير الآيات المهمة، وبإبداء إعجابه العظيم بالرسول، حتى إذا غادروا القصر انصرفوا إلى المساجد التى يجتمع فيها الناس، فحدثوهم بآمالهم، وهدأوا من روع هذه الأمة الكبيرة وعدائها للفرنسيين، فكانوا يؤدون للجيش خدمات إيجابية جدا، وحاول بونابرت فى أحاديثه مع العلماء والمفتين أن يقنعهم بأن الرسول خصه برعايته، وإلا فكيف أتيحت له هزيمة المماليك الشجعان؟، وكان يشكو فى أحاديثه مع الشيوخ من المواعظ العدائية التى يلقيها الأئمة فى المساجد فى صلاة الجمعة، وفى لحظة مواتية قال لعشرة من كبار الشيوخ وكانوا أكثرهم ولاء له: «لابد أن نضع حدا لهذه الفتن، أريد من الأزهر أن يصدر فتوى تأمر الناس بأن يحلفوا يمين الطاعة لى، فاصفرت وجوه الشيوخ حتى قال الشيخ عبدالله الشرقاوى كبير علماء الأزهر: «أنك تطلب رعاية الرسول الذى يحبك، وتريد العرب والمسلمين أن ينضووا تحت رايتك، وترغب فى استرداد أمجاد العرب، وأنت لست مشركا ولا وثنيا فاعتنق الإسلام إذن، فاندهش الجنرال».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة