كريم عبد السلام

انتحار أردوغان

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اغتيال السفير الروسى فى أنقرة أندريه كارلوف على يد شرطى مقرب من أردوغان، كارثة جديدة على رأس النظام التركى ورئيسه الهتلرى المسعور، لا يمكن أن تمر بسهولة، بل هى جبهة جديدة فى سلسلة المعارك الخاسرة التى يخوضها أردوغان حاليا، التى تنذر بانتحاره سياسيا واقتصاديا.
 
لا ينقص أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، تلك الجبهة الجديدة مع الدب الروسى، فمن الخطأ الظن بأن الروس سيقبلون الإهانة والاعتداء من تركيا للمرة الثانية دون رد مناسب، ومن الخطأ الظن بأن ملف الطائرة السوخوى المقاتلة التى أسقطتها قوات الجو التركى فوق سوريا قد أغلق تماما وتم نسيانه.
 
مقتل السفير سيعيد كل مشاهد العدوان التركى على روسيا إلى الواجهة، رغم عدم إلغاء الاجتماع الثلاثى المشترك بين وزراء الدفاع والخارجية لإيران وروسيا وتركيا فى موسكو، وسيسرع بتحويل عناصر الجيش التركى فى سوريا والعراق إلى رهائن محتملين، ناهيك عن الدعم العسكرى واللوجستى الذى يمكن أن يتلقاه حزب العمال الكردستانى لإسقاط الحزب الحاكم.
 
الجبهة الجديدة التى قرر أن يفتحها أردوغان بكثير من الغطرسة والاستعراض، تنذر بتفاقم التمزق فى المجتمع التركى، فالحزب الحاكم يلجأ للدعاية الهتلرية الديماجوجية وإيقاظ النزعة القومية العثمانية ليتمكن من سحق معارضيه والمضى فى سلسلة المعارك التى يخوضها، دون حساب العواقب الداخلية والدولية.
أردوغان وحزبه ينحدران إلى عزلة أوروبية كاملة، ومؤخرا أصدر البرلمان الأوربى قرارا بالأغلبية بتجميد المفاوضات مع أنقرة للانضمام للاتحاد الأوروبى، فى الوقت الذى أصبحت فيه أحلام السلطان العثمانى بالانضمام لمنظمة شنجهاى للتعاون وتعزيز العلاقات مع طهران وروسيا لبناء تحالف اقتصادى بديل أمرا مشكوكا فيه لحد كبير.
 
دعم أنقرة للفصائل الإرهابية وتدخلها فى شؤون الدول العربية المعتدلة، يضعها فى عزلة عربية لا يكسرها تحالف المهزومين فى معركة حلب، بقدر ما يضع الدول المهزومة فى الصراع السورى فى خندق العزلة والازدراء الدوليين وهو ما يتأكد فى مواقف مختلف دول العالم يوما بعد يوم، وهنا يطرأ السؤال: هل تنتهى معارك أردوغان الخاسرة إلى انتحاره سياسيا واقتصاديا؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة